قرأتْهُ بالمستحيلِ، وجرّدت اسمَهُ من المنطقِ ،وسافرتْ تبحثُ عن لؤلؤةٍ في بحرِ الضّياع.
فأشهرَ سيفَهُ المهنّد في عينيها ،يريدُ سفكَ الدّمعة من النّظرة الثّاقبة لحقيقة منسيّة على ضفاف نهر الاحزان.
فهمستْ لذات روحها ،ريشتي ليست بعنيدة إنّها طيّعة كقلبي ساعة لقياك، فنبضُه سريع وخفقاتُ الشّريان ذات لحن رومانسيّ قديم قديم.
أمّا البحرُ فهاجَ وماجَ ،وأبرقتْ سماءُ عينيها ،وترقرقتْ فيهما لؤلؤةٌ غجريّةٌ ،وفي ثمالتِه لم ينتبه لعقارب ساعتهِ ،بل تابع الرّسمَ بريشتهِ، وأغلقَ باب غرفتهِ، واسلمَ سيقانَه لخيالٍ جامحٍ ،ورسمَ بالرّيشةِ ما لم يستطعْ ان يعبّر عنه بقلمٍ أو لسان.
وعادتْ هي إلى غرفتِها مثقلةً بشهيق دمعةٍ منسيّةٍ ، تلعنُ القدرَ الذي اتعبَها من شمّ رائحةِ دخّان كادتْ تخنقها، لولا فسحةُ النّور التي لمحتَها من نافذةِ حجرتها المقفلة الا من بريقِ الاملِ ،فتنفّست الصّعداء، واستغفرت ربّها تريدُ عفوَه من لعنةٍ تفوهتْ به في لحظةِ اختناق. وعلى عجلٍ قامت إلى ريشتِها تغرّدُ عليها برسمةِ عصفورٍ طفحَ جناحه بالحبّ والسّعادةِ وطار مبتسمًا راضيًا. وكانت صورتُه على الحجرِ منقوشةً بالالوان الطّيف وسراب الحياه. وعند بركة ماء خمريّة بصفاء الثمالة اودعت حجرها برسمته ونقشه والوان طيف الحياه. وتمتمت لذات قلبها :
شكرًا لقدر أشقاني بمتعة ،والبسني ثوب العيش بحريّة فكر ونبض ضمير لا يموت ،رغم ثقل سرّ أسرار بحيرة الاحلام .