مقطع من كلمة الشيخ السايس فؤاد سويد في حفل رفع الستارة عن مُجسّم سلطان باشا الأطرش في ساحة عين البقيعة

بسم الله الرحمن الرحيم
عليه التوكل وبه نستعين
فضيلة الشيخ ابو حسن موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية .
حضرة الأب يوحنا الأطرش المحترم
الشيوخ الأفاضل المحترمين .
حضرة رئيس المجلس المحلي الدكتور سويد سويد .
أهالي بلدنا الكرام شيباً وشباباً صغاراً وكباراً .
كادر الشباب الأطايب القائمين على ريادة الأعمال المجتمعية، المتبرعين مادياً ومعنوياً وعملياً، المتعاونين على تطوير بقيعتنا الغالية لمستقبل افضل . وخاصة في جمع الشمل والمحبة، وتوحيد الكلمة.

وهم ألان المباشرون في عملية مشروع وضع النصب التذكاري بتنسيق وتعاون ومشورة مع المجلس المحلي والهيئة الدينية في البلد . تخليداً لذكرى سيد المجاهدين وعميد الثائرين وقاهر الظالمين الحامي عن العرض والأرض والدين . القائد والزعيم عطوفة سلطان باشا الأطرش رحمه الله.

أيها الأخوة الكرام حياكم الله تحية الإكبار والاعتزاز . تحية التقدير والإجلال والافتخار . نحن اليوم بقريتنا نفتخر ونعتز في وضع تمثال الرمز . لأسطورة المقاومة والدفاع في العصر الحديث، وخاصةً بهذا المكان بالذات جانب العين والماء المعين الطاهر الذي لا ينضب ابداً.

هنا  امضينا أوقات طفولتنا وترعرعنا ونشئنا في ظل العين . وتربينا على المحبة والتأخي والتسامح واستقبال الضيوف في حفاوة الترحيب . نحن في البقيعة أربع طوائف نتعايش بتفاهم ومودة ووفاق والاحترام المتبادل بخالص المسؤولية . وقد جاء نصب تمثال الشيخ والزعيم والقائد العام رمز الأمه العربية بشكل عام والطائفة الدرزية بشكل خاص في هذا الظرف . ما هو ألا للمحافظة على مبادئنا وقيمنا وتقاليدنا واخلاقنا وتراثنا الشعبي الأصيل الذي كنّا قد تربينا عليه .

قال المغفور له سلطان: الدين لله والوطن للجميع . فهذا التمثال قد نصب تقديراً والهاماً من الله على ما يستحق صاحبه من الكرامة التي لم تعطى لأحد في هذا العصر الجديد مثل هذا الرجل العظيم .فهو قد ضحى بالغالي الثمين من اجل نصرة الفقير والضعيف . لقد دافع بشجاعة وببسالة وعزم لا يقهر . فتعب كثيراً لراحة غيره وتحقيق نصره . فكان حكيماً عملاقاً في أفكاره وآراءه السديدة . رجلاً صبوراً على المحن والمشقات والشدائد، متحملاً للمصاعب . كريماً بأخلاقه ونفسه . باذلاً من ماله . صاحب المواقف البطولية في تقويم الحق كما قال في حكمته الحق يؤخذ ولا يعطى . فلقد رفض اعلى المناصب المغرية التي كانت قد عرضت عليه . فلم يكترث لها ولم يهزه او يغيره شيء منها قل ولا جل . بل مع هذا كله كان متواضعاً فلاحاً زاهداً قنوعاً احترم الجميع ورفع شأن الدين والطائفة عالياً علياً . فأنه قد رحل عنّا جسدياً . ولكنه بقي في قلوبنا وافكارنا مخلداً . قدوةً ومثالاً للتشبه . فالرجال العظماء أمثال عطوفة الباشا سلطان هم قدوة الأمم في الظلام .

من هذا المنطلق نرى انفسنا مدانون لهذه الشخصية الفذة القوية العالمية، فمن هنا وجب علينا هذا التكريم في تخليد ذكراه . كي يبقى دائماً نصب اعيننا حتى يتعلم الصغير والكبير . ويقتدي بمأثر الرجال العظماء الصالحين الاوفياء لأمتهم ووطنهم،
الذين ساروا على طريق المجد والحق فسطروا صفحات التاريخ بأيديهم البيضاء .

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .