الصورة للتوضبخ
التمست جمعية حقوق المواطن للمحكمة العليا ضد المفتش العام للشرطة، مطالبة إياه بإصدار أمره لعناصر الشرطة الإسرائيلية بالامتناع عن خطف ومصادرة الأعلام الفلسطينية من أيدي المتظاهرين، خلال المظاهرات والنشاطات الاحتجاجية. وتطالب الجمعية في التماسها أن يصدر المفتش العام للشرطة توجيهات واضحة وخطّية بالسماح للمتظاهرين برفع العلم الفلسطيني، والتنويه بأن رفع العلم الفلسطيني بحد ذاته لا يعني التماهي مع منظمة إرهابية أو تحريض على الإرهاب. يذكر أن هذا الالتماس هو الثاني الذي تقدمه الجمعية في هذا الشأن، حيث التزمت الشرطة في إطار الإجراء القضائي السابق بالعمل على تحديث تعليمات المستشار القضائي للحكومة، والتي نصّت بأنه من المسموح العمل على إزالة العلم الفلسطيني من الحيز العام فقط في حال ترتب خطر محقق نابع من كون رفعه سيتسبب في خرق خطير لأمن الجمهور. الا أنه على أرض الواقع، تصرفات الشرطة تجاه العلم الفلسطيني لم تتغيّر، بل تفاقمت.
وعلى الرغم من الالتزام السابق للشرطة بتحديث توجيهات المستشار القضائي بين عناصرها، الا أن حظر رفع الأعلام ومصادرتها مستمرّان وبشكل روتيني، في الاحتجاجات التي تكون في غالبيتها احتجاجات هادئة وسلميّة ولا تشكّل أي خطر على سلامة الجمهور. في كل من حيفا، والقدس، والمدن المختلطة، وفي بعض الأحيان في بلدات أخرى أيضا، يمنع عناصر الشرطة من المتظاهرين رفع العلم بادعاءات مختلفة من بينها أن العلم “محظور”، أو أنه علم “مثير للفتنة”، أو أنه يشكل “استفزازا”، أو بكونه يمثل تماهيا مع دولة معادية أو مع الإرهاب، من دون أي علاقة للأمر بنوع المظاهرة أو سماتها. في يوم الاستقلال، تم إرسال عناصر من الشرطة لإزالة الأعلام الفلسطينية عن سطح مكاتب الجبهة الديمقراطية في الناصرة. أما في القدس، فقد قامت الشرطة بإجراء تفتيش في كيس كانت إحدى المتظاهرات تحمله، وبعد أن تم العثور على أعلام فلسطينية في الكيس، تم اعتقالها والتحقيق معها بتهم من ضمنها التآمر لارتكاب جريمة. وفي جلسة التنسيق أمام السفارة السويدية في تل أبيب في بداية شهر تموز (يوليو) 2023، في أعقاب إحراق نسخ من القرآن في ستوكهولم، طالبت الشرطة بأن تعرف مسبقا إذا ما كان المتظاهرون يعتزمون رفع العلم الفلسطيني خلال المظاهرة.
وجاء في الالتماس أن تعامل الشرطة مع العلم الفلسطيني ليس له علاقة بحماية سلامة الجمهور انما نابع عن اعتبارات غير قانونية أو منطقية، مصدها قناعات أيديولوجية قومجيّة. إن الشرطة ليست بهيئة رقابية ودورها يجب أن يتمثل في حماية ممارسة حق الاحتجاج وليس قمعه أو التعرّض للمتظاهرين بسبب رفع العلم.
وتفيد المحامية طال حسين، من جمعية حقوق المواطن، التي تقدمت بالالتماس: “يعد العلم الفلسطيني رمزًا لهوية أكثر من 20% من مواطني وسكان الدولة، وللنضال ضد الاحتلال، ومن أجل المساواة في الحقوق للأقلية العربية، وهو نضال يشترك فيه الكثير من اليهود. إن رفع العلم الفلسطيني مكفولًا وفقًا للحق الدستوري في التعبير عن الرأي، وهو لا يبرر تعاملات مختلفة عن أي تعامل يحظى به أي علم قومي أو مجتمعي آخر”.