نظم نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 08.11.18 أمسية ثقافية بموضوع أدب السجون حيث تمت فيها مناقشة الأعمال القصصية للكاتب الأسير سائد سلامة “عطر الإرادة” والكاتب كفاح طافش “أما بعد”.
افتتح الأمسية مرحبا بالحضور رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة، فرحب بالحضور خاصا بالترحيب عائلة الأسير سائد سلامة الذين حضروا خصيصا من القدس. ثم تطرق للأدب الذي يكتبه الأسرى في السجون والذي يفضل أن نسميه أدب الأسرى.
قدم بعدها شكره للمجلس الملي الذي استضاف الأمسية في قاعة الكلية الأرثوذكسية العربية لظروف استثنائية. دعا بعدها لأمسيات النادي القادمة داعيا الجميع لحضورها.
تولى عرافة الأمسية باقتدار الكاتب حسام كناعنة صاحب كتاب “مرايا الأسر” وهو أيضا في مجال أدب الأسرى. فتناول في تقديمه موضوع الكتابة من وراء القضبان والتجربة التي يعيشها الكاتب الأسير كشخص عاش هذه التجربة.
أما في باب المداخلات فقدم المحامي سعيد نفاع مداخلة حول كتاب “عطر الإرادة” للأسير المقدسي سائد سلامة فاستهلها قائلا، أن يقيّضَ لك أن تكتبَ تقديما لإبداع وجد الطريقَ إلى الحريّة، وما زالت الحريّةُ أمنيةً بعيدةَ المنالِ للمبدع، الأسير، ليس بالأمر التقليديّ ولا العاديّ، لكنك تجد نفسَك مفعما بكلّ الأحاسيس الجيّاشةِ والحيرةُ سيّدةُ عقلِك وقلمك. وعاد لما كتبه في تقديمه للمجموعة أن سائد لم يقفْ عند استلالِ كلِّ ما في الأسير من إنسانيّة سلاحا في الصمود في وجه السّجان وفقط، سائد جعل منها أيقونةَ تفاؤلٍ تزيّن طريقَ الانتصار. وليس ذلك وحسب، فبإدراك الواعي قارب الإنسانيّةَ في ضعفها. وأردف، الأسير ليس فقط مناضلا ورمزا للتضحية بأغلى قيمة لدى الإنسان، حريّتِه. الأسير صاحبُ القضيّة شعلةٌ من الإنسانيّة، لا تنطفىء حين يتمنطق البندقيّةَ ولا في ظلمات أعتى الزنازين. هذه الإنسانيّةُ بكلّ أشكالها كانت حبلَ الوريد الرّابطَ بين كلّ النصوص التي أبدعها سائد وراء القضبان، بمواطنِ قوّتها وبمواطنِ ضعفها.
تلاه الكاتب كمال حسين اغبارية فقدم مداخلة حول كتاب “أما بعد” للأسير المحرر كفاح طافش من مواليد جنين. فتحدث عن الضغوط التي تمارس ضد الأسير والقمع النفسي والجسدي الذي يتعرض له بهدف استئصال هموم الوطن والوطنية من داخله وزرع الهموم الذاتية والشخصية لينشغل بها. ويبقى الانتظار سيد الموقف وهو عذاب نفسي شديد. يكون الانسان مجرد صورة مسلوب الحياة.
ثم تطرق للقصص في المجموعة وموضوع كل قصة حيث تجتمع كلها
حول موضوع مشترك وهي فلسطين.
كانت بعده كلمة لعلي عمرية من قرية إبطن وهو أسير محرر أشار في كلمته إلى كتابات كثيرة كتبها سجناء أمنيّون ضاعت في سجون الاحتلال، وأن الكتابة تشكل هاجسا أمنيا للسجان.
أما الكلمة الختامية فقدمتها المربية سهاد سلامة، أخت الأسير سائد سلامة عبرت فيها عن تقديرها للجهود المبذولة لإقامة أمسية كهذه عن أدب الأسرى في السجون.
يجدر بالذكر أنه تخلل الأمسية معرض أعمال فنية تشكيلية للفنان إياد حمدان.
لقاؤنا يوم الخميس القادم 15.11.18 في الأمسية الاحتفائية مع الأديب الفلسطيني عادل الأسطة ومناقشة إبداعه الأدبي “ليل الضفة الطويل” و”أحمد دحبور- مجنون حيفا”. بمشاركة د. محمد صفوري، د. حسين حمزة وعرافة المحامي حسن عبادي.
يتخلل الأمسية معرض أعمال فنية للفنان التشكيلي سليمان طربيه.