الأستاذ فوار مهنا حسين
في فلسطين لا زلنا نعيش فيها هناك خلف حدود الرحيل… و لا زال حلمنا ينمو على ضفاف الدمع و الوجع…
هناك على مرمى البصر و الحجر… أهلنا وجيراننا في قرى و بلدات و مدن فلسطين المحتلة… يحرسون الذكريات و حروف الأبجدية العربية و يمسكون بزمام التاريخ والتراث الشعبي والعربي… .و يحفرون في الجغرافيا أسماء الحارات والبيوت والخرب و المغاور و الأشجار والبرك والينابيع و الوديان والجبال… !!
عرب العرب… عرب فلسطين… عرب الأرض و اغصانها… شواهد المعالم و الآثار وما بقي من حطام و ركام المنازل وحجارتها بعد طول غياب… فالبيوت تموت حين تفقد سكانها و من يطرق أبوابها… .جفت الخُطى على دروبها و لكنها ما زالت ترسم طريق البريد المنسي ذات شتاء… و ماء ..
الأستاذ
فواز مهنا حسين ابن بلدة حرفيش في الجليل الأعلى الرحالة والمستكشف و الحالة الاستثنائية التي حملت هم القضية و الأرض والسماء… و الوطن الفلسطيني و نكبته بكل تفاصيلها….يجوب بلدات وقرى فلسطين بطولها وعرضها يبحث عن جذورنا فيها… يوثق بعدسة هاتفه المحمول دموع و رماد الموقدة و سنابل القمح التي بذرتها الريح و السواعد قبل التاريخ ..هذا الانسان الباحث و الموثق والمستجمع لكل صغيرة و كبيرة لتثبيت الحق الفلسطيني في ذاكرة الأجيال القادمة…!!
جارنا الساهر على تخوم بلدتنا سعسع جعلنا نقترب منها اكثر واكثر و بوضوح لا يقبل التأويل أو الشك… بأننا كنا هناك ذات يوم…!
من طبريا… يتجه نحو الجولان العربي السوري المحتل… الى قرية العراقيب في النقب… الى الناقورة على الحدود اللبنانية – الفلسطينية.. الى وادي نهر الأردن… الى… بحر حيفا… و يافا… و مرج ابن عامر… الى البحر الميت…. و الى…… و الى حيث تحط به الرحال… .ابن بطوطة الفلسطيني لن يكون سوى ابن الأرض… التي نبت منها و رضع من ينابيعها…. و تعطر بترابها… .و تعفر بغبارها… .و تنشق اريجها… و قرأ صورتها في سفر الخروج والرحيل ..!!
فلسطين صارت أقرب… مما كانت فقد كان للأستاذ فواز الفلسطيني… الجليلي الحرفيشي سليل المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش اكبر الفضل في انه جعل قرانا ومدننا اكثر وضوحا مما كانت من قبل… !!
اهلنا الذين رحلوا ذات يوم… و رحلوا… .لن يرحلوا الا نحو ما قبل الرحيل… .و رحلة البحث عن الوطن الذي ما رحل… من لونهم… و تجاعيدهم بعد طول سنين…!
لاجئ فلسطيني من بلدة سعسع مولود في لبنان