لا نخاف د. خالد تركي حيفا

 

لا نخاف نتنياهو ولا بن چفير ولا سموتريتش ، كما لم نخف من شمير ولا من شارون ولم نهب بن غوريون ولا كهانا ولا رحبعام رئيڤي ولا بيغن ولا الحكم العسكريِّ ولا الإقامات الجبريَّة، ولا مصادرة الأراضي ولا النَّفي ولا الإبعاد ولا التَّصاريح، ولا الشَّاباك ولا الشِّين بيت ولا السُّجون والمعتقلات، ولا التَّحريض، ولا التَّهديد ولا الوعيد، كلُّهم كانوا ومرُّوا من هنا وبقينا نحن، صامدين ثابتين راسخين في هذه الأرض، أرض الآباء والأجداد، التي عليها “ما يستحقُّ الحياة”، رافضين الذُّلَّ والهوان، فهيهات منَّا الذِّلَّة  لا نهاب الرَّدى، ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ﴾ يا رفاقي، أنتم مؤمنون ايمانًا ثابتًا بطريقنا المنتصر، علَّمتنا الحتميَّة التَّاريخيَّة أنَّ الاحتلال إلى زوال، مهما تمادى المحتلُّ في غيِّه، وجباروته فنحن على صدورهم باقون، وفي حلوقهم كقطعة الزُّجاج، كالصَّبار، أعطني إرادةً أُعطيك مستقبلاً، وليكُن صوتك كصوتي يُقاوم ولا يُساوم..وم..

حُماة الدِّيار

حافَظوا على وجودنا وانتمائنا، ولغتنا، وقوميتنا، وبقائنا فوق ارضنا، ومنعوا تهجيرَنا، يوم نكبة شعبنا، عندما منعوا قوافل التَّهجير من طرد سكَّان القرى والمدن العربيَّة، من وطنها حين منعوا المركبات من نقلهم، باجسادهم، ومن بعد النَّكبة منعوا التَّرحيل، ومصادرة الاراضي، والغاء هُويَّتنا العربيَّة، فكانت انتفاضة شعبنا الأولى في الذِّكرى السَّنويَّة العاشرة لنكبة شعبنا، بقيادة حزبنا الشُّيوعيِّ، بمواجهات عنيفة مع رجال البوليس، علَّمونا الشَّجاعة والبسالة والجرأة، وعملوا على كسر اصفاد الحكم العسكريِّ البغيض وانتصروا، ونشروا العلم والثَّقافة بيننا، وحبَّ الحياة والإنسان والأرض، ومنها تخرَّج اعلام الشِّعر والادب والثَّقافة والعلم والنِّضال، اليوم كما في كل يوم، علينا أن نردَّ لهم هذا الجميل وذلك في الاوَّل من تشرين الثَّاني، يوم القَول الفَصل، كسرنا شوكتهم وفقأنا وسَمَلنا عيونهم، عندما أرادوا لنا أن نكون “حطَّابين وسُقاة ماء” ليكُن صوتك كصوتي يُقاوم ولا يُساوم..وم..

إذا شئتَ فأنتَ قادر

لقد كسر حزبنا الشُّيوعيُّ حاجز الخوف، وزرع فينا حبَّ الأرض والوطن، الحبَّ لشعبنا العربي الفلسطينيِّ، والعربيِّ عامَّة، وأنَّنا ننتمي لهذا الجزء الحيِّ والأصيل من هذا الشَّعب، من

محيطه إلى خليجه، علَّمنا أنّه “حتَّى لو جوبهنا بالموت نفسه لن ننكِرَ أصلنا العريق، انَّنا جزءٌ حيٌّ وواعٍ ونشيط من الشَّعب العربيِّ الفلسطينيِّ، نحن أهل هذه البلاد، ولا وطن لنا غير هذا الوطن، من العمى السِّياسيِّ والتَّوجُّه الكارثيِّ، أن يتصوَّر القائمون على هذه الدَّولة أنَّهم يستطيعون اقتلاعنا من جذورنا الضَّاربة عميقًا في تربة وطننا، لقد صمدت الجماهير العربيَّة وهي أقليَّة ضئيلة لا يتجاوز عددها المئة وخمسين ألفًا، وهي تعاني صاعقة نكبة الشَّعب العربيِّ الفلسطينيِّ وحرب الثَّماني والأربعين واستطاعت حتَّى في تلك الفترة العصيبة أن تتغلب على شعور التمزُّق والضَّياع فخاضت معركة البقاء بصلابة وحزم.. فما بالكم اليوم وقد أصبحت جماهير واعية، متراصَّة الصُّفوف، متلاحمة القوى فخورة بأبنائها، تتَّسم بالتَّفاؤل وبالثِّقة الذَّاتيَّة، تخوض معاركها دفاعًا عن حقوقها اليوميَّة والقوميَّة مؤمنةً بعدالة قضيَّتها وصدق طريقها؟”..لقد علَّمنا أنَّه يمكن لكفِّنا أن تُناطح وتُلاطمَ المِخرزَ، وأن تلويه، كما يلوي الأرنب ذيله حين يهربُ، علَّمنا الصُّمود وأنَّ “الدُّنيا تؤخذُ غِلابا”، ليكُن صوتك كصوتي يُقاوم ولا يُساوم..وم..

يوم الأرض

حين حاولت السُّلطة الرَّسميَّة إفشال قرار الإضراب، عبر قراراتهم بالتَّهديد والوعيد والتَّخويف والتَّحذير، ومن خلال عكاكيزها السُّلطويَّة من ابناء جلدتنا، وقفت جماهير بلادي صامدةً عاتيةً على العاتي، متحدِّيةً يد السُّلطة الحديديَّة وهجمتها الدَّمويَّة الشَّرسة الرَّعناء، ووقف رفيقنا توفيق زيَّاد، القائد الشُّيوعيُّ، بإرادته الصَّلبة كإرادة شعبه، قائلاً: “قرار الإضراب للشَّعب، والشَّعب قرَّر الإضراب وهذا هو القرار النِّهائيُّ”، وكان إضراب يوم الأرض يومًا نضاليًّا مفصليًّا حازمًا، صنع لشعبي العربيِّ الفلسطينيِّ الصَّامد فوق ترابه مجدَه وعزَّته، حين كسر حاجز الخوف والرُّعب عند جماهيرنا ووقف شعبي ببطولة وبسالة دفاعًا عن حقِّه في أرضه ومقاوِمًا لمخطَّط تهويد الجليل والقهر القوميِّ والتَّمييز العنصريِّ، وانتصر دمُ شهدائنا وجرحانا على سيوفهم..

ليكُن صوتك كصوتي يُقاوم ولا يُساوم..وم..

حيفا عروس السَّاحل الشَّاميِّ

حيفا عروس السَّاحل الشَّاميِّ، منذ أربعينات القرن المنصرم، وما زالت، محورًا وطنيًّا أمميًّا، منذ تأسيس عصبة التَّحرُّر الوطنيِّ وإصدار صحيفة “الإتِّحاد”، مرورًا بنكبتها، وتوزيع منشور البقاء في الوطن، والدِّفاع عن البيوت التي هُجِّر أهلها منها، ومحاولة رفاقنا إرجاعهم إلى بيوتهم، حيفا معركة الصُّمود ضدَّ الحكم العسكريِّ البغيض، حيفا التي أبدعت في تكريم الشَّباب الثلاثة المغدورين، جورج سليم شاما، جريس ذياب بدين، وريمون يوسف مارون، وفي جنازة شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، مرورًا بهبَّة تشرين في العام الفين والدِّفاع عن أحياء حيفا العربيَّة، فكانت حيفا دومًا العرين لقيادة الشُّيوعيِّين، وجماهير حيفا ما انفكَّت تحافظ على هذا البيت الدَّافئ..

فلا يُمكنني أن اتصوَّر يوم الأرض في حيفا، ونجاحه بالتَّمام دون رفاقي في الحزب الشُّيوعيِّ والشَّبيبة الشُّيوعيَّة، واصدقائهم من الوطنيِّين الشُّرفاء، هُم هُم من صنع القرار ومن صنع الصُّمود والمثابرة..

كذلك لا يُمكنني أن أتصوَّر نجاح يوم الأرض الأوَّل، في البلاد، دون حزبنا الشُّيوعيِّ ورفاقه الأبطال وأصدقائه الوطنيِّين الشُّرفاء الذين دعموا وساندوا ووقفوا بشموخ وإباء مع أبناء

شعبهم لنصرة قضاياه..

ليكُن صوتك كصوتي يُقاوم ولا يُساوم..وم..

نداء إلى أهلي

أهيب بأبناء شعبي الشُّرفاء أن يصنعوا نصرًا لشعبهم، في الفاتح من تشرين الثَّاني، أن ينزلوا للتَّصويت، لقول كلمة الحقِّ في وجه الطَّاغوت، كلمة حقٍّ عندَ سُلطانٍ جائر، فهذه معركة مصيريَّة لها ما بعدها من معارك وجوديَّة ومصيريَّة، فإذا فشلنا الآن سيكون لها تداعيات خطيرة على وجودنا فوق أرضنا، هذه معركة تهُمُّنا جميعًا، لن نقول “ما دام جلدي سالِمًا ما لي وما للآخرين”، علينا أن نُحافظ على سلامة جلدنا وبصرنا وبصيرتنا وقلبنا، قبل أن يُمشُّونا “على ألواح صبرٍ برجلٍ حافيةٍ، وقبل أن يهوي “العسكر بالسَّوط على ظهره..نار حامية”..

لا نَهاب الزَّمــن إن سَــقــانــا المــحَــن

فــي سَبيلِ الوطن كَـم قــتــيـلٍ شَهيد

نـدفـعُ الضَّيمَ ونـبـني للعُلى صَرحًا مَجيد

المجد والخلود للشُّهداء وللطَّاغوت الفناء والبلاء..

“حملنا الرَّاية عندما لم يكُن غيرنا في الميدان وأنتم من يستطيعُ أن يصنع التَّغيير بأن تَضمنوا تَصويت أهلِكم وأصدقائكم للقائمة، كلُّ صوتٍ يُغيِّر وكلُّ صوتٍ يؤثِّر ولكم دوركم الذي هو واجبكم تجاه شعبكم وحزبكم”..

لن يمرُّوا فوق أرضي..

نملك القرار، كلمتُنا واضحة عند السُّلطان الجائر ومؤلَّفة من حرفين، هما وم..

ليكُن صوتك كصوتي يُقاوِم ولا يُساوِم..وم..

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .