ميرال- رواية رولا جبريل بترجمتها للعربية بقلم الشاعرة سعاد قرمان

 

خلود فوراني- سرية

أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس الأخير أمسية ثقافية مع الشاعرة سعاد قرمان لإشهار ترجمتها العربية -عن الإنجليزية- لرواية “ميرال” للكاتبة الفلسطينية  المقيمة في الولايات المتحدة، رولا جبريل.

افتتح الأمسية مؤهلا بالحضور والمشاركين على المنصة رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة. قدم بعدها شكره للمجلس الملي الوطني الأرثوذكسي- حيفا، لرعايته أمسيات النادي. ثم دعا الجميع للنشاطات الثقافية المختلفة بما فيها للأمسية الثقافية الأولى لنادي قُرّاء عين ماهل والتي جاءت تتويجا لمشروع المكتبة المتنقلة الذي بادرت إليه مجموعة من شابات وشباب البلدة بقيادة الشاعرة فردوس حبيب الله وذلك حرصا منهم على نشر ثقافة الكلمة عامة وفي بلدتهم خاصة.

تولت عرافة الأمسية باقتدار وبهاء يليق بالحدث، الإعلامية سماح حسنين بكرية. فقدمت المشاركين على المنصة وصاحبة الأمسية متناولة نتاجها بأسلوبها العذب الرشيق.

أما في باب المداخلات فكانت البداية مع د. رباب سرحان، تناولت في مداخلتها الرواية بمضامينها، شخصياتها وأبعادها…، متطرقة لعملية الترجمة والمترجمة.

عن الرواية قالت، إن الكاتبة اعتمدت وعلى امتداد الرواية بإبراز شخصية هند الحسيني المتميزة بصدق عطائها ونضالها، بدايةً حين آثرت البقاء في القدس ولم تدفعها النكبة وما ألحقته بالشعب الفلسطيني من تهجير وتشريد الكثيرين منهم الأثرياء بصفة خاصة. فقد كان لكلمتي “إمكانية وثراء” معنى خاص لديها، كان يعني لها القدرة على مساعدة الآخرين.

كانت هند على قناعة تامة بأن الاستثمار بالأطفال هو أفضل أنواع المقاومة والنضال. آمنت أن خلاص الشعب الفلسطيني يعتمد على تعليم صغاره ومنح شبابه التحرر الثقافي. فالطفل برأيها أمل الأمة المرتجى وغدها المرتقب وهو أعظم استثمار بشري وأثمن مدّخر.

أما عن الترجمة فقالت، إن ترجمة سعاد قرمان لهذه الرواية ترجمة متينة، متماسكة أنيقة خالية من التملق وهذا مهم. لغتها سليمة، منسابة سهلة وواضحة.

تلاها الكاتب عارف الحسيني، والذي تربطه علاقة قرابة من جهة الأب ببطلة الرواية هند الحسيني.

تحدث عن العمة هند، الانسانة الحرة، العصامية، المناضلة الجسورة، حاملة الرسالة والقابضة على الجمر في طريقها النضالية وإلى جانب كل ذلك كانت تتصف بخجلها وتواضعها الشديدين.

تحدث عن طفولتها ونشأتها، متطرقا لاهتمامها بالأطفال والطفولة وصولا بها لإنشاء دار الطفل العربي في القدس ومدرسة للأيتام.

كما عبّر عن مآخذ له حول بعض التفاصيل -غير الصحيحة- في الكتاب، بصفته مقربا من هند الحسيني في حينه.

تلته د. راوية بربارة فقدمت مداخلة مستعينة بمعروضة محوسبة

عن موضوع الترجمة في العالم العربي مقارنة مع الغرب وفي سياق ترجمة رواية ميرال. تحدثت عن أهمية اللغة واصفة إياها وتدا من أوتاد السيادة وهي أحد شروط بقاء شعب وعدم اندثاره وهي أحد الأوتاد الثلاثة للسيادة الحديثة: اللغة، المكان والسكان. وتحت عنوان اللغة وشم غير قابل للمحو، ذكرت الأديب الياس خوري وما قاله عن رواية “أرابيسك” لأنطون شماس والتي كتبها بالانجليزية: أنت تقرأ وتكتشف لغة تحت اللغة، لغة أخرى موشومة كوشم لا يمكن محوه. وهذا ما تظنه قد حدث مع كاتبة “ميرال” رولا حبريل- العربية اللغة المنبت والثقافة. أما عن الترجمة العربية فقد أشادت د. راوية بالترجمة الموفقة للغاية للشاعرة سعاد قرمان رغم صعوبة الأمر والمسؤولية الكبيرة الملقاة على المترجم والتي أتقنتها المترجمة لتصل للقارئ العربي كما يجب لها أن تكون.

 

وقبل الختام كانت الكلمة لصاحبة الأمسية الشاعرة سعاد قرمان فشكرت الحضور أولا والقيمين على نشاط النادي.

ثم تحدثت عن فكرة ترجمة “ميرال” ومن أين جاءت الفكرة. ثم تحدثت عن عملية ترجمتها للنص وتوخيها كل معايير الترجمة المهنية الناجحة والمسؤولة.

يجدر بالذكر أنه رافق الأمسية معرض لوحات فنية للفنانة التشكيلية دلفا محاميد من أم الفحم.

بالتقاط الصور والتوقيع كان الختام لنعود ونلتقي يوم الخميس القادم 12.09.19 في أمسية ثقافية مع الأديب محمد نفاع وإشهار كتابيه ” غبار الثلج” و” جبال الريح” بمشاركة بروفيسور ابراهيم طه، د. علا عويضة، د. رباب سرحان وعرافة الكاتبة دعاء زعبي خطيب. يتخللها معرض أعمال فنية للفنانة أمل شبلي.

خلود فوراني سرية

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .