تحت رعاية مركز محمود درويش الثقافي في الناصرة وإشراف الشاعر مفلح طبعوني، إنطلقت القصيدة التي ينتظرها آذار من عام الى عام بشوق وشغف ، فارشًا أزاهيره و حساسينه تعزف أبهى الألحان، لتنشد الأنثى قصيدتها بأجمل وأرق ما يكون من الكلام ، ويتجلى معنى الجمال المنبعث من مثلث ” آذار الشعر والمرأة ” في إحتفالية لطيفة بيوم المرأة العالمي.
أقيمت مساء الأربعاء 11/3/2020 إحتفالية تآخى وتناغم العزف فيها مع الشعر والرسم ، فكانت اللوحة راقية رقيقة ، حيث أُفتتحت الأمسية بمعرض جميل للرسم بإشراف الفنانة التشكيلية خزيمة حامد ، والتي عملت بجد للتواصل مع الفنانات والفنانين، الذين قدموا لوحات إبداعية رائعة، بمواضيعها وأفكارها الخلاقة ، والتي لا تذهب بعيدًا ، عن روح انتمائنا لأرضنا وهويتنا ، وقضية شعبنا الأساس ، أما أصحاب الأيدي الماهرة فهم :إيمان عواد ، ريا سعيد ، منتهى دبيّة، أمل خطيب ، سجود طه قاسم ، سلوى عثمان ، كندة حسين ، منال بدارنة ، هدى أبو أحمد ، سليمة حامد ، إيمان أبو ربيعة ، ملك عزمي صايغ ، إيهاب سليم ، سامي مبرشم ، سراج أبو جبل ، كفاح حامد ، ناريمان عمري .
وقد رحب بهم الأستاذ مفلح طبعوني أجمل ترحيب، شاكرًا لهم مشاركتهم ، وعاقدًا عليهم أمل إبداع شعبٍ إختار الحياة بحرية وسلام .كما شكر الفنانة خزيمة على عملها المتفاني التي تقوم به في كل عام تطوعًا ، محبة بالفن والثقافة، وأجزل الشكر للناشطة الثقافية خالدية أبو جبل التي تولت عرافة الحفل، وقامت بالتنسيق والترتيب مع الشاعرات وجميع المشاركين لإنجاح الأمسية ، والتي بدورها افتتحت الأمسية بدعوة كل من الشاعرات ، لينة نعمان صفدي – الناصرة، إميلي أبو جبل المرعي – مجدل شمس ، ساهره سعدي- عرابة البطوف ، والمطربة كندة حسين – الناصرة وعازف العود ، عماد فرو- دالية الكرمل ، ومن ثم رحبت وشكرت كل من حضر بكلمة قالت فيها :” تتفتحُ خلايا هذا المساء ، تَبُثُ الأنثى عطرها فيها ، الشعرُ ويطيبُ اللقاء …في مساءٍ مَلَّتْ الريحُ من العبثِ بجدائلِ المطر ، واستسلمتْ لغُوايةِ اللّحنِ ، ورقصِ الفراشاتِ ، وانطلاقِ الطيرِ ، وانبثاقِ الزهر على مفارقِ الحياةِ ، يَقِفُ شاعرٌ ، يتساءل ويُجيبُ بعد سفر” .
” لماذا لم تتكامل الفوضى ”
لنبدأ من جديد
بزرعِ هذه العتمةِ
بالنعمةِ بالنغمةِ
من قاع الأرض
الى القمةِ ”
(من قصيدة تكامل الفوضى للشاعر مفلح طبعوني (
وما كانت هذه الأمسية شاعرنا إلا كأخواتها السابقات ، زرعٌ جديدٌ في هذه العتمة ، التي لَفَتْ أيامنا الموجوعة .وما استهل به آذار من بشائر ، يدفعنا وبإصرارٍ ، لمواصلةِ الزرعِ وريِّهِ بجدٍ وكفاحٍ لبلوغ القمة .
وإنطلق بعدها المسرح يبوح بأعذب الكلام وأصدق المشاعر ، صدحت به الشاعرات الجميلات على التوالي ، لينة ، إميلي ، ساهرة .لاقت من الحضور آذانا صاغية ونفوسا سعيدة راضية ،شاركت عريفة الحفل أيضا بقراءة بعض من نصوصها .
تخلل الأمسية وصلة غنائية جميلة للمغنية كندة وعزف الأستاذ عماد فرو ، تفاعل معها الحضور بفرح ، أما زهرة الأمسية الواعدة فكانت الطفلة الجميلة ليان حامد- الناصرة ، التي أبهرت الحضور بحسن إلقائها لقصيدة ” الجميلات “لخالد الذكر محمود درويش، وفي الختام تمت دعوة كل من المشاركين للمسرح حيث قدّم الشاعر مفلح طبعوني زهرة جميلة لكل مشارك ، شكراً ورمزا للمحبة والتعاون .
وفي كلمتها الختامية ، شكرت خالدية ، الأستاذ مفلح طبعوني حارس الكلمة الحرة ، ومركز محمود درويش ، وكل المثابرين على إقامة هذه الأمسية كل عام وإنجاحها ، وأهدت هذا النجاح باسم الجميع واسم الشاعر مفلح طبعوني الى كل الغلابى والشرفاء الذين يعشقون الشعر والخبز بعيدًا عن بلاط السلطان “.
تصوير: رائف حجازي