هل الموت هو نهاية الحياة ؟ نعم لمن كانت حياتهم تكراراً مملاً، أما فقيدنا الغالي ،الخال فوزي، فحياته بيننا وبين من ضحّى من أجلهم باقية ما بقيت السحب في السماء والأشجار على وجه البسيطة. في شبابه رأى في الشبيبة الشيوعية مثقفاً ومرشداً لنضال واظب عليه. فقد انخرط في صفوف الحزب الشيوعي الذي ناضل من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة كي ينعم أبناء شعبنا الفلسطيني بالمواطنة الحقيقية.
لم تكن حياة أبي جريس روتينيّة ، فقد كان معطاء لمن عمل معه وشعر دائماً رغم كونه في دولة رأسمالية أن العامل يجب أن يحصل على حقوقه ولم يكتف بالشعور فقد مارس ذلك عندما كان رب عمل.
الاشتراكية التي تربى عليها وربّى أولاده عليها كانت أساساً متيناً بنى عليه أسرته وتصرّف في عمله بهديها.
لم يكن أبا جريس خالي من حيث القرابة فقد كان خال زوجتي ولكنني شعرت دائماً بأنّه أب حقيقي وواظبت على زيارته لأنني كنت أستمتع بحديثه الذي كان يزيدني .اقتناعاً أنّ الطريق الفكري الذي أسلكه هو الطريق الصائب ولا يصح في النهاية إلّا الصحيح.
سوف افتقدك أيّها الخال الغالي وسأفتقد توجيهاتك الحكيمة وسأعتمد كما غيري على ما تركته لنا من صمود وتصدٍ للظلم والظالمين سياسياً واجتماعياً وأخلاقياً، فنَم قرير العين أيّها الخال العزيز وسنكمل الطريق بكل ما أوتينا من جهد.