نقف صبيحة الذكرى الـ 22 لهبّة القدس والأقصى متسائلين: هل راحت دماء الثلاثة عشر شهيدًا عام الـ 2000 وما ترمز له هباءً؟!
تمرّ علينا هذه الذكرى وشلّال الدم في الناصرة وأخواتها وجنين وأخواتها لا ينقطع، وما دام كان مسفوكًا على يد أعداء تحمّلناها وعزاؤنا بالشهادة، فإلى متى سنتحّمله مراقًا في أزقّة قرانا عنفًا ليس إلّا؟!
الاتّحاد العام للكتّاب، والذي يرى أنّ الثقافة علامة هامّة وركن أساسيّ في طريق صراعنا مع الأعداء والعنف ومُولّدِه التخلّف ربيب هؤلاء الأعداء، يعمل الاتّحاد ما استطاع إلى ذلك سبيلا مساهمة في كبحه بالكلمة المكتوبة والمقولة. ولكنّ ذلك لا يكفي إن كان التشرذم السياسيّ والاجتماعيّ والأدبيّ سيّد الموقف بين أقلّيتنا العربيّة الفلسطينيّة في ميادين بقائنا.
التعدّديّة الفكريّة المبدئيّة، وليس التشرذم الذاتويّ الانتهازي أدبيًّا كان أو سياسيّا أو اجتماعيّا، وحتّى إن بلغ طرح هذه التعدّدية الحدّة القصوى على يد أصحابها، هي بركة وفيها رقيّ حضاريّ. ولكن أن “نبيح” واحدنا دم الآخر تكفيرًا وتخوينًا ومن منطلقات انتهازيّة ذاتيّة ومهما اختلف اللبوس الفكريّ أو السياسيّ أو الاجتماعيّ أو الأدبيّ، ليس في ذلك إلّا استهانة بالدم الذي أريق قبل اثنين وعشرين عامًا في الأولّ من تشرين الأوّل 2000، والمُراق اليوم ومهما اختلفت الساحات، فوراء ذلك وذاك وهذا عدوّ واحد وإن اختلفت اليد التي تضغط على الزناد.
ليست بالضرورة الطلقة النحاسيّة أشدّ فتكًا من الطلقة الكلاميّة، لا بل فعلى الغالب الطلقة الكلاميّة وراء وتمهّد للنحاسيّة!
الأمانة العامة
1 تشرين الأوّل 2022
الصور من مهرجان الذكرى ال 22 في عرابة