مغارة جليل/الجليلية/  شو قصة الرجل على الحائط؟ الياس ابو عقصة

خفايا الارض

 

تقع مغارة جليل في السفح الشمالي لوادي القرن , في موقع شديد الانحدار , مقابل معليا . وهي مغارة كارستية مدخلها يطل جنوبا ومفتوح بعرض 10 امتار وارتفاع 3  حتى5 امتار, اما عمقها فيصل حتى 30 مترا .

عرفها اهل المنطقة منذ القدم  واسموها مغارة الجليلية  لانها تقع في جليل, واستعملوها لايواء المعاعز والبقر في اشهر الشتاء.

تعود اهمية هذه المغارة الى وجود صورة شخص بارتفاع 170 سم  منحوتة/ منقوشة في الصخر على يمين مدخلها . من هنا تسمى في المصادر العبرية “مغارة الرجل على الحائط ” .

لا يمكن بالضبط معرفة  قصة هذا النقش او النحت .لا نعرف من نحتها او ماذا تمثل او لاية فترة تعود . لكن التقديرات ربما تشير الى صورة شخص لحماية القبور,خاصة وان هذا التقليد كان سائدا في المملكة الحثية ,التي قامت في منطقة الاناضول بتركيا وشمال سوريا. وهي اشهر الحضارات الني عاصرت دعوة الانبياء والرسل.وكانت هذه الحضارة ندا للحضارات المعاصرة لها في بلاد الرافدين ومصر وبلاد فارس.فقد جاء الحثيون الى اسيا الصغرى حوالي سنة 2500 ق.م.والاسم مشتق من حاتي (اناضوليا) التي كانت عاصمتها حتوشاش.

مع الوقت اصبحت المملك الحثية تلعب دورتجاريا هاما ,بسبب موقعها الجغرافي,اذ كانت تتوسط سواحل البحر من جهة وبلاد النهرين وايران من الجهة الاخرى.

أصبح الحثيون بناة عظماء، ونحاتون مهرة، ولعل ما أحدثوه في بلادهم خير شاهد على ذلك فقاموا بتشييد المدن المقدسة ذات الهياكل المتعددة، فقد اهتموا بنقش الأرواح الحارسة التي تحمي الأبواب، كما جرت العادة عند الأقوام الآشوريين وفي الحضارات المجاورة .  فالعبادة قد تأثرت بتقديم القرابين للآلهة، فقاموا بممارسة السحر حيث حظي الساحر بمكانة مرموقة في أوساط المجتمع الحيثي، وبحسب كل المعطيات فإن الآلهة الكبرى فقدت بصورة تدريجية في اسيا الصغرى في الوقت الذي سطع نجمها عند الإغريق والرومان فعمت عبادات الالة أرجاء العالم بشكل كبير خلال هذه الفترة الزمنية حيث عرف إله العاصفة واله الزرع والمطر وغيرها.

للاسباب اعلاه ممكن القول بان المنحوتة ربما من الفترة الحثية , وتعود لتقاليد الموت عندهم.

الكلمة حثي وحثيون (مفرد وجمع) وردت 47 مرة في العهد القديم، بينما وردت كلمة حث 14 مرة أخرى. وكثيرًا ما يذكر الحثيون في قائمة الأمم الساكنة كنعان قبل دخول العبرانيين (قارن تكوين 15: 20 وخروج 3: 8 وتثنية 7: 1 و20: 17 ويشوع 3: 10 و11: 3 و24: 11).

وهم ذرية حث ثاني أبناء كنعان. وتقرأ عن إبراهيم أنه اشترى مغارة المكفيلة من عفرون الحثي (تكوين 23: 10-18). واتخذ عيسو امرأتين حثيتين (تكوين 26: 34)، وتزاوج العبرانيون فيما بعد مع الحثيين (قضاة 3: 5 و6).  وعندما خاطب حزقيال أورشليم الخائنة، قال في ص 16: 3: “…مخرجك ومولدك من أرض كنعان. أبوك أموري وأمك حثية” (انظر 16: 45). وكان لداود أصدقاء حثيون (1 صموئيل 26: 6). وتزوج بثشبع، امرأة اوريا الحثي (2 صموئيل 11: 2-27). وكان لسليمان نساء حثيات بين نسائه (1 ملوك 11: 1). وسخر سليمان الحثيين مع غيرهم من الشعوب في أعمال مملكته، (1 ملوك 9: 20-22 و2 أخبار 8: 7-9).

وقد اعتبر العبرانيون الحثيين شعبًا قويًا معروفًا، فقد اعترفوا بأرض الحثيين (يشوع 1: 4). ويذكر ملوك الحثيين في جملة واحدة مع ملوك آرام (1 ملوك 10: 29 و2 أخبار 1: 17). ويوضعون في مرتبة واحدة مع المصريين كدليل على عظمتهم (2 ملوك 7: 6).

الوصول للمغارة ممكن بالسيارة من فسوطة ,ثم غربا في الطريق الترابي الموصل الى منتزه جورن ,او بالعكس حسب اللون الاحمر على خرائط التنزه ومنه تتفرع  طريق جانبية جنوبا باللون الاخضر,على ان تكون السيارة رباعية الدفع .

اما المترجلين والمتنزهين في وادي القرن ,من محطة مكوروت لضخ المياة,وبعد كيلو متر واحد,ينحرف مسارا الى اليمين (شرقا) حسب اللون الاسود ليلتقي بعدها مع المسار الاخضر..