وفاء عياشي بقاعي ..من رحم ذاتها تولد القصيدة !


شاكر فريد حسن

وفاء عياشي بقاعي شاعرة فلسطينية متدفقة المشاعر والاحاسيس ، تعانق الحروف التي تنحاز لها ملكة الابداع ، تحتل مساحة بين النص الشعري الراقي الجميل الرقراق والاقصوصة وقصص الاطفال .

وهي تتمتع بحس وطني وقومي ، وثقافة عميقة واسعة وواعية ، انها تكتب القصيدة النثرية والومضة الشعرية ، والقصص القصيرة ، وقصص الاطفال ، بأناقة وجمالية فنية ، وكفاءة ومقدرة عالية .

تتمتع وفاء عياشي بقاعي بجرأة وشجاعة وثقة بالنفس ، فهي شخصية قوية وصريحة الى ابعد الحدود ، تقول رأيها دون خوف او وجل ، منفتحة على العالم والحضارات والثقافات الانسانية ، وتحمل في داخلها قيماً عليا ومبادئ سامية .

علاقتها بالحرف والكلمة الجميلة المرهفة هي علاقة حب وعشق ، قرأت كل ما وقع بين يديها من مؤلفات وعناوين شعرية وأدبية مميزة ومختارة ، وقد أدت مطالعاتها وقراءاتها المتنوعة الى صقل موهبتها الشعرية ، التي كانت تضطرم في اعماقها بتوقد وتوهج ، وتتحين الفرصة للانفجار الشعوري والتعبير .

وفاء عياشي بقاعي من مواليد كابول الجليلية سابقاً، وتقطن في طمرة . تحمل اللقب الأول في التربية ، وتعمل معلمة للغة العربية ، ومحاضرة للتربية لجيل الطفولة ، ومركزة للفعاليات الاجتماعية والثقافية .

تؤمن وفاء بالإنسان ، وحرية المرأة ، وحرية الابداع والتعبير والفكر ، محبة للوطن ، وعاشقة للقدس والاقصى والتراب الفلسطيني .

وقد تشكلت شخصيتها الثقافية من عدة ينابيع صافية ، وروافد ثرة وغزيرة ومتنوعة ادت بالتالي الى تشكل وعيها الثقافي والأدبي ، وتشكيل اتجاه جديد من التأليف والابداع الشعري والنثري والكتابة للاطفال ، بهدف النهوض بمستواهم الفكري الوجداني وتنمية القيم الجمالية والاخلاق فيهم .

وفاء عياشي بقاعي فلسطينية قلباً وقالباً ، تعتز بانتمائها وهويتها ، تجمع بين العاطفة والوطنية ، محملة بهموم الانسان الفلسطيني ، وتحرص على ابراز معالم الوطن الفلسطيني الضائع .

هي لا تكتب القصيدة وانما القصيدة هي التي تكتبها بإحساسها الدافئ وروحها المرهفة ، ومن رحم ذاتها يولد النص ، ولا يهم ان كان نثراً او شعراً.

وثمة موتيفات وموضوعات شتى في نصوص وكتابات وفاء ، فهي تعبر عن الذات والحب والعشق الوطني والوجع الانساني والهم الفلسطيني ، وتتفاعل مع الحدث السياسي اليومي ، فتكتب نصها باحساسها الدافئ ووجدانها المتدفق وروحها المرهفة وقلبها الشفاف المفعم بالاحساس والشعور الصادق العفوي .

كتابات وفاء عياشي بقاعي كلمات بسيطة عميقة وعذبة ، رقيقة اللفظ ، دقيقة الوصف ، صادقة التصوير ، خالية من التكلف والصنعة الشعرية اللفظية ،وملآى بالإيقاع الموسيقي الداخلي ، متسمة بالوضوح والرهافة والشفافية والرقة .

وقد صدر لها عدد من الكتب والمجموعات الشعرية وقصص الاطفال ، نذكر منها :”قزحية اللون ، ما وراء ديمة الشعر ، انثى المطر الاول ، وزرقاء اليمامة “.

ومن جميل شعر وفاء قصيدة ” اسمي والمدينة ” التي تقول فيها :

في مدينة بلا اسماء

تعتليها الجسور

سقط اسمي

بين الاسماء الغائبة

وحفيف ليلي يهوى

شذى المطر المنساب

في عيون جسور مسافرة

اسمي دون عنوان يقرأ

دفاتري مبعثرة الحروف

حبرها قاموس ابجدية

أنا لست أنا

ذلك الجسر المعلق

في تلك المدينة البعيدة

يأتي على جناحي

الشوق شوقاً

ينام في ظلال الف ليلة وليلة

شهريار يعد نجوم بياض السنين

في خصلات شعر العمر

ومدينتي همس صمتها

في الفؤاد

اسطورة حضور

اسمي حفيف سفر

دون عنوان يقرأ

فهل استدل على جسر مدينتي..؟؟

 

تعكس نصوص وفاء الشعرية والنثرية الحس الوطني والقومي لديها ، وتؤكد ان الشعر نبض وبوح وحياة ، وكائن يعيش ويبقى بالإحساس التلقائي والرؤى الخاصة .

وفاء عياشي بقاعي متألقة بين ظلال الشعر ، وتحلق في سماء الابداع ،تعشق الوطن وتتماهى مع قضايا وهموم شعبها ، وهي كطائر الفينيق تفرد جناحيها على مساحات ارض ” الدامون ” المهجرة ، بلد عائلتها واهلها ، فتشدو غناءً جميلاً ، وتبشر بالفجر والفرح القادمين ، وترنو الى ” المارد العربي” حالمة بقيامة الأمة ، مشاركة بالشعر في معركة الحرية والخلاص والعودة ، مدججة بالرؤيا الحالمة والأمل والتفاؤل .

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .