مشروع “نكسر السقف الزجاجي معًا”*
مرفت دسوقي، ابنة الـ 48 عامًا، قتلت مؤخرًا في مطبخها، عندما كانت تحضر وجبة طعام، اثناء المهام التي أوكلت لها كامرأة عربية، بدورها النمطي، تبقى في المطبخ وتُعنف في المطبخ!
مرفت ليست الضحية الأولى لهاذا العام فقد قتلت قبلها سيدتين لتنضم إلى القائمة التي بلغت عام 2019، 11 امرأة عربية ضحية العنف والذكورية والآراء البالية في مجتمعنا.
إلى جانب طبختها التي لم تنتهي، طبخت الكثير من الإشاعات والأقاويل حول ظروف مقتلها، وكأنه من غير الكاف أنّ تقوم نيران الغدر بسلبها روحها لنقوم نحن بجلد الروح وتعذيبيها، منحها نياشين في التصرف والأخلاق، تلك القواعد التي فرضناها نحن على أنفسنا بحكم مجتمع تقليدي تقدم العالم لنبقى نحن خلفه.
لا يوجد حلول بالأفق تحمي النساء، فالحكومة الإسرائيلية كانت قد باردت عام 2014 إلى مخطط لمحاربة العنف، هذا المخطط الذي كان عام بشكل كبير خُصص عام 2018 إلى محاربة قتل النساء، لكن حتى اليوم لا نرى أي حلول بالأفق، لا نرى أي برامج حكومية تضع حياة المرأة صلب أجندتها، فقط المنظمات الحقوقية والنسوية تحاول جاهدة، قدر المستطاع والإمكانيات محاربة الظاهرة.
عندما نقول الحكومة الإسرائيلية نعني بطبيعة الحال كافة اذرعها، ونلوم كافة الأذرع بالتقصير، ولربما أكبر مثال هو اختفاء الشابة نعمة الصانع، ابنة الـ 25 ربيعًا، من النقب، والتي اختفت آثارها بـ 2.4.20، وحتى اليوم لا تملك الشرطة أي معلومات عن هذا الاختفاء، فقد أكتفت ببيان المناشدة بالبحث عنها، نعم في زمن تفشي وباء الكورونا تختفي فتاة وتطلب من الجمهور البحث عنها! فأي معلومات تملك عن هذا الاختفاء؟
النساء، برأيي، من غير المعقول أن يبقيّن رهينات سياسات وقوانين وتقاليد بالية، فأين وجد القمع الذكوري يتوجب علينا تفعيل المقاومة النِسوية والنسائية، فهي الحل الوحيد لحمايتنا.
اضطهد المجتمع المرأة، مما دفعها إلى التعبير عن حقها وقيمها عن طريق تحقيق أهدافها، عن طريق بناء كيان مستقل قادر على حماية نفسه وهذه هي الطريقة الوحيدة لوقف عد الضحايا من النساء.
قد يخيل للبعض أن كلامي هو إعلان حرب على الرجال، وهذا غير صحيح، كلامي هو تأكيد على ما قالته الكاتبة النسوية، سيمون دو بوفوار، والتي قالت في إحدى اقتباساتها “أنّ الأنثى لا تولد امرأة بل تصير امرأة- ولا فرق بينها وبين الرجل لأنهما قد خلقا من شيء واحد فهما كالأعضاء للإنسان لا أفضلية بينهما بل باتحادها يكون التكامل ولا ننكر بأن المرأة في مجتمعنا بالخصوص تتجرع ويلات العذاب جراء ممارسة المجتمع الذكوري التي ثم صناعته من الطرفين معا فطبيعة هذا المجتمع هي التي سلبت منها حقوقها التي قد أوجبها الشرع لها فتحولت المرأة من إنسان كامل إلى مخلوق للمتعة”، المرأة والرجل يكملان البعض، ولكيّ ينجح هذا التكامل يجب أنّ يكون مساواة بين الطرفين، دون النظر إلى طرف على أنه صاحب أفضلية على الطرف الثاني.
دور المرأة في حماية نفسها لا يقتصر على بناء شخصية مستقلة، انما بتربية أجيال قادمة، خاصة من الذكور، بحكم دورها في التربية، على المساواة بين الجنسين، فلن ننكر الحقيقة أن دونية المرأة رسخها المجتمع عامة، وجزء من هذا المجتمع هو نساء ساهم بترسيخ هذه الدونية، وبرر الممارسات القمعيّة ضد النساء ومنحها بعدًا دينيًا، علمً أن الأديان كانت أرحم وأنصف في تعاملها مع النساء.
لن نجعل من الرجال خصومًا، نرغب بهم شركاء لنا، شركاء في بناء المجتمع، شركاء في بناء حيز آمن لنا ولأبنائنا، لا نرغب أن يعيش أبنائنا حالة يتم، من الأم أو جهل في التصرف.