المدرسة المعمدانية في الناصرة تستضيف الشاعر مفلح طبعوني!

 

 

ضمن مساعيها لتعميق الوعي، أقامت المدرسة المعمدانية في الناصرة، بالتعاون مع مؤسّسة “توفيق زيّاد” للثقافة الوطنية والإبداع، يوم الخميس 3/5، برنامجاً خاصاً لذكرى طيّب الذكر القائد والشاعر ورئيس بلدية الناصرة وعضو الكنيست توفيق زيّاد، حيث قام طلاب صفوف السوابع والثوامن في الفقرة الأولى من البرنامج، بتفعيل طلاب صفوف الروابع والسوادس في فعاليات متعدّدة حول شخصية “الزيّاد”.

في الفقرة الثانية، استضافت المدرسة صديق الزيّاد، الشاعر مفلح طبعوني الذي تحدّث عن الجانب الأدبي والسياسي عند “الزيّاد”، في محاضرتين: لصفوف السوابع والثوامن. ومما جاء في حديثه: “نكبة الإبداع والكتاب التي سقطت على شعبنا خلال نكبة 48، والتي هجّرت الإنسان وملّحت السهول والتراب ودمرَّت أوصال الوطن، تفرّعت منها عدّة نكبات، وأهمّها نكبة الإبداع والكتاب، حيث قامت فرق من العصابات الصهيونية، وبحراسة مسلحة، احتلال المكتبات العامة والخاصة وسرقتها لعرقلة مسيرة الذاكرة الفلسطينية التي انتكبت هي الأخرى حتى النخاع. ومن أهمّ هذه السرقات، إرباك الذاكرة الفلسطينية التي تشبّثت بالبقاء فوق الجليل والمثلث والنقب”.

وبأجواء إبداعية رائعة وروح رائدة في اللغة العربية مع أبجدية مجنّدة لحماية هويتنا اللغويّة، قال عن الزيّاد: “لم يطلب ولم يعمل توفيق زيّاد على ذاتيته، فقد ركّز كل طاقاته العقلية على المطالعة والنضال وحاول بكل ما يملك من مفاهيم أن يحافظ على كرامة وطنه خصوصا بعد نكبة 48، وعمل جاهداً مع رفاق دربه وأبناء شعبه الشرفاء على تحصين كرامة وطنه من الآخر المعتدي. كان همّه الأساسي إرضاء الوطن وكرامته، وكان يعرف أنّ إرضاء الوطن وناسه أهمّ من إرضاء الكون وهوائه. توفيق زيّاد صادق الشمس ورافق أشعّتها، أخذ من خيرات وطنه القليل، لكي يبقى للآخرين الكثير. وتأثّر أول ما تأثر، بالأفكار العادلة المعادية للظلم. انغرست هذه الأفكار في ذاكرته، فكتب عن مذبحة كفر قاسم سنة 56. تصدّى للحكم العسكري في أيار 58، اعتقل وحكم عليه بالسجن، كتب الشعر وراء القضبان، وعندما اغتالوا الشباب الخمسة، كان له دور مركزي في فضح ممارساتهم. وكذلك في أيلول الأسود، “عمان في أيلول”. وكتب أيضاً مطوّلته، “سجناء الحرية”، ما بين سنة 1970-1975 والقائمة طويلة. كما نال توفيق زيّد وسام القدس للثقافة والفنون والآداب من منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990.

وبالإضافة لمسيرته النضالية، تحدّث الطبعوني بإسهاب عن مسيرة زيّاد الإبداعية، منذ البدايات بعد النكبة حتى فراقه، وذكر أهمّ القصائد التي كتبها زيّاد عن عدوان الـ 67 وعن عبور القناة سنة 73، ولم ينسَ الحديث عن قصيدة “أنا من هذه المدينة”.

وقال الطبعوني إنّ توفيق زياد عمل على كنس الاحتلال وكرّس مقاومته لإسقاطاته المدمرة.

وختم الطبعوني حديثه بقصيدة كتبها هو لتوفيق زيّاد، عنوانها “الحاضر الغائب” مطلعها:

دم من …

دم من هذا النازف

من بوابات القدس لشمس أريحا؟

دم من؟

دمك أم دمنا؟

دمك أم دمها؟

دم من

هذا النازف

من بوابات القدس لشمس اريحا؟

ويُذكر أنّ الطلاب الذين شاركوا في المحاضرتين، حاوروا الشاعر الطبعوني وأثروا الفعالية بحوارهم. وفي نهاية اللقاء، أكّدت مركزة التربية الاجتماعية للصفوف الابتدائية، المربية ريما مزاوي، على أهمية مثل هذه المحاضرات التي تعود بالفائدة على طلابنا. وشكرت الشاعر مفلح الطبعوني على ما بذله من جهد، كما شكرت الأستاذ سهيل رزق وغيره من المربّيات والمربّين، الذين دعموا وساهموا في إنجاح البرنامج.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .