د. منير توما
إنْ قُلْتُ “فيروزُ” فاطْرَبْ أيُّها الرَجُلُ
لا تُكْثرِ القولَ حتى تُشْرِقَ المُقَلُ
تقولُ أشكو الجوى والنفسُ شيّقةٌ
وأعرِفُ الشوقَ والإحساسُ يَعْتَدِلُ
ما زِلْتَ تُطيلُ الغِنا حتى أشارَ على
خَدَيْكَ مِن لونِها ما ليسَ يُنْتَحَلُ
هيهاتِ ليسَ لأحلامِ الهوى زَمَنٌ
حتى يصيرَ مِنْ كُنْهِهِ مَثَلُ
لكُلِّ أُذْنٍ جوابٌ يُسْتَحَبُّ لها
وكلُّ لَحْنٍ مِن صَحْبِهِ عَمَلُ
*
بالأمسِ جادتْ فتاةُ الصوتِ مطربةً
وجادَ مِن حولها “إخوانُها” الرُسُلُ
صوتُ الملائكةِ التي ردّدتْ ونشوتُها
إنَّ الجَمالَ من الأصواتِ يُشتَمَلُ
يُسْتَطَابُ الصوتُ منها والسماعُ لها
وليسَ يَصْدُرُ منها العَيْبُ والخَلَلُ
باهى لبنانُ بلادَ العُرْبِ فاغْتَبَطُوا
حتى شَدَتْ فتَبدّى للمنتشي الأملُ
إذا بدا لكَ بابُ السعدِ في قَدَرٍ
فما الذي تَطْلُبُ الأقمارُ والدولُ
في صوتِهَا وافرُ السلوى وفي فَمِها
مِن ناصِعِ القَوْلِ ما يصبو له الجَبَلُ
في كُلِّ قُطْرٍ لها صوتٌ تُرَدِّدُهُ
وكلُّ بيتٍ فيهِ من لحنِهَا حُلَلُ
كالنَجْمِ بينَ نجومٍ لا يضرُّ بها
نقصُ النجومِ ولا يرتادُها الوَجَلُ
*-
جديرةُ المَدْحِ تدعو الربَّ عازمةً
على الغِناءِ فطابَتْ بَعْدَها الجُمَلُ
لا يَمْنَعُ البُعْدُ مَلْقاها وحفلتَهَا
إنَّ البراري إلينا طَيرُها يَصِلُ
(كفر ياسيف)