فرحات فرحات من شعراء الزمن الجميل، عرفناه في سبعينات القرن الماضي، من خلال كتاباته التي كان ينشرها في صحيفة ” الأنباء ” المتوقفة عن الصدور.
ينتمي فرحات لجيل كتاب وشعراء الكرمل: سلمان ناطور، مجيد حسيسي، فهيم أبو ركن، هيام قبلان، وهيب نديم وهبة، معين حاطوم، زياد شاهين ، فوزات حمدان، ملحم خطيب، وغيرهم.
فرحات فرحات من مواليد دالية الكرمل العام ١٩٥٢، أنهى دراسته الابتدائية في قريته، والثانوية في حيفا، والاكاديمية في جامعة حيفا.
شغف فرحات بالقراءة والكتابة، فكتب الخاطرة والشعر والرواية، وكان قد أصدر في العام ١٩٧٥ مع الشاعر مجيد حسيسي رواية مشتركة بعنوان ” القضية رقم واحد “.
صدر له عدد من الدواوين منها: ” أن نشرب السراب “، و ” ضيف شغف “.
فرحات فرحات شاعر مبدع متميز، يتفاعل مع الأشكال الشعرية كلها، له اسلوبه الخاص عميق المعاني والأبعاد، يمتلك ناصية اللغة، جعل من القلم محرابه، وحافظ على شرف الكلمة التي صاغها والرؤى التي لم يخنها يومًا.
يحمل فرحات طاقات ايحائية جديدة، تنبع بحداثة اللغة التي تنبض بالجدة والتجاوز، وبالايقاع الذي يتساوق مع تموجات الشعر نفسه.
في قصائده كم هائل من مشاعر الألم واليأس والحزن والاحباط الناتج والناجم عن الحال السياسي والاجتماعي الذي ال اليه مجتمعنا، وما حل بشعبنا الفلسطيني خاصة والعربي بشكل عام.
وفي نصوصه نستشف جمال الكلمات والمعاني، والكثير من الصور الشعرية الجميلة وارفة الايحاء. وتدور قصائده حول موضوعات متنوعة، انسانية وسياسية واجتماعية ووجدانية وفكرية فلسفية، وتشدنا بأجوائها ولغتها وعفويتها الجميلة المدهشة.
وما يجعل فرحات شاعرًا مميزًا وجيدًا، هو اتقانه الربط بين الموضوع والاطار، بين الانسان وبيئته، بين الفكرة وماهيتها، وينجح في انتقاء مفرداته واستخدامها، بعيدًا عن النحت اللغوي والتصنع والفذلكات الكلامية:
أيتها القصيدة، العابرة مواطن ضعفي
كوني لي حبرًا نظيفا
اشربه كل صباح
جرعة ود وخصام
اغسل به ضمير الأقلام
التي اهترأت هزلت شلت
خانتها ذاكرة الأيام
فرحات فرحات شاعر لا يشق له غبار، يرسم القصيدة بصدق البوح والوفاء، وبحروفه يجعلنا نسكن مع النجوم، وقصائده مكتظة بفنون وجماليات الشعر الراقي.
فله مني خالص تحيات الود، وتمنياتي له بالعمر المديد وبالمزيد من الابداع الجميل.