الشنفرى

– الشنفرى (القرن الخامس وأوائل السادس)

۱ – تاريخه :

عداء هو هو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى . وقد عاش صعلوكاً ولصاً مرهوب الجانب لا معتصم له سوى الجبال، يُغير ثم يأوي إليها. يُروى ، في ما يروى عنه ، أنه لحلف ليقتلن مئة رجل من بني سلامان ، فقتل تسعة وتسعين، ثم احتالوا عليه فأمسكه أسيد جل منهم بن جابر ثم قتله ، فمر به رجل منهم ، فرفس جمجمته ، دخلت شظية منها برجله فتمت القتلى مئة ؛ وكانت وفاته في أوائل القرن السادس. والمرجح أنه كان من أغربة الجاهلية وأنه لسبب ما نشب خلاف بينه وبين قبيلة ازد فانتقل الى قبيلة فهم المشهورة بلصوصها . ورأى إذ ذاك أن ينتقم من قبيلته الأزد اح يغزوها المرة تلو المرة ، وقد جاء في الأغاني انه كان يُغير على الأزد على رجليه من معه من فَهم، وكان يُغير عليهم وحده أكثر من ذلك .»

أدبه :

للشنفرى شعر في الفخر والحماسة وأشهره ما يسمونه «لامية العرب» وهي قصيدة

 

 

شعراء الانفرادية البدوية

۱۷۲

من ٦٨ بيتاً، وإنها وإن لم تكن ثابتة النسبة إليه في مجملها أو في قسم كبير منها ، فهي تعلق بلسان البادية الأولى وحياة التشرد والعنفوان ، وقد شرحها الزمخشري وترجمت الى الفرنسية والألمانية والانكليزية

شخصه من خلال شعره :

القفر والنفس البدوية العزيزة هما مصدر شعر الشنفرى. فجفاف الصحراء ومطاردة الشدائد كراً وقرأ، والتكر للمذلة وإيثار الوحوش على الأهل لأنها أحفظ النسر وأحرص على الجار وإن جار، والاكتفاء بالقليل مادة وسكنا، والصبر على الجوع وإيثار التراب على طعام المفضلين، ومجاراة الأيام والقبول بالعقر والغنى، والارتياح إلى القوس … وأخيراً الاستسلام الى الضبع طعاماً وغذاء وتفضيل ذلك على القبر . هذا هو ابن الصحراء وابن الطبيعة العربية البدوية. هذا هو الشفرى. الضيق.

ميزة أدبه :

لا يختلف أدب الشنفرى عن أدب تأبط شراً مادة ونفساً ولوناً محلياً وخشونة ألفاظ في رقة عاطفة ، كما لا يختلف عنه تدفقاً قطرياً والتصالاً بالمادة. وإنه لمن الغريب أن نرى في مثل هذا الصعلوك ذلك الانطلاق النفساني وتلك الحكمة الطبيعية ، وذلك الترف في الاعتزاز والشرف والكرم وعلوّ النفس. ولكنّها النفس العربية ، ولكنها الطينة العربية في تعبيرها الشديد الوطأة، وفي نبضاتها واختلاجاتها الكريمة الأخاذة على ما هنالك من

قسوة وخشونة فيقول : لعمرك ما في الأَرْضِ ضِيقٌ على أمري أمري ستری راغباً أو راهباً وهُوَ يَعْقِلُ واني كفاني فَقدُ مَن ليس جازياً بِحُسنى ولا في قُربِهِ مُتَعَلَّلُ ثلاثة أصحاب فؤاد منبع وأبْيَضُ إِصْلِيتُ وصَفْراءُ عَيْطَلُ

ا وأصيب العجب في شرح لامية العرب». وهنالك شروح أخرى ولكنها دون شرح الزمخشري قيمة ر شهرة . — المنبع: الشجاع – الإصليت: السيف التقيل الماضي البطل: القوس الطريقة المتر

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .