بين النخلة وفلذة كبدها/ للشاعر الكاتب هادي زاهر ـ عسفيا

كمال زيدان

اهداء لكمال زيدان ووالده يامن زيدان بمناسبة اقتناص كمال لحريته وخروجه من السجن بعد ان أصر على رفضه الخدمة في جيش، ولكل الشباب الدروز الرافضين الخدمة في هذا الجيش الاحتلال.

كما أنجبتني على هذه الأرضْ

وربيتني طفلاً ثمّ صبيْ

وفتى يافعا

وشاباً عن وجوده مدافعا

ها أنا يا أبي

كما أردتني.. وهيئتني مكتمل الرفضْ

أراك نخلةً شامخةً باسقة شاهقة

في العلو والسمو

وأنا في تربتكَ شتلةٌ سامقة

أتعالى في النمو

شربتِ تعاليمك مع حليب أمّي

وحبي لأرضي.. لشعبي

تغلغل في عروقي

وشاع في زّمرة دمي

على يديك عرفت مسيرة دربي

وها أنا لرايتي الخفاقة رافعا

لا يهمّني إنْ كنت فقيراً جائعا

بلا راتبٍ ولا رُتَبِ

ولا بزّةٍ عسكريّةِ في جيشٍ أجنبي

يكفيني أن أكونْ

خادم التينِ والزيتونْ

عربيٌّ ابن أبٍ.. عربي

يكفيني أن التراب والأهل والبلدْ

يعرفونني كما أردت لي..

لهذا النبض طائعا

لن أكون أداة في يديهم

لتعذيب وقتلِ

أبناء شعبي فهم أهلي

لن أصغي إليهم

وإن أودعوني في السجنِ

لا بأس.. فالحرِّ من صمدْ

فأنّي منكَ أستمدِّ العون والمددْ

أنت قدوتي ومرشدي

في صعود جبلَ الكرامة

والصمود على ذروته الخالدة

من هنا تبدأ القيامة

وهنا تنتهي درب السلامة

هي سلالة أمّتنا الماجدة

فنحن هنا أبداً على موعدِ

مع موطن عيسى ومسرى محمدِ

في كلّ بقعة خطوةٌ لنبي

هذه تعاليمك لي يا سيدي

فدم لي معلماً يا أبي

_______

ولدي الوفيُّ الأصيلْ

الرافض لكلّ مغريات الترغيبْ

وكلّ أدوات الترهيبْ

أنت يا ولدي الحبيبْ

لك كلّ حبي.. يا حبّي

يا قرّة عيني الجميلْ

بك رفعت رأسي أمام شعبي

من النقبِ حتّى الجليلْ

ومن نابلس حتّى الخليلْ

بارككَ اللهُ والأهل والوطنْ

أنت من جعل لحياتي

معنى متشعب القيمة

منذ مولدكَ وحتّى آخر الزمنْ

سيذكرني الناسُ بعد مماتي

لأنك سرت

 

في المسارات المستقيمة

لأنّي أنجبتّك ونذرتك

لإرضنا الطاهرة أيقونة

قدوة للشباب ْ

يحتضن الصليبْ

وفي الحضور وفي الغيابْ

قريبُ.. قريبْ

وإن دعتكَ البلادُ تُجيب ْ

ولن تتوقف عن العطاءْ

في كلٌ يومٍ ولك موقف إباءْ

شامخٌ يا ولدي أنتَ

في ارض الأنبياءْ

تعرفكَ كلّ هذه الدروبْ

وتعرف خطاكَ في المسيرة

وبقيت يا ولدي المحبوبْ

حراً في سجونهم الحقيرة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .