ألعَقلُ في الجنة | سهيل عطاالله

سأتحدث في هذه العجالة عن علامةٍ وفيلسوف عربي عاش في عالمنا قبل قرنين من الزمن .. أسماه العربُ “الشارح” لشرحه الوافي أفكار أرسطو. إنه المفكر الذي حاول التوفيق بين الشريعة والفلسفة في كتاب تهافت التهافت.. إنه الفيلسوف العربي اللامع ابن رشد.

اخترته في هذه الصباحية لأن حديثًا موسعًا يجري هذه الأيام بين أوساط الكتاب والباحثين عن علاقة الدين والعقل والبوَن بينهما.

والسؤال: هل كان ابن رشد مفكرًا عقلانيا؟ هل اتسمت دعوته بالعلمانية؟

يُعتبر تفكير ابن رشد عقلانيًا تنويريًا.. يعتقد العلمانيون جازمين ان كل من يدعو الى توظيف العقل هو بالضرورة علماني لأن بمنظورهم لا يستوي العقل البرهاني مع الدين وذلك لزعمهم أن الدين يمنع العقل من التفكير ويبقى عقبة أمام كلِّ تقدم كما قال ماركس.

يقول المحللون لمنهج ابن رشد انه عندما وظّف المسلمون العقل مع الدين في العصور الوسطى أنشأ العربُ حضارةً ذات مبادئ سامية استمرت لمدة ألف عام، وابن رشد قاضي القضاة في قرطبة نفسه وظف الدين الاسلامي في حملته التنويرية.. وبهذا يُمكننا القول إن ابن رشد دعا الى العقلنة والدين، وبتشديده على العلم البرهاني لدى ارسطو أكد أن الفلسفة يُمكن تعليمها للناشئة بطريقة برهانية مِثلها مثل العلوم الأخرى.

يُخطئ الغرب الامبريالي بكيله التُهم للإسلام بأنه يحارب العقل ويكرس التخلف الأمر الذي أشار اليه المفكر الكبير ادوارد سعيد في كتابه “تغطية الاسلام”.

رُوي عن النبي (ص) قوله: “الجنة مئة درجة، تسع وتسعون درجة لأهل العقل، ودرجة لسائر الناس”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .