مناقشة السيد محمود عالول نائب رئيس حركة فتح حول تصريحه الأخير.

القراءة الصحيحة للواقع

هادي زاهر

العالول لحماس: “لماذا لم تردوا على اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا؟. هذا ما صرح به نائب رئيس حركة فتح السيد محمود العالول، وهنا بودي ان اناقشه على ضوء الحقائق الصلبة، التي تنعكس على ارض الواقع، لست مدافعا عن حماس ولن أكون، ولكني ادرك تماما ان حماس وغيرها ردت على جرائم الاحتلال، مرارًا وتكرارًا، وقد تكون هذه المرة قد اخضعت الواقع لعملية – تقدير الموقف – وارادت ان تحمي شعبنا خاصة وانه اضحى واضحا بان الاحتلال لا يملك أي قيم أخلاقية تمنعه من ارتكاب ابشع الموبقات، فهو يهدف إلى قتل الأُسر دون تمييز ومع سبق الإصرار ذلك بهدف ضرب معنويات السكان، وهي تخدع الرأي العام بإقامة لجان تحقيق صورية، تخرج بنتيجة بان الطيار قد اخطأ وعادة تقوم بتقديم الاعتذار بعد ان تكون قد روت الأرض من دماء شعبنا، وقد تكون حماس تحضر لعملية انتقام في الوقت والمكان المناسب ولله اعلم.

السؤال الجوهري هو: بماذا ترد السلطة الفلسطينية عندما ترتكب عصاباتها والآلة العسكرية الفاشية الصهيونية جرائمها؟

الجميع يرى اعتداءات المستوطنين اليومية على أهلنا وعلى مقدساتنا وعلى ممتلكاتنا في كل مكان، على المسجد الأقصى وها هو مسرى الرسول يصرخ إلى السماء، يحث المسلمين على انقاذه من بين براثن ومخالب المحتلين، ولكن الكثير من الحكام باعوا الأخضر واليابس، ولسان حالهم يقول افعلوا بنا ما تشاءون.

 قبل أسبوع اقتلع المستوطنين 300 شجرة زيتون في يوم واحد فماذا فعلتم يا سيد علول؟ هل استرسل في التذكر بجرائم الاحتلال وتخريب الممتلكات من تجريف للأراضي واعطاب السيارات وهدم بيوت ألخ..؟

 قبل فترة ضبطت الكاميرا أحد الجنود ممن يتخذون سطوح المنازل العالية مركزا للمراقبة وهو يبول على المارة وعندما سأله زميله ماذا تفعل؟ اجابه إني ابول على العرب، هكذا بكل بساطة، وماذا بالمقابل؟ تنسيق أمنى؟ التهرب من ردود الفعل اللازمة، إزاحة الحواجز التابعة للسلطة لإتاحة المجال للاحتلال كي يفعل ما يريد!

هذا هو الواقع في الضفة الغربية الذي لا يستطيع ايًا كان ان ينكره وبالمقابل لا يجرؤ الاحتلال على الدخول إلى غزة، وأريد هنا ان الفت الانتباه ومن خلال تجربة طويلة مع أبناء عشيرتي ـ (العربية الدرزية ـ المحرر) ـ التي تهادنت شريحة منها مع الاحتلال وخدمت في جيشها، فماذا كانت النتيجة؟، مزيدا من الاستهتار.. مزيدا من مصادرة الأراضي، ومزيدًا من هضم الحقوق. حتى أضحت عشيرتي هي الافقر ثقافيا واقتصاديا. من هنا اعود أقول للسيد عالول بان التخاذل تحت أي مبرر هو الذي أدى إلى الاستهتار بشعبنا.. هو الذي فتح شهية الاحتلال للنهش أكثر في لحم شعبنا.. هو الذي أدى لتسيب المستوطنين الذين يعثون في الأرض فسادًا.. هو الذي ادى  وإلى بناء المزيد من المستوطنات، وهنا بودي ان اعلم السيد عالول بان الحركة الصهيونية طلبت من بلفور ان تكون حدود إسرائيل حتى نهر الليطاني في لبنان، ولو تخاذل اهل لبنان كانت إسرائيل ستبقي حدودها في لبنان حيث ارادت، ولكن الشعب اللبناني لم يتخاذل وانت تعرف النتيجة، لقد هرب الاحتلال بعد ان لف ذيله في ليلة ظلماء، وترك العملاء يتخبطون وقد تحول عميلهم الأول إلى باع فلافل في احدى شوارع تل ابيب، فيا سيد علول بالله عليك، قبل ان تنتقد الاخرين وترى القشة التي في عيونهم شاهد العامود الذي في عينك، وإذا استمر هذا التخاذل العربي العام، توقع ما هو اكبر مما نحن عليه، خاصة وان النازية الجديدة المتمثلة في الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية معهم، وقد تضم إسرائيل الضفة ولا تستغرب إذا طردت السكان إلى الأردن وغيرها من الدول العربية، ارجو منك ان تفيق من سباتك وقراءة الواقع قراءة صحيحة بدلا من الهمز واللمز واتهام الأخر بالتخاذل. 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .