حتى ولو لم يبق أي رابط بينن الأقلية العربية فيما بينها، حتى ولو انجرفنا مع الطائفية ووقعنا في كل مكائد التفرقة من اجل السيادة وتناحرنا فيما بيننا وتناسينا كل ما جمعنا ويجمعنا، رغم كل هذا نبقى في نظر المؤسسة جسم واحد لكنه مريض ومتفكك كما عملت هي من اجله وكما نحن استجبنا لها، سئمنا ومللنا من طرح هذه المسائل لكن دون جدوى، كل الاحداث الأخيرة التي عصفت بنا من هدم المنزل في العراقيب وحرفيش والمنازل في قلنسوة وام الحيران وامر الهدم في يركا وعسفيا ،المضايقات على الأقلية العربية تزداد وتيرتها بعد أي مأزق يواجهه رئيس الحكومة نتنياهو، تنكيل واهانه العرب هو ملاذه الآمن للخروج من محنته الهدف منها محاوله دفن فضائحه واشغال الرأي العام بأمور اخرى، وأيضا اشباع رغبه اليمين المتطرف برؤية اذلال العرب خاصة بعد نكسة عامونا ،هناك كانت كما هي العادة محاوله سرقة ارض خاصة تعود ملكيتها للعرب لكنهم ارغموا قانونيا على هدم بيوت المستوطنة لأنها بيوت غير مرخصه والأرض مسلوبة ، مع كل هذه المخالفات قامت الدولة بتعويض كل مستوطن بمليون شيكل بالرغم من عدم قانونيتها واعطائه حلول بديله، لم يبق أي مسؤول الا وسمعنا نحيبه على هؤلاء السارقين ،اما تعاملها مع مواطنيها غير اليهود المخالفين الذين لا يملكون أي بديل لحل ازمة السكن طبعا هدم بيوتهم المبنية على ارضهم وارض اجدادهم وتغريمهم غرامات ماليه تفوق قدرتهم وشلهم اقتصاديا ومن غير ان تقدم أي حلول لهم ،وكأنها تنتقم من مواطنيها العرب!!!.
منذ قيام الدولة حتى الان نسبيا تضاعف العرب اكثر من اليهود لكن لم تبنى أي بلده عربيه جديده ولم تتوسع المسطحات التابعة لنفوذ السلطات العربية الا قليلا والبنيه التحتية لا تفي بالمطلوب ومستوى الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن ضعيفة ، بينما أقيمت اكثر من 700 بلده يهودية بكامل احتياجاتها!!!!، من الصعب وجود فوارق طبقيه واضطهاد اتني في دول ديمقراطية مثل الذي يحدث لنا ، بالرغم اننا أصحاب الأرض وسكانها الاصليين لكننا عاجزين عن استغلالها كما تقتضي حاجتنا بحجه القانون لأنه شرع خصيصا من اجل تقيدنا ، هناك عدة اسأله تطرح نفسها من حسرتنا ومن امتعاضنا سألت كثيرا من قبل لكن من دون أي جواب لو ان الغرب يتصرف مع مواطنيه اليهود كما تتصرف الدولة مع مواطنيها العرب كيف سيكون رد الحكومة والشعب الإسرائيلي؟ لماذا اليهودي الإسرائيلي المهاجر الى ايه دولة في العالم بصوره قانونية يحصل على كل حقوقه كامله من الدولة المستقبلة دون ان تجبره بأية خدمات ولا تقيده بشيء وتسهل له ولغيره المسكن وجميع الوسائل الإنسانية الأخرى، ونحن أصحاب الدار لأصليين محرومين من قسم كبير منها؟ هذه اللكمات المتتالية التي تلقيناها لم تؤثر علينا لنغير المعادلة ولو قيد أنملة!!! لم تغير من التفكك الحاصل بشيء، رغم ما يحصل ما زال البعض منا متحالف مع اليمين المتطرف من اجل ان يحفظ له كرسيه يدافع عن همجيتهم ويتكلم بلسانهم ضد أبناء مجتمعه!!! واخرين تركوا عروبتهم وساروا في طريق الطائفية لهم اجندتهم ومؤسساتهم الخاصة لا يلتقوا مع الاخرين (العرب) الا إذا اقتضت حاجتهم لذلك! واخرين يدعون القومية ولا نرى منهم الا الكلام الاستفزازي وسقفهم بحجم استفزاز الاخرين.
هذا حالنا بين ظلم المؤسسة لنا واستغلالنا لمفهوم الديمقراطية ليغني كل على ليلاه.
لن تأتي الحلول من السماء ولن يتدخل أحد من اجلنا لا الجامعة العربية ولا هيئه الأمم المتحدة ولا ايه منظمه انسانيه أخرى لأننا لا نعني لأحد بشيء، كل قد غسل يديه من هذه الأقلية المنسية، ما هو مطلوب ويرجى عمله من القيادة وأعضاء القائمة المشتركة ورؤساء السلطات المحلية عمل أي شيء خارج عن الاحتجاج المألوف مثل ثوره سلمية او استقالات جماعيه حتى تغير القوانين المقيدة وابطال الغرامات التعسفية، الوضع الذي نحن فيه أيضا هو فشل القياد، عندما يفقد القائد قدرته على العطاء وتفشل مقاومته على منع رد الأذى عن رعيته الطريق الوحيد الذي يحفظ له هيبته هي الاستقالة. نعلم انه ليس بوسعكم ابطال هذه السياسة لكنكم عنوان هذه الجماهير وعليكم تحمل المسؤولية (ان ما كبرت ما بتصغر) لا بديل الا ان نكون مواطنين متساوين وفق الأنظمة الدولية المتقدمة لا وفق رؤية مركز الليكود ورؤية مشجعي بتار يروشليم وزعران اليمين.