قامت جمعية “مواطنون من أجل البيئة” بالتعاون مع الائتلاف لصحة الجمهور, بنشر تقرير جديد، وصل موقع الوديان نسخة منه، تناول مقارنة معطيات سجل الانبعاثات (PRTR) بين سنة 2013 وسنة 2012 حول تلوث البيئة في منطقة خليج حيفا. ويؤكد التقرير أن نسبة التلوث الصناعي في منطقة حيفا في ازدياد مستمر وذلك بعكس ما تدعيه السلطات.
هذا ويعتمد التقرير على تحليل ومقارنة كمية المواد الملوثة التي انبعثت للهواء, لمصادر المياه (نهر/بحر) ولشبكات الصرف الصحي والنفايات, وفقا للتقارير السنوية التي قدمتها المصانع لسجل الانبعاثات والتحويلات للبيئة (המפל”ס) كما يلزمها قانون سجل الانبعاثات (חוק הגנת הסביבה (פליטות והעברות לסביבה – חובות דיווח ומרשם), התשע”ב – 2012).
واضاف التقرير أن منطقة حيفا تحوي العدد الأكبر من المصانع ومصادر التلوث الملزمة بتقديم تقارير سنوية لسجل الانبعاثات: 21 مصنعا, 6 منهم احتلوا مؤخرا المراتب الأولى في قائمة الشركات الأكثر تلويثا في الدولة التي نشرتها وزارة حماية البيئة!
وعليه, فقد تمت مقارنة المعطيات لسنة 2013 التي نشرت في يناير 2014 مع المعطيات لسنة 2012 بهدف الإجابة عن السؤال المركزي: هل منطقة حيفا موجودة فعلا في مسار لتخفيض نسبة التلوث العام كما تدعي سلطات حماية البيئة (اتحاد مدن خليج حيفا ووزارة البيئة) ؟
الجواب هو لا, وذلك استنادا على تقارير المصانع نفسها حيث يبين التقرير ما يلي:
- ارتفاع كمية المواد الملوثة العامة المنبعثة للهواء سنة 2013 بنسبة 8% مقارنة بسنة 2012 لتصل الى 4,171,839 طنا من المواد الملوثة .
- ارتفاع كمية المواد الملوثة التي يتم تحويلها مباشرة للبحر بنسبة 62,939% خاصة من محطة توليد الكهرباء التابعة لشركة الكهرباء.
- ارتفاع كمية النفايات الخطرة الصادرة عن المصانع بنسبة 29% وبالمقابل ارتفاع بسيط بنسبة النفايات المعالجة (36% سنة 2013 و 32% سنة 2012).
- هبوط كمية المواد الخطرة العامة التي تقوم المصانع بتحويلها مباشرة الى نهر المقطع (القيشون) من 82,000 طن في سنة 2012 الى 75,223 طن في سنة 2013 (9%) ولكن مقارنة كميات المواد المحولة تظهر أن كميات تحويل 22 مادة من بين 30 مادة قد ازدادت بنسب متفاوتة تصل 1001%.
- قام معمل تطهير الصرف الصحي في حيفا بتحويل 554,317 كغم .
- يذكر أن تحويل هذه الكميات الهائلة يتم بمصادقة وزارة الحماية البيئة التي أعلنت سنة 2005 عن بدء ترميم نهر القيشون ووقف تلويث المصانع لمياهه!!
- ارتفاع حاد في كمية المواد المنبعثة جراء حادث/خلل بنسبة 300,019%! لتصل الى كمية 615,244 كغم سنة 2013 – 554,317 كغم من المواد غير المعالجة لنهر القيشون و 60,927 كغم للهواء !
من جانبها ابنة البقيعة والرامة المحامية جميلة هردل واكيم ـ مديرة مشاركة في جمعية مواطنين من أجل البيئة قالت:
“علينا قراءة هذه المعطيات على ضوء الإحصاءات السنوية المقلقة حول ارتفاع نسبة الامراض الخطرة والسرطان في منطقة حيفا وعكا مقارنة بباقي المناطق في الدولة، وأيضا على ضوء المعطيات المكملة لمعطيات سجل الانبعاثات التي نشرتها وزارة حماية البيئة في بداية السنة والتي تؤكد من جديد أن مصدر التلويث الرئيسي في منطقة حيفا هو المصانع، بخلاف الوضع في باقي المدن الكبرى حيث تشكل المواصلات مصدرا رئيسا للتلوث فيها.
صحيح أننا نلاحظ انخفاضا في نسبة بعض المواد منذ سنة 2013 وحتى اليوم ولكن هذا “الإنجاز” حدث بفضل انتقال المصانع الكبيرة لاستعمال الغاز الطبيعي وليس بفضل تشديد السلطات على مراقبة القوانين وتطبيقها ولذلك فإن كمية المواد الخطيرة غير المرتبطة بنوع الطاقة المستعملة، في ازدياد مستمر.”