عقدت في خيمة الاعتصام في جنين مساء يوم السبت (6/5 /17)، ندوة أدبية سياسية تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، شارك فيها الشعراء ياسين السعدي، صادق صبيحات، مفلح طبعوني من الناصرة، باسل بزراوي، عاهد شعبان والشاعرة عناية النجمي. وحضرها جمهور من جميع مناطق محافظة جنين بينهم عدد من أهالي الأسرى.
وشارك أيضا الأديب الشاعر عزت أبو الرب الذي افتتح الندوة مرحبا بالحضور وشادّاً على أيادي الأسرى المضربين عن الطعام، مؤكّداً على أهمية الوحدة الفلسطينية في هذه المرحلة. وشكر الإخوة الإعلاميين الذين حضروا الندوة، خصوصاً الأخ علي سمودي والأخت إيمان سيلاوي، وأضاف: علينا الاستفادة من وحدة الأسرى المضربين عن الطعام داخل السجون والتعلّم منها لأنّها ستعرقل خطوات وممارسات الاحتلال وتقدّمه نحو تفكيكنا وتقوّي بالمقابل مساراتنا الإيجابية.
وقرأ أبو الرب قصيدته التي يعارض فيها قصيدة أبي القاسم الشابي، “إرادة الحياة” وقد قال في مقدمتها:
“إن غياب الدور الحيّ الفاعل للأمة العربية، والسبات العميق الذي تغطُّ فيه، في معزل عن النهضة الصناعية والفكرية، جعل شعوبها: أفراداً وقادةً ومؤسسات يتندّرون بأمجاد أسلافهم الذين أشبعوا عصرهم بحثاً وإبداعاً وفكراً، فصنعوا حضارة رفدت الإنسانية لقرونٍ وقرون بشتى العلوم والفنون. فمن هذا الواقع المؤلم جاءت معارضة قصيدة إرادة الحياة للشابي تستنهض الهمم، وتحثّ الكلّ العربي عامة والفلسطيني خاصةً على العمل الجماعي؛ إذ نحن أعوز ما نكون للبذل والعطاء، وعدم التواكل. فالاستهانة بأيّ جهد – وإن قَلَّ – يفاقم التبعية والعَوْز بما فيها من خضوعٍ وخنوع وقتلٍ للعزّة والطموح”.
وجاء في قصيدة المعارضة لأبي الرب:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة حريٌ به أن يعيد النظر
بمعنى الحياة وكيف العطاء وأنىّ الخروج من المنحدر
وليس التغنّي بماض سحيق ومجد تليد عفا واندثر
ويلهو ويشدو بأمجاد قوم ويبكي ويندبُ حظاً عثر
هل الشعب حقا يريد الحياة ويسعى بعزم لدرء الخطر؟
فأين الأمومة في فجرها تشيد المكارم منذ الصغر
وأين المعلم اين الاديب وأين المغارس وأين الشجر
وأين المهندس واين الطبيب وأين المحامي وأين الأثر
وأين المزارع ذاك الأصيل بماء الجبين يطيب الثمر
وأين الأمانة في البائعين وصدق مقول وبيع يسر
أتعشق حقّاً جمال الحياة وسحر الصباح الندي العطر
فإنّ الحياة عطاء وبذل وقولٌ موشّي بفعل نضر
أما الشاعر مفلح طبعوني فقد تحدّث بدايةً عن قصيدة “سجناء الحرية” للشاعر المقاوم توفيق زياد التي كتبها قبل 47 عاماً ووزّعت بمنشور سري في الداخل تضامناً مع إضراب الأسرى الجبار الذي بدأه في 28/4/1970 سجناء الكفاح ضد الاحتلال، والمعتقلين الإداريين من أبناء شعبنا في الداخل وفي المناطق المحتلة.
وقد قرأ الطبعوني مقاطع من قصيدة الزيّاد منها:
فلتسمع كل الدنيا … فلتسمع!
سنجوع ونعرى،
قطعاً نتقطّع
ونسفّ ترابك يا أرضًا تتوجّع
ونموت ولكن لن يسقط منّا
علم … التحرير … المشرع
فلتسمع … كل الدنيا … فلتسمع
سنجوع ونعرى،
قطعًا نتقطّع
لكن لن نركع
للفانتوم والمدفع
لن نخضع … لن يخضع منا
حتى طفلً يرضع …!
وتابع الشاعر الطبعوني حديثه عن تجربة شعبنا في الداخل مع السلطات الإسرائيلية منذ النكبة حتى يومنا هذا، وركّز في حديثه حول تجربة الملاحقات والاعتقالات والإقامات الجبرية.
وقد قرأ الشاعر الطبعوني في نهايه مداخلته قصيدة كان قد كتبها في المعتقل ومنها:
“أرتاح في زنزانتي
لأنني أرسم تحت سقفها
عينيك شعلتين
أنظم كل ليلة عنك قصيدتين
واحدة أنقشها هنا على الجدار
والثانية
أبعثها مع طائر الفنار
وأنت لي
مثل ضياء الشمس
عبر حلكة الظلام
يعانق الحياة والعطاء
ويحضن الحنان”
وختم الطبعوني بقوله: “سنقلب سجونهم عندما يرحلون لمصانع ومدارس، سنقلبها لكليات وجامعات، لمكتبات عامه ودور ثقافيه، سنقلبها لمسارح ومراكز للإبداع، لمشافي وبيوت للنقاهة، سنعلّم فيها، نعلّمهم عن الانسان والعطاء. سنقلب زنازينهم لمتاحف يزورها الدارسون والراغبون، عاشقو الحياة.