رسالة إلى الأستاذ سعيد نفاع وعموم أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل هادي زاهر

 

חדש פלפון וופאא 026

أخي سعيد أسعد الله أوقاتك أيًا كانت،  صباحًا عصرًا أو مساء، لقد كنت مدركًا لما سيؤول إليه الأمر قلت: تعالوا يا أهلي الأحباء ولا تخشوا، أنا سأتحمل المسؤولية  ولن تهبط على الأرض السماء.. أردت أن تحقق لأهلك حاجة إنسانية.. وإن كلفك ذلك غاليًا، هذه هي شيم العظماء.. لقد هنأت عشيرتك من هذا العطاء.. فأنت إن سُجنت لم يكن ذلك لأنك سرقت أو قتلت وإنما لأنك ضحّيت، لأنك أعطيت، أعطيت هذا العطاء الروحي الذي لا يفهم كنهه السفهاء  لأنك تحديت كل جهات الظلام لأنك أخرجت الأرنب وأدخل مكانه الرئبال في قلوب البسطاء فكيف تفعل ذلك يا سعيد وقد خططوا عقودًا لنبقى في جيوبهم الصغيرة.. لنبقى  جبناء؟

سعيد يا نيالك.. يا نيالك، اشرئب بعنقك وشوف حالك.. دعني أُسجن بدالك “وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل” وخسئت كل الجراثيم والأوباء.

تنهش عقولهم وقلوبهم الأحقاد.. الشجع .. شهوة العدوان.. الرغبة في سرقة الأرض والبغضاء.. يبطشون بكل من حولهم، وعندما يتاح لهم المجال ينهشون في لحم (الأصدقاء).. لا يملكون الحد الأدنى من الضمير.. لا أمانة لهم لمن قدم لهم عطاء.. عندما يتعلق الأمر بنا، يحرمون الابن من مقابلة أمه وأباه؟ يحرمون لقاء الشقيق مع الأشقاء؟.. بربكم أوليس هذا قمة الاحتقار والاستهزاء؟ لماذا يسمحون للجميع زيارة أهاليهم في الدول العربية إلا نحن؟ وأكرر سؤالي على الأذلاء من بيننا: كيف ترضون بذلك.. أين هي شجاعتكم، أين الكرامة والإباء؟

نحن قلب العروبة النابض أبى من أبى وشاء من شاء..  ويشهد  شوقي الأمير وابراهيم شاعر النيل والرصافي شاعر دجلة وعبود من وضع النقاط على الحروف والقروي شاعر الفقراء.. يشهد التاريخ..  تشهد الأرض المرتوية بدماء الشهداء.. لن تثنينا الصهيونية أو زمرة ساقطة مارقة من بيننا ارتضت بالإهانة والانكفاء.. لن تثنينا عن التمسك بجوهر الهوية والانتماء.. ويشهد كل المؤرخين الشرفاء:

” لا يمكن دراسة تاريخ الشرق الأوسط دراسة موضوعية بدون أن يدرس تاريخ الدروز”

يا أعداء المسطرة.. يا أعداء الزيتون والأضواء.. أن من أرسلهم عطوفة المغفور له سلطان الطرش لمحاربتكم بقوا هنا بعد أن أغلقت الحدود وهم اليوم يعدون بالآلاف ومن حقهم الطبيعي زيارة أهاليهم في جبل العرب.. في محافظة السويداء.. قاهرة المستعمرين الأعداء.. من حقهم الطبيعي زيارة أهاليهم ليرتمي الابن في حضن والدته إذا كانت ما زالت  من بين الأحياء، ليقبل يديها ووجنتيها ليذرف دموع الفرح الممزوجة باللهفة والأشواق، من حقه أن يعانق والدة والأشقاء، ويطبع على جباههم قُبل حب متدفقة من قحط الروح، ومن قحط الرأس، ومن قحط القلب.. هذه هي قوانين الطبيعة.. هذا هو قانون الحياة التي شوهتموها بأطماعكم وخسئت قوانينكم الجر باء

تخلقون الإرهاب.. تدعون محاربته ثم  تدعمونه في السراء والضراء؟!! من كل العوالم تبغون الهناء.. تريدون أن نحارب  إلى جانبكم، أن نحارب أهلنا وفي نفس الوقت تسلبون أرضنا وتدعمون كل الأعداء.. تقدمون ل “داعش” و”جبهة النصرة” العتاد والدواء. لارتكاب المجازر والفحشاء.

أبناء عشيرتي الأحباء.. إن الصهيونية  ابتزاز لكل البشرية.. إنها قذر.. زبل.. ووباء.. ونحن نمير بين الصهاينة واليهود فهناك من اليهود الكثير من الشرفاء..

إن العالم بدون “جبهة النصرة” و”داعش” و”الصهيونية” ومن لف لفهم أكثر نظافة.. جمالًا ونقاء، فلا تدعوهم يغررون بكم بمعسول الكلام عن المحبة والوفاء.. فهم عندما يبغون منكم مصلحة يعانقونكم.. يطبطبون على ظهورك، ويكثرون من عبارات الثناء، لكن عندما تنتهي مهمتكم لا يتنازلون إن استطاعوا أن يمتصوا من شرايينكم الدماء.

يخطئ من ظن يومًا أن الصهاينة بشر  ..  إنهم لا يحملون من الإنسان سوى الكساء!!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .