إحياءً للذكرى الثلاثين على رحيل طبيب الأسنان والباحث د. أديب القاسم حسين، أقيمت أمسية في متحفه في الرامة تحت عنوان “قضيتنا الفلسطينية بين حفظ الذاكرة ورؤى المستقبل”، يوم الثلاثاء الموافق 26/9/2023.
استهل الأمسية شقيقه الناقد د. نبيه القاسم متحدثًا عن سيرته الحياتية، التي بدأها فلاحًا بسيطًا وهو المولود عام 1929 رافضًا الاستمرار في التعليم، ثم ساعي بريد في حيفا حتّى اختطفه عصابات الهاجاناة من شوارعها في نيسان 1948، وتحرر بتبادل أسرى، عائدا إلى قريته، مع سقوط المدينة. وقراره بعد عام ونصف من مواجهة الموت خلال فترة الحكم العسكري ووفاة أمه، أن يعود للدراسة حتى تخرج طبيب أسنان من الجامعة العبرية في القدس عام 1963، منطلقًا إلى نيويورك للتخصص ثم سويسرا للعمل. جاءت عودته إلى الوطن في أواخر الثمانينيات، ليداهمه الموت في 28/9/1993، خلال عمله على ترميم بيت أهله القديم.
تحدّثت ابنته نسب التي افتتحت “البيت القديم متحف د. أديب القاسم حسين” عام 2006، ونشرت كتاب “الرامة.. رواية لم ترو بعد” الذي عمل على نشره عام 2020، عن الإرث الثقافي الذي تركه والدها من صور وأفلام وكتابات ورسائل وكتب مجموعة وحفظ بيت العائلة القديم، ضمن رؤيا مستقبلية لأهمية حفظ التاريخ والذاكرة الفلسطينية، خاصة في سعيه للرد على الرواية الصهيونية بأسرلة الطائفة الدرزية وفصلها عن محيطها العربي.
خلال النقاش الذي شارك فيه الباحث والأكاديمي د. خليل نخلة من الرامة، وأستاذ القانون د. منير نسيبة من القدس، والباحث والمؤرخ أ. خالد عوض من الناصرة. بيّن النقاش أهمية بناء الذات والهوية الفلسطينية عند الناشئة، وحس الانتماء للقرية / المدينة للسعي للحفاظ عليها أولا، أملا في انتاج قيادات أفضل والوصول إلى نهوض جمعي بالوطن. مع تفاوت في الآراء والنقاش الذي أدارته الكاتبة نسب أديب حسين، وامتد لساعتين بين المحاضرين والجمهور، من عدم جدوى البحث عن حل مستقبلي في الفترة الراهنة وفقا ل د. خليل نخلة، وبين الأمل بحل للدولة الواحدة وفقًا لد. منير نسيبة، بعد تحقيق العدالة الانتقالية، مبيّنًا في مداخلاته العديد من القضايا التي يعاني منها المقدسيون تحت الاحتلال.
رافق الأمسية معرض للفنان المقدسي القدير شهاب القواسمي، وعرض خلالها لوحة العائلة التي رسمها لأجل تخليد ذكرى د. أديب بمرافقة زوجته وابنتيه نسب وجنان، وفي الخلفية القدس والرامة.