شارك يوم امس رئيس الدولة ريفلين شارك في ذكرى مجزرة كفرقاسم، التي وقعت في عام 1956 والتي راح ضحيتها 49 من أهالي القرية آنذاك من رجال ونساء وأطفال، ووصفها بجريمة بشعة تعلوها راية سوداء تنذر بخطورة الاقتراب منها.
هذا ولأول مرة يشارك رئيس دولة إسرائيل في مراسم احياء ذكرى ضحايا مجزرة كفرقاسم وقال الرئيس ريفلين: “لقد قدمت الى هنا كأبن للشعب اليهودي وكرئيس لدولة إسرائيل كي اقف امامكم يا أهالي الضحايا والجرحى ولكي اشارككم ألمكم في هذه الذكرى. ان القتل الاجرامي في قريتكم كان حلقة شاذة ومظلمة في تاريخ العلاقات بيننا نحن العرب واليهود الذين نعيش هنا”.
وأضاف ربفلين في كلمته التي القاها اثناء مراسم احياء ذكرى الضحايا : “انا لست ساذجا، لم يسبق ان اعلنا مسؤوليتنا عن شق طريقنا المشتركة، وآثرنا على الدوام ان نترك للخوف والكراهية والجهل والعداء لقيادة زورق علاقتنا. أدرك ان العلاقات بين اليهود والعرب مليئة بالمنخفضات. كما اعلم ان قيام دولة إسرائيل لم يكن حلما تحقق بالنسبة للعرب في هذه البلاد. كثيرون من العرب الذين يمثلون الشعب الفلسطيني يواجهون مظاهر العنصرية والتعالي من جانب اليهود.. مؤكدا ان السكان العرب في إسرائيل ليسوا مجموعة هامشية، انهم لحم من لحم هذه الدولة. وسيكونون دائما جزءاً أساسيا من المجتمع الإسرائيلي. قدرنا ان نعيش معا جنبا الى جنب بمصير مشترك”.
وكان رئيس بلدية كفرقاسم عادل بدير قال في مستهل كلمته في هذه المناسبة وبحضور رئيس الدولة: “سيادة الرئيس، اهلا وسهلا بك. نحن ههنا لنحيي الذكرى الـ 58 لشهداء مجزرة كفرقاسم. الجرح لم يلتئم بعد. في كل ركن من المدينة في هذه الأيام يعم الحزن والاسى، يتذكرون ولا ينسون، يغضبون ولا يصفحون. الغضب مزروع في قلب كل منا. دفعنا جميعنا ولا زلنا ندفع لغاية اليوم ثمن الجريمة الفظيعة. الضحايا دفعوا الثمن بأرواحهم والناجون دفعوا الثمن بأنفسهم. ورغم ان هذا اليوم للذكرى، ولكن من الجدير بنا ان يكون هذا اليوم لحساب الذات بالنسبة للدولة برمتها”.
يذكر ان مجزرة كفرقاسم وقعت في اليوم الأول من حرب عام 1956 التي يطلق عليها العرب “العدوان الثلاثي” والتي يطلق عليها الإسرائيليون “حملة سيناء” وتحديدا بتاريخ 29 أكتوبر / تشرين اول، حيث قتل الجيش الإسرائيلي 49 شخصا من رجال ونساء وأطفال من أهالي بلدة كفرقاسم وجرح 13 آخرين.
وكان الجيش الإسرائيلي اعلن فور اندلاع الحرب حظر التجوال على البلدات العربية في إسرائيل التي كانت تخضع لحكم عسكري في سنوات الخمسينيات ولغاية أواسط الستينيات. وبما ان العديد من أهالي قرية كفرقاسم كانوا في الحقول عند اعلان حظر التجوال فلم يكونوا على علم بفرضه.
عند المساء عادت حافلة تقل فلاحين، يقودها سائق من مدينة الطيبة وعلى متن الحافلة قرابة 50 شخصا. اوقفهم الجنود عند مشارف كفرقاسم واطلقوا النار عليهم فقتل 49 شخصا وأصيب 13 ومنهم من تظاهر بالموت كي لا يطلق الجنود عليه النار من جديد رغم اصابته.
بعد سنوات تمت محاكمة الجنود الذين ارتكبوا هذه المجزرة وقد ظهر في المصطلحات العسكرية ما يعرف الآن “امر عسكري غير قانوني متعمد” – والمقصود بذلك امر عسكري لا ينبغي تنفيذه مهما كان. وصار يطلق على مثل هذه الأوامر العسكرية بأن “راية سوداء تعلوها” في إشارة لعدم الاقتراب منها لخطورتها.