عنترة بن شداد

1 – تاريخه :

أحد فرسان العرب شداد العبسي 1- مولده وتحرره : هو عنترة بن عمرو بن وأغربتها وشعرائها المشهورين. وُلد في نجد نحو سنة ٥٢٥ وكانت أمه أمَةً جيشةً اسمها زبيبة وأبوه من سادات عبس. وكان من عادات العرب ألَّا تُلْحِق ابن الأمة

 

السباق : عنترة بن شداد قطب حرب في

والحيل، إلا أن به نسبه بنسبها ، بل تجعله في عداد العبيد ، ولذلك عاش عنترة منبوذاً بين العبدان ، يرعى الإبل نفسه الكبيرة أبت إلا أن تكون في أجواء الحرية والشهامة ، فراح يمارس الفروسية ولم يمض زمن إلا وعنترة فارس شجاع، وحدث في أحد الأيام أن أغار بعض العرب على قوم من بني عبس فأصابوا منهم ، فتبعهم العبسيون، فلحقوهم فقاتلوهم عما معهم ، وعنترة فيهم . فقال له أبوه : كرَّ يا عنترة ! ، فقال عنترة : العبد لا يُحسين الكر، إنما يُحسن الحلاب والصر» . فقال : «كر وأنت حر فكر وقاتل قتالاً شديداً حتى هزمَ القومَ واستنقذ الإبل، فادعاه أبوه بعد ذلك وألحق ٢- بطل داحس والغبراء ومشى عنترة في طريق المحد يُقارعُ الفوارس في حرب داحس والغبراء ( حرب السياق)، وفي نفسه أشياء من ابنة عم أحبها وتهالك في حبها ، فنفرت منه السواده وأصله ونفر منه ذووها ، ومن قوم تحاملوا عليه وعلوا في تعبيره. وقد كل ذلك استفساداً لإرضاء عبلة وسدّ أشداق المتشدقين. إلا أنه حز في نفسه فأذابها عاطفة ولوعةً واستعطافاً إلى أن قبل سنة ٦١٥ وله من العمر تسعون سنة . وقد أصبح عنترة رمز الشجاعة والبأس ونسجت مُخيلة الشعب حول حياته وقبره أسطورة كبرى الملحمة الشعبية المعروفة بقصة عنتر وإذا عنترة فيها فارس مثالي مضحم ، وقد نال التضخيم كل ما فيه من سواد وبأس وشعور ولوعة ، وإذا الخوارق تحيط به من كل جانب ، وإذا هنالك عالم غريب جمع النبل والحب والقوة إلى أقصى هي حد

– أدبه : المعلقة

العنترة شداد ديوان شعر أكثره في الفخر والحماسة والغزل العفيف. وقد كثر المنحول فيه كما تعدّدت الروايات في الثابت منه بن والمعلقة أشهر ما في انديوان، وهي قصيدة طويلة تقع في نحو تسعة وسبعين بيتاً من البحر الكامل. وهكذا نجد لشعر عنترة وجهين هامين وجهاً غنائياً وجدانياً ، ووجهاً

الصرة شد الضرع برباط ، ومن عادة العرب أن نصر ضروع الحلويات إذا أرسلوها إلى المرعى سارحة ، ويسمون ذلك الرباط الصرار، فإذا راحت عشياً حلك تلك الأصرة وحلبت.

 

٢٠٥

في قلب حرب السباق : فترة بن شداد

بسبها ، بل تجعله في عداد العبيد ، ولذلك عاش عنترة منبوذاً بين العبدان ، يرعى الإبل والخجل، إلا أنّ نفسه الكبيرة أنت إلا أن تكون في أجواء الحرية والشهامة ، فراح لفارس الفروسية ولم يمض زمن إلا وعنترة فارس شجاع. وحدث في أحد الأيام أن أغار بعض العرب على قوم من بني عبس فأصابوا فتبعهم العيون، فلحقوهم فقاتلوهم عما معهم ، وعنترة فيهم. فقال له أبوه : كثر يا عشيرة ! ، فقال عنترة : العبد لا يُحسن الكر، إنما يُحسن الجلاب والصر» ١ ، فقال اكثر وأنت حر فكر وقاتل قتالاً شديداً حتى هزم القوم واستنقذ الإبل، فادعاه أبوه بعد ذلك وألحق به نسبه . بطل داحس والغبراء ومشى عنترة في طريق المجد يُقارع الفوارس في حرب داحس والغبراء ( حرب السباق). وفي نفسه أشياء من ابنة عم أحبها وتهالك في حتها ، فنفرت منه السواده وأصله ونفر منه ذووها ، ومن قوم تحاملوا عليه وعلوا في غيره. وقد زاده كل ذلك استشاداً لإرضاء عميلة وقد أشداق المسلمين إلا أنه حر في عنه وأذابها عاطفة ولوعه واستعطافاً إلى أن قبل سنة ٢١٥ وله من العمر تسعون سنة وقد أصبح عنترة رمز الشجاعة والبأس ونسجت مُخبلة الشعب حول حياته وقبره الملحمة الشعية المعروفة بقصّة عنر) وإذا عنترة فيها فارس مثالي مفحم، وقد نال المتضخيم كل ما فيه من سواد وبأس وشعور ولوعة ، وإذا الطوارق تحيط به من كل جانب، وإذا هنالك عالم غريب جمع النبل والحب والقوة إلى أقصى أسطورة كبرى هيا حد

أدبه المعلقة:

العنترة بن شداد ديوان شعر أكثره في الفخر والحماسة والعزل العفيف وقد كثر المتحول فيه كما تعددت الروايات في الثابت منه والمعلقة أشهر ما في الديوان، وهي قصيدة طويلة تقع في نحو تسعة وسبعين بيداً من البحر الكامل. وهكذا نجد لشعر عترة وجهين هامين وجهاً غنائياً وجداباً، ووجها

الصر: شد الضرع برباط ، ومن عادة العرب أن تصر ضروع الحلويات إذا أرسلوها الى المرعى سارحة ويسمون ذلك الرباط الصرار، فإذا راحت عشباً حلت تلك الأصرة وحلبت.

 

 

شعراء الحياة والمناقب القبلة

قصصياً ملحمياً، والوجهان مختلفان ممتزجان، لا يقوم الواحد بدون الآخر ولا

الواحد الآخر.

١- سب نظم المعلقة ومطلعها : نظم عنترة هذه المعلقة في أثناء حرب السباق التي انتهت سنة ٦٠٩ ، وكان الباعث على نظمها أنّ رجلاً من عبس ساب الشاعر وغيره بسواده وسواد أمه وإخوته، فأجابه بما يعلو به وفصل مناقبه مفاخراً. وإليك الخير كما رواه الأقدمون :

ورد في كتاب و الشعر والشعراء لابن قتيبة ما يلي : كان عنترة من أشد أهل زمانه وأجودهم نما ملكت يده. وكان لا يقول من الشعر إلا البيتين والثلاثة ، حتى سابه رجُلٌ من بني عبس فذكر سواده وسواد أنه وإخوته، وغيره بذلك وبأنه لا يقول الشعر فقال له عشرة : والله إن الناس ليتوافدون بالطعمة ما حَضَرْتَ مَرْقَدَ الناس أنتَ ولا أبوك ولا جَدُّكَ قط ، وإن الناس ليدعون في الغارات فيعرفون بتسويمهم، فما رأيناك في خيلٍ مُغيرة في أوائل الناس قط ، وإن اللبس ليكون بنا ، فما حضرت أولا أبوك ولا جدكَ خطة فيصل ، وإِنَّا أَنتَ فقع لن يفرق ” والي الأحضر البأس، وأواني المغنم، وأعفُ عن المسألة، وأجود بما ملكت يدي، وأفضل الخطة الصمعاء”، وأما الشعر فستعلم، وأنشد معلّقته ومطلعها :

هَل غَادَرَ الشُّعراء من مُتَرَدم أمْ هَلْ عرفتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُم ؟ با دار عبلة بالجواء تكلمي وعمي صَباحاً دَارَ عبلة وأسلمي .. عنترة مقدمة ضمنها ذكريات وعبراً، ثم وصفاً لعبلة ولناقته . وقد انتقل بعدها الى نفسه فصوّرها مزيجاً من كرم وشرف وشجاعة وإقدام ، وافتخر في رقة ولوعة ، ووصف فرسه في لهفة ونبض. Y مضمونها : الحلقة

Y پرافدون يتعاونون، والرفد العطاء والصلة الطعمة، يضم الطاء المأكلة والدعوة الى الطعام الفصل القضاء بين الحق والباطل، واسم ذلك القاضي الذي يفصل بينهما فيصل. الفقع : الزحو من الكمأة وهو أردؤها القرقر الأرض المطمئنة اللينة. وهذا مثل ، يقال وأدل من تقع

قرقره لأن الدواب تنجله بأرجلها ولا أصول له ولا أغصان. الصمعاء الماضية.

a غادر ترك المتردم: أي شيء يصلح لم يكونوا أصلحوه. الجواء : بلد في ديار عيس عني: انعم أي أنهم الله له صباحك وأدامك سالمة .

 

 

٢٠٧

السباق : عنترة بن شداد

قطب حرب

عنترة من معلقته : يبدو لنا عنترة من خلال معلقته كما صوره الدكتور طه حسين إذ قال : « في عنترة معنى الرجولة العربية الكاملة ، فهو رقيق دون أن تنتهي به الرقة الى الضعف، وهو شديد دون أن تنتهي به الشدة الى العنف، وهو صاحب شراب دون أن السكر الى ما يفسد الخلق والمروءة ، وهو صاحب صحو دون أن ينتهي به الصحو إلى التقصير عما ينبغي للرجل الكريم من العطاء والندى ، وهو مقدام إذا كانت الحرب ، وهو عقيفُ إذا قسمت الغنائم، وهو يحاول أن يصف من أخلاقه ما يشرف به العربي الكريم .

فته في معلقته :

۱ – تخلو معلّقة عنترة من الفكر المتسلسل ، والبناء المترابط، إنها سلسلة من المفاخر تتخلّلها النظرات الى عبلة في شوق واستمالة ، ويتمثل عنترة لقارئ هذه الأبيات عملاقاً أسود ، حديد القوة ، ملتمع العينين، مفتول العضلات، يجمع القسوة الى اللين، والشجاعة الى الحكمة، والبداءة الجاهلية الى روح الفروسية والإنسانية الرفيعة. والجميل عند هذا البطل أنه صادق في اعترافه، وان صدقه هو صدق الطفولة العذبة

التي تضخم المعنى في غير ابعاد شديد عن الواقع . كان هدف عنترة أن يرد على المعيرين وأن يُقدّم لعبلة صورة غير التي كانت تراها فيه أو تراها على ألسنة الجماعة، أعني صورة الأسطورة العنترية والأمجاد والفروسية . Y

وهكذا كان في نفسه صراع عنيف، فهو من جهة يعاني شعور النقص الاجتماعي في مجتمع قبلي قائم على العصبية . ، وهو من جهة أخرى يعلم أنه كامل العدة والأداة ؛ وهذه الحقيقة الذاتية تنتفض أمام الوهم الاجتماعي الخاطئ، وهو مع ذلك يشعر بأن الوهم المنقذ رأياً وفعلاً ، وانه إذا أراد الوصول إلى أهدافه لا بد له من إزالة ذلك الوهم بحقيقة تقوم مقام النسب والبياض ، بحقيقة ترغم النفوس على الإقرار بأنه حر، وبأنه ابن شداد، وبأنه عبسي ومن بني عبس وكيف الوصول إلى ذلك ؟ … إن الطريق الوحيدة أن يرتفع الى أعلى قمة بطولية ومعنوية ، ولا سيما وان المجتمع القبلي قائم قبل كل شيء على القوة المادية والمعنوية . الاجتماعي هو ا المسيطر ، وهو أساطين هي………….

 

شعراء الحياة والمناقب القمل

فعالج البطولة الى أقصى الحدود وغامر ما استطاع المغامرة ؛ وعالج الفروسية إلى أقصى الحدود فكان جواداً كريماً أنوفا، وكان مزيجا من أشد شدّة وألين لبن . مزيجا من أعنف عنف وأحن حنان. وجد من نفسه وفطرته ميلا إلى ذلك كله كان له المساعد في كل ما قال وما فعل.

نعم ٣- ومفاخر عنترة مزيج من فن غنائي وفن ملحمي . إنه يتحدث عن بطولاته ومحامده ، وهذا يقوده الى بعض السرد القصصي كما يقوده الى التضخيم . فهو أليف السرج على جوادٍ فَذ الكمال والسرعة والنشاط ، لا يرى في الحياة إلا ميدان فروسية

وجدة .

أشد منه ؛ وهو يشرب

وهو سهل المخالفة إلا أنه لا يقبل الظلم ، بل يقابله بظلم

الحمرة ويبذل المال في سبيلها كريماً ، إلا أنه لا يُنيلُ الحمرة مِن عِرْضِه ، ومتى عاد الى

صحوه لا يُقصر عن الندى والعطاء : فَإِذَا شَرِيتُ فَإنَّني مستهلك مالي، وعرضي وافِرُ لَمْ يُكلم وَإِذَا صَحَوْتُ فَمَا أَقَصِّرُ عَن نَدَى وكما عَلِمْتِ شمائلي وتَكَرمي .. هلا سألت الخيل يا ابنه مالك إن كنت جَاهِلَةٌ بِمَا لَمْ تَعْلَي إذ لا أزالُ عَلى رِحَالَةِ سَابِحٍ نَهْدِ تَعَاوَرَهُ الْكُماة مُكلم ” يُخبرك مَنْ شَهِدَ الوَقائِعَ أَني أغشى الوغى وأعِفُ عِندَ المَعْلَم

وهو رجل الشجاعة يترك البطل مجدلاً على الأرض سابحاً في دمائه ، ويحارب بالسيف والرمح والقوس. إنه يغشى الوغى ولكنه عند . . تقسيم الغنائم عفيف يصده عنها حباؤه وتكرمه . وهو يُنازِلُ كل جبار كريم فيطعنه بالرمح ثم يعلوه بالمهند، وبعد أن يقضي عليه يتركه طعمة السباع البر. وهكذا هو لكل كبيرة وصغيرة. وهكذا فعنترة أبي لا يقبل القيم، حسّاس ذكي الفؤاد ، وفي ، لا يطيق

العقوق ، جواد وافر السخاء ، شجاع قوي الأسر ، إذا جد الخطب الفَيْتَهُ طليعة القوم

Y صحا: أفاق من مكره والمعنى أنه يسخو في حالة السكر وفي حالة الصحو تحاوره طعنه هذا مرة وذاك أخرى الكياة الشجعان المكلم المجروح

١- لم يكلم لم يطعن.

 

في قطب حرب السباق : عنترة بن شداد

يحمل حملة الرئبال وبكر كرة القسورة، تتحاماه الفرسان وتكره لقاءه الأقيال . وإذا شهد العدوه فكأنه القضاء المسلّط أو الشهاب المنقض أو البركان المتفجر، أو اللهب

الثائر.

في الرأي . ثم هو صاحب مروءة ،ونجدة، لا يستبي النساء، ويعافُ المغانم، ويحفظ الحرمات ، ويرعى الحوار ويُقيل العثرات ، ويتسامح في الزلات، وهو الى ذلك داهية صاحب قول ومشورة ، ظاهر في قومه، مبرز في عشيرته ، وموضوع أمل و موئل رغبة، كما انه في الحرب حامي القبيلة وفارس القوم وقائدهم يحتمون به إذا عنا الكرب وحمي الطعن والضرب .

القتال حتى في حبها له . وهي العاطفة عميقها ، وهو رقيق الشعور نبيله . إنه يقف أمام أطلال عبلة في غير اندفاق وجداني ، ولكنه يذوب وجداً ولوعة أمام عبلة نفسها . فيريدها أن تسأل عنه الخيل وعجاج ) تطمئن إليه ، وتستقر أبداً في قلبه وعلى لسانه ، وابتسامتها مشرقة في التماعة السيف وتوهج السنان، فيود تقبيل السيوف لأنها تلمعُ كبارق ثغرها المتبسم :

ولكن كان عنترة فارس الفرسان. وقاهر الأبطال في الميدان، فهو صادق

فوددت تقبيل السيوف لأنها لَمَعَتْ كَبَارِقِ تَغْرِكِ المبسم وهو يوجه الكلام إليها وكأنه لا يطلبُ إِلَّا رضاها وإن غضب جميع فهي شقيقة روحه ، وهي أمله في هذه الحياة ، وهي التي توحي له بأسمى معاني الفروسية وتحمله على أعظم البطولات وكأني به لا يجد مفراً في قرارة نفسه من نقصه الاجتماعي القبلي، فيتوجه عبلة ويهرب إليها التغيير، ويخشى يؤثر نفسها ذلك التغيير نفسه . يريد أن تكون له مجناً، ويخشى أن تتحول عنه . وهو من ثم يحارب على عدة جبهات : يهاجم أبناء القبيلة المُعبرين بمهاجمة الأعداء المغيرين. ويهاجم عبلة بسياج التوقي ونشر الصفاتِ المحبة ؛ وذلك كله في صراع وجداني أبناء القبيلة .

شديد الوطأة، شديد الفعالية . وهو يهاجم فرنهُ في غير احتقار ، فيرفع من شأنه وينعته بالكرم والجود، والهيئة والبطولة . وهذا قبل عربي أصيل، فالكريم الكريم لا يُنكر الكرم إذا تجلى في عدوه .

 

 

شعراء الحياة والمناقب القبلية

والشجاع الشجاع لا ينكر البطولة إذا امتاز بها الخصم. نعم إن عنترة يعلي شأن خصمه لتضخيم نصره عليه، ولكن هذه المزية لا توجد إلا في كبار النفوس. وعنترة شديد العطف على جواده ، شديد التفاعل وإياه إنه ينن لوقع القنا بالبابه .

ويكاد يشكو كالجواد بعبرة وتحمحم وهذا الجواد سؤال جوال كصاحبه ، ورقيق

الشعور إنساني بإنسانية فارسه : ما زلت أرميهم بعرة وجهه فارور من وقع القنَا بِلَاتِهِ تو كَانَ يَدْرِي مَا المُحَاوَرَةُ اشتكى ولايه حتى تريل بالدم وشكا إلي بعرة وتحمحم ولكان لو علم الكلام مكلمي

ه- وإذا انتقلنا إلى الجمالية الشعرية في معلقة عنترة وجدنا أنها دون جمالية امرى القيس خيالاً ، وابتكاراً ، وإن تفوقت عليها في الفيض الوجداني ، والسهولة والطبعية. البحر الطويل في معلقة امرئ القيس أكثر استيعاباً للمعاني من البحر الكامل في معلقة عنترة، وهو أشد وطأة على النفس، وأوفر جلالاً ، وأبعد ا والوقوف بالطلول عند امرئ القيس أكثر إيحاء، وأوسع أبعاداً. والوصف عند امرئ القيس أكثر مادية، وأشدّ اعتماداً على التشبيه والصناعة

البيانية

والعبارة الشعرية عند امرئ القيس أشد أسراً وأروع سبكاً.

ولكن عنترة أصدق وجداناً ، وأرق عاطفةً، وهو شاعر ملحمي على طريقة الجاهلين يتحول الوجدان في شعره إلى جناحي تدويم في أجواء البطولة الأسطورية.

وإننا تلمس بعض التشبيه المادي في معلقته، من ذلك أن ظلمه مركطعم العلقم ،

وأن فريضة خصمه تمكو كشدق الأعلم … ولكن هذا التشبيه يكاد يخلو من البراعة الفنية، ومن الصورة الحية الفعّالة. وأروع تشيهانه في هذه المعلقة ما جاء في قوله : قودِدْتُ تقبيل السيوف لأنها لمعَتْ كَبَارِقِ تَغْرِكِ المُقسم

 

 

في قطب حرب الـ السباق : عنترة بن شداد

٦- ومهما يكن من أمر فترة فارس الشعراء وشاعر الفرسان . وفخره فخر السذاجة والبطولة والأباء، وأسلوبه أسلوب العذوبة واللين والسهولة ، وكلامه كلام الروح والقلب واللسان .

م عنترة الشاعر الفارس : في عنترة جميع الصفات التي كان يتحلى بها فرسان القرون الوسطى من شجاعة وشرف وقتال في سبيل هدف أعلى، ومناصرة للضعيف، وحب شديد عفيف لفتاة كريمة يعمل جهده في إرضائها . وهو شاعر فياض القريحة يلتهب حماسة ، فينظم الشعر ويصف مواقعه ، وإذا نفسه يقترب من نفس الملاحم . فهو يجعلنا في جو ملحمي أبطاله سيف الشاعر ورمحه وساعده، وخوارقه أعمال الشاعر التي يضحمها الخيال الخلاق ، وبعشي قصصها بالصور والألوان، فتتوالى علي السمع والبصر في إيجاز بعيد عن التفصيل، وفي موسيقى شديدة الوقع ، ولغة وثابة فيها عزة الشاعر وثورته ومزاجه . وإننا ، ونحن نقرأ ،شعره، نشعر أننا أمام امرأة هي أشبه شيء مهيلانة التي كانت سبب الحرب بين الإغريق وطروادة، أمام عبلة التي يثور لأجلها ويُحارب في سبيلها ، ويسفك الدماء أنهاراً ، وأننا أمام بطل هو أشبه شيء بأخيل طيار الخطى ، الذي يعتزل الحرب الخلاف نشب بينه وبين ، أغاممنون ويترك قومه عرضة للتلف ؛ أمام عنترة يعترلُ الحرب الخلاف نشب بينه وبين قبيلته لخلاف مرده إلى أن عنترة ابن أمة لا يحق له الانتساب الى قبيلته ولا يحق له الاقتران بابنة عمه ، ولا يحق له أن يكون حراً . ولما اشتد الأمر على عبس وكاد يُدْرِكَهُمْ التلف صاحوا به : «وَيكَ عنتر أقدم ! ، فيُقدم عنترة خراً، ويبدد جيوش الأعداء، وينشر الذعر في البلاد على جواد يكاد يتكلم ، وبسيف يجز الرؤوس ، يخترق الصُّدور، ويطير القلوب ورمح

أدب عنترة مزيج من عاطفة وخيال، يعتمد الوقائع التاريخية أساساً لانطلاقه ، والنفس مورداً لفنونه وشعابه. أما العاطفة فعميقة التأثر، صادقة الانفعال والبوح يمكنوناتها ، وأما الخيال فساذج التضخيم عذبُ المُغالاة ، وأما الفكرة فقليلةُ العُمق بعيدة عن الترتيب والتنسيق والتحليل وأما اللغة فسهلة صافية التراكيب . إلا أن هذا

 

شعراء الحياة والمناقب القبلة

الأدب حفل بالتحول من الشعر ولاسيما بعد ظهور و قصة عنترة، فتنافس الرواة والأدباء في نظم الشعر العنتري، ونسبوا الى ابن شداد ما لم يقله من المنظوم المضطرب، وهذا لم يحط من شأنه بل زاده بروزاً وارتفاعاً .

مصادر ومراجع

حسن عبد لقرشي : فارس بني عبس – القاهرة ١٩٥٧. جرجي زيدان : عنترة بن شداد الهلال ٥: ٧٢٣

فؤاد افرام البستاني :

عنترة بن شداد – سلسلة الروائع – الحلقة ٢٧ .

عنترة التاريخ وعنترة الأسطورة – المشرق ٢٨ ٥٣٤ ٦٣١

حنا الفاخوري: الفخر والحماسة – دار المعارف – القاهرة .

محمد فريد أبو حديد أبو الفوارس عنترة بن شداد – القاهرة ١٩٤٧ .

لويس شيخو شعراء النصرانية – بيروت ۱۹۸۰ ، ص ٧٩٤

جرجي زيدان : عنترة العبسي، شاعر عبس وفارسهم – الهلال ٥: ٧٢٣ .

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .