يستدل من المعلومات التي نشرتها دائرة الاحصائيات المركزية في الامس بمناسبة الزيارة التقليدية لمقام نبي الله شعيب عليه السلام ان نسبة الولادة لدى الدروز ما زالت في تراجع مستمر وقد وصلت الى 1.85 في العام الأخير, نسبة الى 1.94 في العام الذي سبقه ( ومقارنة الى 7.9 عام 1960 و 4.1 في عام 1990 و 3.1 أولاد في عام 2000 و 2.2 عام 2019) وان نسبة الطلاب الجامعيين قد تعززت وتضاعفت بشكل ملحوظ وبالأخص لدى الفتيات, كما سياتي على ذكره لاحقا.
في عام 2023 ، كان هناك حوالي 41,000 أسرة في إسرائيل يرأسها درزي ، أي حوالي 1.4٪ من جميع الأسر في إسرائيل ، على غرار العام السابق.
بلغ عدد السكان الدروز في إسرائيل في أواخر عام 2023 ما يقارب 152,000 نسمة , أي ما يعادل %1.6 من اجمال سكان الدولة, و %7.6 من اجمال السكان العرب في البلاد.
عند قيام الدولة كان عدد السكان الدروز ما يقارب 14,500 نسمة ( دون قرى هضبة الجولان ) أي بنسبة %1.2 من اجمال عدد السكان آنذاك .
نسبة الاستحقاق للبجروت لدى الدروز أعلى منها من باقي الأقليات في الدولة, واحيانا اعلى من المستوى العام, ونسبة عدد الطلاب الجامعيين الدروز ازداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة, وتضاعف 3.5 مرة في اخر 20 سنة, وهذا انعكس فيما انعكس, على تزايد عدد أعضاء هيئة التدريس الدروز في مؤسسات التعليم العالي في البلاد، وعلى سبيل المثال في العام الدراسي 2019-2020 بلغ 144 عضوًا من أعضاء هيئة التدريس ، وفي العام الدراسي 20/21 بلغ 156 عضوًا , وفي العام الدراسي 22/21 بلغ 175 عضوًا , اما في العام الدراسي 2023/2022 فقد وصل عددهم الى 185 عضوًا, وما زال الحبل على الجرار, أي بازدياد ملحوظ .
بلغ عدد الطلاب الجامعيين الدروز في السنة الجامعية 23/22, 5,859 طالب ( عدا 876 طالب للقب الأول الذين يدرسون في الجامعة المفتوحة ) , منهم %79.8 للقب الأول , %18.3 للقب الثاني , %1.1 للقب الثالث و %0.8 يدرسون لشهادة جامعية .
من الملفت للنظر ان النساء اللواتي يدرسن للقب الأول بلغن نسبة 64.7%, و %67.6 للقب الثاني .
43.5٪ من الدروز استمروا في الحصول على القب الأول خلال 8 سنوات من التخرج من المدرسة الثانوية ، مقارنة بـ 34.6٪ من جميع خريجي المدارس الثانوية في التعليم العربي.
في العام الدراسي 2024/2023 كان هناك 3,741 عضوا في الهيئات التدريسية، مقارنة بـ 3,633 في العام الدراسي السابق (بزيادة قدرها 2.9%).
يقطن الدروز في 19 بلدة في الجليل الكرمل والجولان , 8 منهم غير مختلطة , واكبر بلدة فيهم هي دالية الكرمل اذ يبلغ عدد سكانها ما يقارب 17,653 نسمة (17,149 دروز ), يليها يركا 17,500 نسمة , ومن ثم : المغار 22,957 نسمة (من جميع الطوائف, منهم 13,600 دروز), بيت جن 12,400 نسمة , مجدل شمس 11,500 نسمة , عسفيا 12,950 نسمة ( من جميع الطوائف, منهم 9,500 دروز), كسرى سميع 9,050 نسمة ( 8,800 دروز ) , بقعاثا 6,800 نسمة , يانوح جث 6,900 نسمة , جولس 6,700 نسمة , حرفيش 6,419 نسمة , شفاعمرو 5,900 نسمة ( من اصل: 75,171 نسمة), البقيعة 4,800 نسمة ( من اصل 6,100 نسمة ) , أبو سنان 4,400 نسمة ( من اصل: 14,800 نسمة) , ساجور 4,500 نسمة , مسعدة 3,900 نسمة , رامة 2,445 نسمة ( من اصل 7,936 نسمة ) , عين قنية 2,250 نسمة , عين الأسد 900 نسمة, وكفر ياسيف حوالي 300 نسمة.
في عام 2022، بلغ متوسط العمر عند الزواج الأول 25.4 سنة بين النساء الدرزيات و29.5 سنة بين الرجال الدروز . في المقابل، في عام 2010 كان متوسط العمر عند الزواج الأول 23.0 سنة بين النساء الدرزيات و 27.6- بين الرجال الدروز.
هنالك علامتين فارقتين وبارزتين يجب التوقف عندهما حول المعطيات اعلاه, احداهما قلة الانجاب لدى النساء المتزوجات المعروفيات وهذا جيد وممتاز من حيث الكيف وليس الكم , وسيء من حيث عدم التزايد الطبيعي المقبول , وثانيهما التسريع في جعل الأكثرية متقدمة في السن , أي ان ذلك مع مر الزمن سيجعل الأكثرية الساحقة من المعروفيين من ” صفوف الكهلة ” وليس الشباب .
والشيء الاخر الملفت للنظر هو تزايد ملحوظ في عدد الصبايا والنساء الجامعيات اللواتي وصلن الى أماكن ودرجات مرموقة, وكانت نسبتهن ما يقارب %66 من الجامعيين الدروز, وهذا جيد كثيرا من حيث تثقيف الام الحاضنة التي بدورها تعكس ذلك على أبنائها ومجتمعها, سيما وان في العادة : ان علمت امرأة, علمت الاسرة بكاملها ومن ثم جيلا برمته, بيد هذا التفاوت في العلم بين المرأة والرجل من شأنه ان يضع بعض العراقيل وان يخلط الأوراق بين الوظائف الزوجية التقليدية المعهودة لدى بعض الأزواج من باب العادات والتقاليد, مما قد يفكك الروابط الاسرية ويبعث بها الى ادراج الرياح.
ومسك الختام , أهيب بالجميع على حد سواء بترميم جسور الثقة المتهاوية لدى البعض , والعمل الجاد والمجدي على اعادت الحرارة الى خطوط التواصل فيما بينهم, سيما وان التعاضد والتكاتف والتلاقي والتوافق والتجاسر هم اسياد المواقف لدى أصحاب المبادئ والثبات.
كما اطلب من الجميع, وعلى وجه الخصوص من فئة الشباب, بعدم الضرب بعرض الحائط بتلك المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد الهامة والاساسية التي توارثناها عن ابائنا واجدادنا تحت ذرائع واهية تصب في صلبها بالتحضر ومواكبة العصر كما يدعي البعض , ومن ثم اطلب من الجميع في الابتعاد الكلي والشامل عن كل الدخائل والسلوكيات الغريبة التي من شأنها ان تمزق اللحمة الواحدة بين أبناء الجسد الواحد, أو ان تسيء الى مفاهيمنا ونهجنا واسلوبنا وتعاملنا الراقي والمطلوب مع البعض ومع الاخرين, وما الى ذلك. وهنا انتهز هذه الفرصة لأذكر جميع الإباء على حد سواء, أن ابنائكم يخطوا خطاكم فأجعلها خطى استقامة وخير وعلياء.
* د. سلمان خير – البقيعة
(محام مختص في القضايا الجنائية , قضايا السلطات المحلية والإدارية, محاكم شؤون العائلة ومحكمة العدل العليا, تل: 3640065-052 , dr.kheir@gmail.com )