50% في الجيش الإسرائيليّ يتهّربون من الخدمة وارتفاع كبير في انتحار الجنود

imgres

كشف رئيس شعبة الطاقة البشرية في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال حجاي طوبولنسكي، كشف النقاب عن أنّ نحو 50 في المائة من الجمهور الإسرائيليّ لا يتجندون للجيش. وقال طوبولنسكي خلال مؤتمر اقتصادي في تل أبيب إنّ تقديراتنا تشير إلى أنّ 50 في المائة من الإسرائيليين لا يتجندون، موضحًا، كما أفادت الإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة باللغة العبريّة، أنّ نصف هؤلاء غير مشمولين بالخدمة العسكرية الإلزامية، ونصفهم الآخر يتهرب من هذه الخدمة على الأغلب بذريعة الدين.

وأشار الجنرال الإسرائيلي إلى أنّ ثلث الإناث المطلوبات للخدمة العسكرية لا يلتحقن بها، في حين أن ربع الذكور يتهربون من هذه الخدمة. وقال طوبولنسكي إنّ هناك 600 ألف شخص يخدمون في الجيش الإسرائيليّ، من بينهم 400 ألف في الاحتياط. وكانت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة كشفت النقاب عن تدن نسبة المتجندين لصفوف الجيش، خلال السنوات السبع الأخيرة، لافتةً، بحسب المصادر الأمنية في تل أبيب، إلى أنّ دالة الانخفاض المذكورة ستستمّر حتى عام 2015. ويعزى هذا الانخفاض إلى تدني نسبة المهاجرين في جيل التجنيد وانخفاض نسبة المتجندين في صفوف المتدينين اليهود.

وقالت المصادر عينها للصحيفة إنّ 2500 من الشباب الحريديم يخدمون اليوم، في أسلحة الجو والبحرية وغيرها، وأنّ السنوات الثلاث الأخيرة سجلت تجنيد 1500 مجندًا إضافيًا، في كل سنة، وأنّ الجيش الإسرائيلي يسعى إلى زيادة المجندين في صفوف المتدينين والحريديم بموازاة تشجيع التطوع للجيش وزيادة استيعاب المهاجرين الجدد. في السياق ذاته، أفادت صحيفة (معاريف) على موقعها الالكتروني أنّ القلق يسود أوساط قيادة الجيش الإسرائيلي، بسبب ارتفاع وتيرة الانتحار بين الجنود خلال أدائهم للخدمة العسكرية، وبعد فشل العديد من البرامج لتقليص هذه الظاهرة الحساسة.

وأوضحت أنّه بعد برنامج نجح بنسبة 15 بالمائة في انخفاض عدد الجنود المنتحرين، مرة أخرى عادت المعطيات المرتفعة إلى لائحة هذه الظاهرة. وحسب إحصائية نشرها الجيش الإسرائيلي، بلغ عدد الجنود المنتحرين خلال العام 2011 21 جنديًا غالبيتهم انتحروا خلال أدائهم للخدمة، فيما بلغ عدد الجنود الذين انتحروا العام الماضي 14 جندياً طيلة العام. ولفتت الصحيفة إلى أنّه بناءً على هذه المعطيات فإنّ قسم الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي يقوم بعمل برامج لقادة الجيش لمعرفة الأسباب التي دفعت العديد من الجنود في وحدات مختلفة من الجيش للانتحار، والمساعدة في تقديم العلاج، وأيضاً كجزء من مكافحة الظاهرة وتقليصها اصدر الجيش تعليمات إلى الجنود بعدم اصطحاب سلاح العسكري إلى البيت. بالإضافة إلى إرسال رسائل إلى قادة الوحدات العسكرية الإسرائيلية للتقرب أكثر من الجنود، وكذلك مراقبتهم جيدًا بهدف معرفة من يُعاني من مشاكل نفسية قد توصله إلى الانتحار، وذلك بهدف التدخل لمعالجة الأمور قبل تفاقمها.

وقالت الصحيفة إنّ القلق يسود أوساط الجيش الإسرائيلي لهذا الارتفاع الملحوظ على عدد الجنود المنتحرين، والذي لم يكن مقتصرًا على جنود في وحدات محددة، بحيث شمل الانتحار مختلف الوحدات في الجيش، وقد كان انتحار العقيد في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي بإطلاق النار على نفسه مثار قلق كبير في الجيش الإسرائيلي.

يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي شهد أعلى نسبة من المنتحرين في صفوفه عام 2005 حيث وصل عدد الجنود الذين أقدموا على إنهاء حياتهم إلى 30 جنديًا، وقد قام الجيش آنذاك ببحث موسع لمعرفة أسباب الانتحار وشكل طواقم إضافية من الأخصائيين النفسيين لمعالجة هذا الموضوع، بحيث كانت النتائج انخفاضًا ملموسًا خلال السنوات ما بعد 2005 حتى نهاية عام 2009، ولكن المعطيات الجديدة منذ بداية عام 2010 حتى الآن تعيد إلى أذهان قيادة الجيش ما حدث عام 2005. وقال الكاتب الإسرائيلي أشلون أدرت من صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ من بين كل 500 مجند بالجيش الإسرائيلي ينتحر اثنان سنويًا ومع ذلك تحاول الحكومة الإسرائيلية إغفال الأمر. وأوضح الكاتب الإسرائيليّ من خلال مقاله أن خبرته داخل النظام العسكري الإسرائيليّ جعلته يعي جيدًا أنّ انتحار المجندين ليس من قبيل الصدفة فهم يمرون بمحنة حقيقية والجيش يحاول تخفيض هذا العدد من المنتحرين.

وأشار إلى أنّ استمرار مسلسل الانتحار داخل الجيش الإسرائيلي يوحى بالأزمة النفسية العميقة التي خلقتها بداخلهم حكومتهم وأنظمتهم العسكرية حيث تنتهج وحشية وهمجية تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل ولاسيما ظاهرة هروب بعض المجندين من الخدمة والتي تمثل أزمة حقيقية أيضًا داخل إسرائيل. وتقف إسرائيل مكتوفة الأيدي تجاه ظاهرة الانتحار المتفشية بين الشباب وتتفاقم يومًا تلو الأخر حتى طالت الجنود، وعلى الرغم من تجنيد اختصاصيين نفسيين في صفوف الجيش لمواجهة هذه الظاهرة إلا أنها تزداد وتضع الحكومة في موقف تعجيزي حيال الحد من الانتحار. أمّا العامل الثالث الذي يؤرق صنّاع القرار في تل أبيب فهو ارتفاع أعمال سرقة السلاح من مخازن الجيش، وجاء في إحصائية أعدتها قيادة الجيش الإسرائيلي أنّ هذه السرقات زادت بنسبة 50 بالمائة، وأنّ أحد الأسباب الرئيسية وراء عمليات السرقة التي يقوم بها جنود في الجيش، هو الوضع الاقتصادي الصعب.

وجاء في تقارير إسرائيليّة أن 90 عملية سرقة لأسلحة تمت خلال العام المنصرم 2014، وخلال العدوان على قطاع غزة، اختفت أكثر من 30 قطعة سلاح من مخازن الأسلحة في الميدان، وأكّد التقرير على أنّ معظم الأسلحة المسروقة تُستخدم في الحرب بين العصابات وبعضها يتم بيعه إلى ما أسمته المصادر بالجهات المعادية، وأنّ أكثر الأسلحة سرقة من مخازن الجيش هي بندقية من طراز (M16).

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .