حلّ عيد الحب هذا العام واسرائيل تعيش حالة حب لم تشهد لها مثيلا، سواء داخليا أو خارجيا على صعيد العلاقات الدولية، خاصة بعد انتخاب الرئيس الأشقر السمين ترامب في الولايات المتحدة، بعد ثماني سنوات من رئاسة الرئيس الأسود الهزيل أوباما، والحب أنواع وأشكال وفيه ألوان منوعة ومزركشة، كي تسعد قلب امبراطور اسرائيل الجبار الأبدي ابن نتنياهو المعظم، حفظه الله وسدد خطاه.
عشية العيد قدم نتنياهو المعايدات، وكانت أولى المعايدات لأقرب الناس اليه زوجته ورفيقة حياته في الحلال والحرام. فكر كثيرا نتنياهو وانتقى أحلى الأفكار وحزم أمره واتخذ القرار، قرر أن يقدم لزوجته سارة مفاجأة دون أن تبدر منه اشارة. اقترب بنيامين من أذن سارة وأسرّ لها همسا: قررت أن أهديك الملف! دهشت سارة واستغربت ونظرت اليه نظرة، وقالت: هات من الآخر وبدون دوران أو لف. فاستوى بيبي في جلسته ورسم ابتسامة مصطنعة بشفتيه: عزيزتي، بمناسبة عيد الحب وبدون مقدمات، أهديك الملف اللعين ملف المشتريات، فأنت تعلمين أنه اذا وقعتُ لن أبقى وحدي أما اذا وقعتِ أنت فسأنتشلك بيدي. فنحن اعتدنا أن نتورط ونخرج كالشعرة من العجينة، لذا بادليني التهمة وسأحرص على انقاذك من تحت السكينة. فقفزت سارة من مكانها، وعانقت زوجها وماءت: بيبي حبيبي انت مصيبة، طبعا سأقول أني أنا سارة من اشترت النبيذ والسيجارة، طبعا أنت لم تعرف أني أتلقى الهدايا، فأنت رئيس حكومة مشغول بالقضايا، تحضر مرهقا لتناول العشاء، ترى النبيذ وتشربه كالدواء ..ولينفلق كل المحققين ومعهم القضاة اليساريين.
وبات الحبيبان النتنياهو مع فضائحهما، وهما مطمئنان بأن اليمين سينقذهما، سيخرج للتظاهر في الشوارع والساحات، حتى يخضع القضاء ويخنع للاملاءات.
وفي اليوم التالي أفاق بيبي وفي رأسه فكرة مبتكرة، دعا خصمه وحليفه اللدود كحلون ليرافقه في جولة شعبية لتناول الحمص والشوارما ليغطي على فضائحه العلنية والسرية، وأعلن له عن حبه له وتفضيله على سائر وزرائه وقال له: عزيزي بل حبيبي كحلون، يا أعز عليّ من العيون، اني اخترتك شريكا في عيد الحب، وسأزرع الغيرة في قلوب من أحب، وأثبت للجميع أننا نحب الفقراء، نأكل معهم ونشرب معهم ونقاسمهم الغذاء، وأقسم أني لن أسرق بعد اليوم تعبهم ولعن الله سارة التي أبعدتني عنهم. فلم يستغرب كحلون ولم يندهش فهو عرف نتنياهو عن قرب، وعرف وفاءه لوعوده.
ويبقى الحب الأبدي بين اسرائيل والولايات المتحدة، وكم كان سعيدا نتنياهو بعيد هذا العام، حيث خلصّه الأمريكان من أوباما وأحضر له ترامب على طبق من ذهب، فكان من الطبيعي أن يسافر بيبي لملاقاه حبيبه في عيد الحب. ولم يوفر ترامب عبارات الحب والثناء على صديقه الاسرائيلي حيث تبادلا مشاعرهما تجاه بعضهما براحة وصفاء، خاصة وأن ترامب كشف عن وجود بينهما للكيمياء: نتنياهو شخص جيد ويريد فعل الشيء الصحيح لاسرائيل، ويريد صنع السلام يريده من أعماق قلبه العليل. وبما أني أحب جدا اسرائيل فأنا لا أريد التنديد بها خاصة في هذا اليوم الجليل. أنا أعرف اسرائيل جيدا وأحترمها وأحبها وهي مرت بفترة صعبة مع سلفي الذي مقتها. أنا أحب اسرائيل والاسرائيليين، وأنا أريد السلام لصالح المستوطنين. لكننا نعلن أن السلام هام للطرفين، حتى لا يلومنا العشاق في عيد الفالنتاين.
وتلقى بيبي الهدية بافتخار، وأسدل على وجهه علامات الوقار: عزيزي ترامب أيها الكاوبوي الأشقر، كم اشتقت لك ومقتّ سلفك الأسمر. فأنا أحب الشقر وأنت تعرف أن سارة شقراء، وابني أشقر ووسادتي شقراء. أشكرك أنك تفهمني وتحبني، وأنا أحب من يحبني وأكره من يكرهني، ودعنا اليوم نشرب نخب حبنا، ولنترك للغد كل ما ينغص أمرنا.
فشرب الاثنان الأنخاب وأغلقا عليهما الباب..
(شفاعمرو/ الجليل)