وسط حضور مهيب استقطب كافة القيادات الوطنية والسياسية والدينية العربية في البلاد في مقام سيدنا الخضر عليه السلام, حل رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات ووفداً ممثلاً عن السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس, ضيوفاً على الطائفة المعروفية وكان في استقبالهم لفيف من المشايخ والوجهاء, عضو الكنيست د. عبدالله ابو معروف ورؤساء السلطات المحلية العربية وعلى رأسهم فضيلة الشيخ ابو حسن موفق طريف رئيس المجلس الديني الاعلى للطائفة الدرزية والشيخ محمد كيوان رئيس نقابة الائمة في البلاد والاب سهيل ديواني والدكتور محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ورؤساء طوائف واديان.
تمخض اللقاء حول وحدة الصف في المجتمع العربي وبين ابناء الشعب الواحد على كافة اطيافه السياسية والدينية والمذهبية وعلاقة الطائفة المعروفية في السلطة الفلسطينية والقضية وكان احد اهداف هذا اللقاء تسليم القيادة الفلسطينية وصية سلطان باشا الاطرش التي تم تسليمها على يد الشيخ حمود الحناوي وقيادة جبل العرب في سوريا ومن ثم الى الرئاسة الروحية الدرزية وللطائفة بشكل عام.
الجدير ذكره ان اللقاء هذا اتى بعد زيارة الوفد الفلسطيني الى جبل الدروز واستضافهم فضيلة شيخ عقل الطائفة في الجبل الشيخ حمود الحناوي وقام بتسليمهم وصية عطوفة سلطان باشا الاطرش القائد الاعلى للثورة السورية الكبرى ونظراً لاهميتها لدى الطائفة المعروفية قرر الرئيس محمود عباس ان يسلمها للشيخ موفق طريف رئيس المجلس الديني الاعلى للطائفة الدرزية في البلاد والى جميع ابناء الطائفة.
وتغيب عن هذا اللقاء التاريخي نائب الوزير للتعاون الاقليمي عضو الكنيست ايوب القرا, عضو الكنيست حمد عمار, عضو الكنيست اكرم حسون من الطائفة المعروفية, لاسباب غير معروفة.
ادار عرافة اللقاء التاريخي الاعلامي سلمان الطويل.
وفي لقاء هذا المساء تحدّث كلٌّ من الشّيخ موفق طريف، الّذي رحّب بالوفد الفلسطينيّ أكبر ترحيب وشكر السّلطة الفلسطينيّة على ما قدّمته من مُساعَدات لأبناء الطّائفة الدّرزيّة في سوريا أثناء الأحداث الأخيرة.
كما أعرب الشّيخ موفق طريف في كلمته عن أمله بأن يحلّ السّلام ويزول العُنف وعن تأييده لإقامة دولة فلسطينيّة إلى جانب دولة إسرائيل.
وتحدّث في هذا اللّقاء السّيّد عوني توما، رئيس مجلس كفر ياسيف الّذي أشاد بالتّواصُل القائم بين الطّائفة الدّرزيّة أينما وُجِدوا، وقال إنّ إيصال وصيّة الأطرش بواسطة الوفد الفلسطينيّ يدلّ على العلاقات الطّيّبة بين أبناء الشّعب الواحد.
وتحدّث المطران سهيل ديواني الّذي رحّب بهذا اللّقاء الّذي يجمع بين أبناء الدّيانات المُختلفة.
كما ألقى الشّيخ محمد كيوان من مجد الكروم كلمة شكر فيها باسم أئمّة المُسلمين الوفد الفلسطينيّ والرّئيس عبّاس على إرساله وفدٍ إلى الطّائفة الدّرزيّة لتسليمها وصيّة سلطان، وأكّد أن سوريا ستنتصر على داعش وستبقى الشّآم أبيّة ضدّ الكُفّار.
وألقى الشّاعر سلمان دغش قصيدة بهذه المُناسبة.
كما أنّ عضو الكنيست محمد بركة، رئيس لجنة المُتابعة لشؤون المُواطنين العرب تحدّث مُشيرًا إلى أنّ فضيلة الشّيخ محمود الحنّاوي شيخ عقل الطّائفة الدّرزيّة في سوريا سلّم الوفد الفلسطينيّ وصيّة سلطان وخصّها للسّيّد محمود عباس رئيس السّلطة الفلسطينيّة الّذي قام بدوره بإهداء نسخة عنها للطّائفة الدّرزيّة في إسرائيل.
وقال السّيّد بركة: “نحنُ ننظر بقلق لما يحدث في سوريا فما يُميّز سوريا ليست تلك الدّواعش الخارجة عن الدّين والوطن، بل ما يُميّز سوريا هو أحفاد سلطان باشا الأطرش”.
وقرأ بركة من وصيّة سلطان حيث قال: “الدّين لله والوطن للجميع”.
وكانت كلمة الخِتام للدّكتور صائب عريقات، كبير المُفاوِضين الفلسطينيّين، الّذي أشاد بمواقف بني معروف وأدبائهم، وذكر من بينهم الشّاعر الكبير المرحوم سميح القاسم والكاتب سلمان ناطور والبروفيسور الرّاحل سليمان بشير.
وشجب عريقات في كلمته خطّة الحكومة الإسرائيليّة المُعلَنة لإقامة قرية دُرزيّة على أراضي حطّين المُهجّرة، مُشيدًا بموقف الشّيخ موفق طريف المُطالِب بتوسيع مُسطّحات القُرى الدّرزيّة، وقال: “إنّ خطّة الحُكومة الإسرائيليّة لم تكُن إلّا لزرع الشّقاق بين أبناء الشّعب الواحد”. وقال: “لو كانت حكومة إسرائيل صادقة لأعادت أراضي الدّروز الّتي صادرتها بنسبة %80”. وهاجم الدّكتور عريقات تنظيم داعش واستنكر الأفكار الشّرّيرة الّتي تحملها داعش والإرهاب الّذي تنتهجه، كما استنكر الإرهاب المُوجّه ضدّ الشّعب الفلسطينيّ.
وفي نهاية كلمته، قام الدّكتور صائب عريقات بتسليم الشّيخ موفق طريف لوحة كبيرة، صورة عن وصيّة سلطان باشا الأطرش نيابة عن الرّئيس محمود عباس، مُقدّمة للطّائفة الدّرزيّة عامّة.
(المصادر)