وفد من الدروز السوريين يزور إسرائيل وسط معارضة شديدة من وجهاء الطائفة في سوريا

عبر وفد يضم نحو 100رجل دين من الدروز السوريين خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتل إلى إسرائيل الجمعة، في أول زيارة من نوعها منذ حوالي خمسين عاما وتتضمن الصلاة في مقام النبي شعيب في حطين قرب مدينة طبريا.

ووصل الوفد في ثلاث حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وتوجه شمالا للقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف. ث في بلدة جولس قضاء مديمة عكا

وكانت قد كشفت تقارير أمس عن مساعٍ إسرائيلية مكثفة لترتيب زيارة 100 شخصية درزية من قرى القنيطرة وريف دمشق الجنوبي الغربي كحضر وعرنة إلى الجولان المحتل، للقاء الشيخ موفق طريف، وذلك بالتنسيق مع جيش الاحتلال.

وقال الشيخ موفق طريف، في حديثه لوكالة رويترز إن الزيارة ستكون الأولى منذ نحو 50 عاماً، حيث جاءت مجموعة منهم مباشرة بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، مضيفاً أن “الطائفة الدرزية بالكامل تعتبر غداً عيداً تاريخياً بعد غياب دام عقوداً”.

وفي هذا الصدد صدر بيان عن أهالي قرية حضر الدرزية في سوريا يدين هذه الزيارة، وجاء فيه: “نحن أهالي وعائلات قرية حضر نُعرب عن استنكارنا الشديد للزيارة التي يقوم بها بعض المشايخ إلى فلسطين المحتلة تلبيةً لدعوة من بعض الجهات الموالية للاحتلال في الداخل الفلسطيني”.

وأضاف: “إن إسرائيل التي لم تكن يومًا حريصة على حقوق الأقليات، تستغل هذه الزيارة الدينية كأداة لزرع الانقسام في الصف الوطني وتسعى لاستخدام الطائفة الدرزية كخط دفاعي لتحقيق مصالحها التوسعية في الجنوب السوري. لم ولن ننسى الجرائم والانتهاكات والجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق أهلنا في الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة. وعليه نؤكد أن هؤلاء المشايخ لا يمثلون إلا أنفسهم، ونشدد على أن انتماءنا الوحيد لطائفة الشعب السوري الأبي”.

ونقلت صحيفة “العربي الجديد” القطرية عن أحد وجهاء قرية حضر: “إن دعوتنا للجولان محاولة لضعضعة هويتنا السورية. نحن لسنا ورقةً في يد الاحتلال. دماء شهدائنا من الجولان والقنيطرة تربطنا بالأرض، وليس بأحد آخر، نحترم الشيخ طريف لمكانته الدينية في الطائفة، لكننا نعتبر أننا لنا انتماءنا الوطني وله انتماء آخر من حيث السياسة وهذا الأمر لا يعنينا”.

وأشار إلى أن “من يريدوا تلبية دعوة الزيارة فهم أحرار وهم قلائل، وليسوا من الوجهاء أصلاً، ولكن لن نسمح أن يكون ذلك وصمة عارٍ على الطائفة”. وأوضح أن “هناك آخرين من أبناء قرى القنيطرة من باقي الطوائف في سورية متحمسون للذهاب للعمل في الأراضي المحتلة، وأنا لا ألومهم رغم رفضي الشخصي القاطع لذلك كونه استغلالاً إسرائيلياً واضحاً لحاجات الناس الفقراء، إنما ألوم الحكومة في دمشق وتهميش المحافظة، وترك الأهالي فيها يلقون مصيرهم ويواجهون الاحتلال عزّلاً منفردين، وكأننا لسنا مواطنين من هذه البلاد”.

ويذكر أنه قرية المعلقة بالقنيطرة، رفض الأهالي قبل نحو شهر استلام شحنة مساعدات إسرائيلية قدمتها قوة عسكرية مدرعة، فيما دخل مختار القرية خضر العقلة بسجال مع دورية الاحتلال، وقام بطرد الجنود بقوله: “اخرجوا من أرضنا. المساعدات لا تغسل عار الاحتلال”. وتكرر المشهد في قرى الدواية والسويسة وعرنة، حيث أحرق الأهالي هذه المساعدات ومنهم من لم يسمح للقوات الاسرائيلية بإدخالها لمنطقته أبداً.

وكان قد نفى مصدر مطّلع في محافظة السويداء، أمس الخميس، أي تنسيق من أي طرف في المحافظة مع الجانب الإسرائيلي، بعد أنباء عن زيارة سيجريها نحو 100 من شيوخ الطائفة الدرزية في سورية إلى إسرائيل. واستبعد  وجود أي تنسيق من أي طرف في المحافظة، سواء بهدف الزيارة أو لأي غرض آخر، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة والتوتر الحاصل عقب التصريحات التي أدلى بها الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سورية الشيخ حكمت الهجري. وأشار المصدر إلى وجود رفض شعبي لأي طروحات إسرائيلية من شأنها تعزيز الرواية الإسرائيلية حول دعم دروز سورية أو محاولة فصلهم عن وطنيتهم وانتمائهم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .