ليست المرة الأولى التي يتفاعل فيها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مع العرب الدروز في فلسطين المحتلة، فهو سبق أن قاد حملة سياسية واسعة النطاق على مدى سنوات للتأكيد على موقعهم الوطني والقومي والعروبي في مواجهة المحاولات المتواصلة للإحتلال الاسرائيلي لسلخهم عن محيطهم الطبيعي والتاريخي.
والأكيد أن النداء الأخير الذي وجهه جنبلاط إلى دروز فلسطين الخميس وأشار فيه إلى أن “الظرف الحالي يحتم على العرب الموحدين الدروز تثبيت هويتهم العربية وإنتماءهم الوطني والقومي الفلسطيني”، لن يكون النداء الأخير من نوعه.
فلقد نشرت الصحافة الإسرائيلية الجمعة ردود بعض الصغار الصهاينة الذين يشتهرون بعمالتهم لإسرائيل. فماذا يمكن توقع من شخصٍ شغل منصب نائب وزير الخارجية الإسرائيلية سابقا ووقف مع الإحتلال ضد شعبه؟ وماذا يمكن لنائب سابق في حزب صهيوني أن يقول إزاء إصدار مواقف تناقض صلب مشروعه وعمله السياسي والاستخباراتي.
الأكيد أن كلام رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط يترك أثراً كبيراً في أوساط العرب الدروز الفلسطينيين الذين يدركون تماماً أن المشروع الإسرائيلي لتميزهم وفصلهم عن مجتمعهم من خلال بعض “الامتيازات” الوهمية ليس إلا ذر للرماد في العيون!
لقد توسعت الحركة الوطنية في صفوف الموحدين الدروز ولن تعيقها بعض أصوات النشاز من هنا وهناك. لذلك، ستبقى دعوة جنبلاط للعرب الدروز في غاية الأهمية للإفادة من هذا الظرف علّ المشاركة الكثيفة والموحدة في هذا الإستحقاق تشكل مدخلاً لإحداث تغيير جذري في الواقع والمستقبل.
أما صغار الصهيانة فلا يستحقون أكثر من هذا الرد!