يعد المطرب الكبير الأستاذ داوود عيلبوني أحد رواد الغناء والطرب في بلادنا، فلطالما اتحفنا واطربنا خلال حفلات الأعراس والأفراح، حيث أنه يتمتع بحنجرة قوية وصوت جبلي خلاب جميل مميز.
داوود عيلبوني من مواليد قرية عيلبون العام ١٩٣٩، عمل معلمًا للموسيقى الشرقية في وزارة التربية والتعليم لعشرات السنين في عدد من الأماكن العربية في الجليل، وقاد فرقة موسيقية شملت فريقًا للرقص الشعبي والدبكة، وشاركت فرقته الفنية في العديد من المناسبات والمهرجانات، وهو يجيد العزف على عدة آلات موسيقية شرقية منها العود والكمان والقانون وغيرها. وقد لحن وغنى مجموعة من الاسكتشات المحلية الرائعة.
وما يميز داوود هو ذوقه الفني الذي تجلى بانتقائه لنوعية الأغاني الطربية التي كان يؤديها بصوته العذب، فكان يقدم اللون الطربي الشعبي لعمالقة الطرب في الوطن العربي، أمثال قديس الطرب الصوت الجبلي المرحوم وديع الصافي وغيره من مطربي الزمن الذهبي في لبنان وسورية ومصر ، اضافة للنصراويات والأغاني الشامية.
ولعل نجاح الفنان داوود عيلبوني يعود الى ذوقه الفني الرفيع، وخامته الصوتية وقدراته الغنائية، فضلًا عن المكان الذي عاش وترعرع فيه، وهو بلده الهادئة الوادعة عيلبون، التي يميزها الذوق الطربي، فمعظم أهلها يعتبرون من المستمعين المتميزين للطرب الأصيل الراقي، ومن بطنها خرج نجوم الفن والغناء الجبلي ورواد الميجانا والعتابا، ومنهم المرحوم عطا الله شوفاني ونجليه وديع وجميل شوفاني، وجهاد عيلبوني وجواد سرور، وعازف العود ابراهيم عيد، وعازف القانون الأستاذ هاني سويد وابنه صافي سويد والفنان نزار زريق، وسواهم ممن لا تحضرني أسماءهم في الذاكرة الآن.
داوود عيلبوني مطرب غنى وتغنى على أوتار فن الزمن الجميل، كان لأدائه وموهبته الفذة اللبنة الأولى نحو تميزه وحضوره الفني الذي لفت الانتباه.
داوود عيلبوني الذي ما زال على قيد الحياة، يتنفس الغناء، ويعيش بين أقرانه وأحبابه وأصدقائه وأهله في بلده ومسقط رأسه عيلبون، ألف تحية لك على ما قدمته للحركة الفنية والغنائية في البلاد، متمنيًا لك عمرًا مديدًا، فعطر أغانيك سيبقى يعبق في سمائنا، ومزيدًا من الرسوخ والثبات في أرض الوطن والتمسك بأغاني الزمن الجميل، نقاء وصفاء الأغنية ورقة الصوت ودهشة الأداء.