ظبية خميس ابنة الإمارات التي اعلنتها على الملأ جهارة بصوت عالٍ وبكل الجرأة مناهضتها للتطبيع مع دولة الاحتلال، ووقوفها مع الشعب الفلسطيني دفاعًا عن قضيته الوطنية وحقه بالتحرر والاستقلال كشعوب العالم قاطبة، هي شاعرة وقاصة لها أكثر من ثلاثين عملًا ابداعيًا، ولدت في دبي العام 1958، حاصلة على بكالوريوس في العلوم السياسية، وأنهت دراسات عليا بجامعتي اكسترا بلندن والامريكية بالقاهرة، وأشغلت نائبة مدير إدارة التخطيط في أبو ظبي، ومشرفة على البرامج الثقافية في تلفزيون دبي، ودبلوماسية باحثة في الجامعة العربية، وعاشت في القاهرة فترة طويلة.
اقتحمت ظبية ميادين الشعر والكتابة الإبداعية في جيل مبكر، ونشرت قصائدها في العديد من الصحف والمجلات العربية. وتنوعت موضوعات قصائدها بين الحب والغزل والرومانسيات وهموم المرأة والأوطان وقضايا الإنسان والإنسانية.
صدر لها في الشعر: ” خطوة فوق الأرض، الثنائية: المرأة
الأرض كل الضلوع، صبابات المهرة العمانية، قصائد حب، السلطان يرجم امرأة حبلى بالبحر، انتحار هادئ جدًا، جنة الجنرالات، موت العائلة، شغف، مقام الاعرابية الرائية ” وسواها.
أما في مجال القص السردي فصدر لها: ” عروق الجير والحنة، وخلخال السيدة العرجاء”.
ظبية خميس شاعرة جريئة في البوح والتعبير عن مشاعرها الوجدانية والعاطفية والشبقية، مسكونة بالمثالية وصفاء السريرة والوجدان، في قصائدها عذوبة رومانسية ثورية تبدو فيها مشحونة بالحب إلى أبعد مدى، تعرفها العاشقات اللواتي لا يمتلكن الشجاعة والجرأة بالبوح عن مشاعرهن ومناجاة الحبيب. ونجدها مفرطة في خلق وابتكار الحب الجميل الذي تخفق له الأفئدة والأرواح.
نصوصها الشعرية شفيفة مفعمة بالوجدان النبيل والنبض الحدسي والاغتناء بحروف الطبيعة، وبالروح المرتحلة في المجهول بالسؤال والغيب بتفاصيله ومكنوناته.
من قصائدها قولها في ارج الحواس:
رقائق الأبدان الإليكترونية
مضاف، ومضاف إليه
في نزعة الروح الوحشية
قلادات التأمل
وكبو النظر إلى أسطورته.
مشي الخزامى
مشهد الريح وآثارها
اقتناص الأثر لخطو المعلم في دروب الهوى.
اقتفاء الأثر
يبدأ بالنظر
ثم طمس الرمال لما لن يكون
وأفول النهار
على محدق في النجوم
ينتظر.
لملمني ولا تلمني
هوادجي تشتت
الصحراء. . . أبعد من جس النظر.
سفينة الخيال
متاهتي.
أنا زورق يكتب
في مداد البحر.
ثوبي أبيض. . أبيض
أنصع من نور الشمس
ومن بياض الموت.
رفيعة حواجزي
أدلف منها متى ما شئت
ليس اليوم، إلا أمس آخر.
قماط الوليد
أيادي الآخرين تحكم
حدوده في دنياه.
ظبية خميس عرفت المواجع وأتقنت فنون الانفلات والهروب من أسر الزمان والمكان، تكتب بعفوية وجرأة كحد السيف، تقاوم الانكسار بالكتابة، بالحلم وعشق الحياة، واكتشاف عوالم جديدة من الرومانسية المفرطة، وهي باختصار شاعرة الحب الإنساني والعشق المستحيل.
لها الحياة وجمال الكلمة وصدق البوح والتعبير، وتحية فلسطينية حارة لموقفها الرافض والمناهض لاتفاق العار الإماراتي الاسرائيلي، وتضامننا معها لمنعها من السفر والمغادرة نتيجة هذا الموقف المشرف. .