كشف تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن حجم الانتهاكات الفظيعة التي يرتكبها تنظيم داعشبحق النساء المختطفات في المناطق السورية والعراقية الخاضعة لسيطرته، مما دفع بعض المحتجزات الكرديات إلى قتل من “اشتراهن والانتحار”.
وتكشف الممارسات غير الإنسانية عن الانحطاط الذي بلغه التنظيم المتشدد، الذي يعمد عناصره إلى “شراء سبية أو عدة سبايا” ومن ثم يعرض “بيعهن” على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال نشر “صورة السبية ومالكها وثمنها”، وفقا للمرصد.
وقال المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، إنه نجح في توثيق هذه الممارسات بفضل “معلومات حصل عليها من عدة مصادر موثوقة”، تؤكد أن المتشددين يحتجزون الفتيات والنساء في سجون، قبل أن يعمدوا إلى المتاجرة بهن واستغلالهن أبشع استغلال.
وتتطابق المعلومات الواردة في تقرير المرصد السوري مع تقارير كانت منظمات حقوقية قد نشرتها عن معاناة النساء اللائي اختطفن من المتشددين قبل أن ينجحن في الإفلات من براثن داعش، ويروين شهادات مروعة عن اغتصابهن واستعبادهن.
وكانت منظمة “يزدا” الإيزيدية العالمية، ومقرها الولايات المتحدة، قد أنشأت مركزا في مدينة دهوك العراق لمساعدة النساء والفتيات، اللائي نجحن في الفرار من التنظيم المتشدد، على التعافي مما تعرضن له من استعباد، بغية العودة للاندماج في الحياة مجددا.
وعمليات “بيع وشراء” المختطفات باتت “تجارة” مربحة تدر “مبالغ مالية كبيرة” على داعش، حسب المرصد الذي أشار إلى تقرير أصدره في يونيو الماضي كشف أن التنظيم “باع” 42 إيزيدية “بمبالغ تراوحت بين 500 إلى 2000 دولار أميركي”. لكل مختطفة.
وحسب المرصد، لم يكتف التنظيم بالمتاجرة بالمختطفات، بل عمد الشهر الماضي إلى “توزيع سبية في ريف دير الزور الشرقي لكل عنصر من عناصره الراغبين بالزواج، والذين أصيبوا بعاهات خلال المعارك” وعمليات قصف على مناطق سيطرته في سوريا.
واللافت في تقرير المرصد، أن داعش “لم يأمن السبايا الكرديات لكونهن يقمن بقتل من اشتراهن والانتحار”، الأمر الذي دفع التنظيم إلى “سجنهن في سجون خاصة وعدم بيعهن أو تزويجهن أو تحويلهن لخدم في المنازل أبدا”.