أنا شغوف بالتهام الروايات الجيدة عربية ومترجمة، لكن في رواية ” حبّ في أتون العاصفة ” للكاتبة حوا بطواش اختلف الحال. قرأتُ من الرواية الفصل الأول ” حفلة الجامعة ” ولم أستطع المتابعة! فإمّا أن تكون المشكلة في الرواية، وإمّا في ذائقتي!
*************
من الشعراء الشباب الذبن لشعرهم منزلة في قلبي محمد أبو زريق، غزة فلسطين، يكتب للوطن وفي الحالة والغزل. يتسم شعره بالطابع الكلاسيكي، ويغلب عليه ما يُعرف ب ” القصيدة الومضية “. وإذا كانت الصورة هي جوهر الشعر، بتعبير روبرت أندروز، فصور محمد سلسة جاذبة كما في الومضة التالية من بحر الرمل تحضّ غلى الطموح وطلب العلا: ” يا حنيني في ليال زاهدي / أين أنات القلوب المقمرة / يا أنيسي كم ليال قد سرت / كن بقربي في الليالي المقفرة / قم نجدف في سديرات العلا / وانثر الدر ونجوى المحبرة ”
************
الشاعرة الجولانية جوهرة سامر لا تعبأ بالزخرفة وانتقاء المفردات، تبوح بما ينسحم مع ذوقها ومشاعرها، يغلب على نشراتها قصيدة الحكاية، وهي قصيدة ذات إيقاع خفيف ولغة شعبية في الأكثر.
تنساق الشاعرة الى الإحساس المباشر دون الفكرة. ” والإحساس بمفرده أقل كمالا من الفكرة ” برأي الفيلسوف جورج بوليتزر.
من قصيدة لجوهرة: ” لا تبحث عنها / لبست ثوب النسيان / وغادرت مع الفجر / ترجلت عن صهوة الحلم / وتركت خلفها حقولا / من سنابل القمح فارغة / هي تبحث عن ذاتها / في نظرة شوق للخبز في عيون الفقراء / تسائل نفسها: أين أكون في لحظات الضياع / مع الخيال / أم في مساحات الجنون؟ ”
من الملاحظ عدم التوافق بين الجمل، وهذا قد يعني تشتت الذهن أو عدم التركيز. في تفسير علم النفس يحدث هذا نتيجة لعوامل خارجية تقحم الفكر أثناء الكتابة.
في هذه الحالة يصبح التدليل على معاني الشاعرة غير مجدِ. لكن يبقى هذا النص الشعري موضع الاحترام كونه اجتهاد شخصي ينم عن موهبة قادرة غلى العطاء.