استضافت جمعية بيت الصداقة في مدينة طمرة وضمن فعاليات ” اذار الثقافة ” معرض رسومات زيتية بعنوان “لوحات من الدامون للفنانة الدامونية – الكابولية سلوى عثمان وذلك بحضور مميز من المهتمين بالفن من سكان المدينة والمنطقة.
هذا والقيت عدة كلمات التي اشادت بالجهد الرائع للفنانة سلوى عثمان من اجل ابراز معالم وتراث مسقط رأس والديها، “قرية الدامون“، فالفنانة التي تقطن اليوم بكنف عائلتها في قرية كابول العامرة تمر بشكل يومي بالشارع المحاذي لاطلال القرية التي هجر اهلها منها قسرا، ليس لأي ذنب الا لأنهم فلسطينيون، ومن هنا كانت خلجات قلبها تحن لهذه الارض كيف لا وهي القرية التي كانت عامرة بأهلها، وكان سكانها يعيشون بهداة البال، بالرغم من شغف العيش وقلة الموارد، وقد إستمعت كثيرا لقصص وحكايا الدامون، ما يؤلم، وما يسعد، من والديها وأجدادها، وهم يتغنون ببلدهم، إذ كانت بلد آمنة مطمئنة، فتمكنت ريشة الفنانة سلوى من خلال ريشتها غزل ونسخ اجمل اللوحات لتوصل محبتها لقريتها، وبنفس الوقت تناشد كل من يشاهد اللوحات من زيارة الدامون وان يظلوا اوفياء لتلك الايام الجميلة، والتردد على الدامون كما هي، والرويس شقيقتها كما هي، البروة وميعار وغيرهم والقائمة طويلة لتصل الى 531 قرية وعزبة تم تهجيرها.
ولسان حال الأعمال الفنية هي نصرة لشعبها الفلسطيني وتجسيداً لمعاناته باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي يملكها الفنان للتعبير عن تضامنه مع نفسه وع أبناء شعبه ومع قضيته وبطريقة يستطيع الجميع فهمها واستيعابها، لكنها مع ذلك متمسكة بالأمل رغم خذلان العالم لقضيتها، ولشعبها.
فالفنانة سلوى عثمان لا تزال تنمي تلك الموهبة وجعلها وسيلة للتعبير عن تجليات الحياة اليومية برسومات لا تكاد مئات الكلمات تعبر عن محتواها في استخدام ذكي لرسالة الفن وتسخير كل الامكانيات لتذكر الماضي والذي هو إرث حضاري ميز المنطقة التي تنتمي إليها، فكانت في البداية موهبة لديها ، ولم تتوقف بل درست الفن على اصوله في كلية مركز الجليل في سخنين، وتتلمذت على يد فنانين كبار، وشاركت بالعديد من المعارض الفنية في البلاد.
وتعتقد عثمان ان الفن لا يرتبط بزمان أو مكان معينين وإنما هو وسيلة أساسية للتعبير عن مكنون النفس ويستطيع الفنان بأنامله وريشته التعبير عن أي حدث أو واقع برسوم وأشكال فنية غاية في التعبير والاختصار، وكيف اذا كان هذا الفن يرتبط بشكل وثيق بما يختلج بالقلب والنفس، ويتعلق بالموطن والجذور.
ومن بين من تحدثوا في افتتاحية المعرض كانت الشابة والمتطوعة دعاء حمادة والي تحدثت باسم إدارة برنامج “آذار الثقافة” فتطرقت الى معاني أذار ورسالته للعالم، رسالة الارض والام والمرأة وعن الفعاليات التي ينظمها بيت الصداقة، والذي يأتي هذا المعرض للرسامة سلوى عثمان في احدى محطاته المميزة، فكانت ايضا المسرحية ومعارض التحف الفنية، والافلام الهادفة واصدارات الكتب والكتابات الابداعية، وصلاة الجمعة على ارض الرويس.
أما الكاتب محمد علي سعيد “أبو علي” فقد ألقى كلمة معبرة تحدث فيها عن المعرض وتؤكد اللوحات اننا امام فنانة وطنية مميزة لاستحضار الغائب، واللا موجود والتوثيق هو عمل حضاري، وطني، وحبذا لو تخصص سلطاتنا المحلية ان تخصص وظائف للأرشفة والتوثيق، فنحن شعب لا نوثق ولهذا قام الغير من الصهيونية والرجعية العربية المنحازين للجهل العربي بتجهيل ألأمة ومن خلال مشاهداتي للوحات المعرض، فهي تختص بالدامون، فهو معرض الطبيعة والانسان ولوحات الموقف.
المحامي نضال عثمان مدير مركز بيت الصداقة أشاد بالمعرض الذي تزامن مع مناسبات آذار والذي جسد الأرض والمرأة وألأم داعيا الجمهور الواسع لزيارة المعرض والتمتع بمشاهدة الأعمال الفنية التي وثقتها ريشة الفنانة سلوى عثمان.
كما وقدم المهندس زياد ظاهر محاضرة قيمة وشيقة حول الارث العمراني لظاهر العمر في فلسطين.