تصفّحتُ ماضيك
صفحةً تلو أخرى
راودتني حروفك
تتراقص بين السطور
ترتدي ابتسامات الصباح
وتعتلي الخيولَ أصيلها
فتئن لوقع حوافرها
نسماتُ المساء
وتترك لقطرات الندى
أحلامها تندّسُ
بين همس الفراش
وشدوِ البلابل في الرواح
وتهب رياح السموم
في سطورك
تعتلي مدينة الصمت
في أعتى ساعات المساء
فهل كانت نوافذ حروفك
تطل على جسد المدينة
حين مزقته قذائف الغزاة؟؟
وكيف لاذت بالصمت
وهادنت صقور البوادي
ونسور الولاة؟؟
وأقلّب صفحاتك الكئيبة
فيستفزني وجع حروفها
تتراءى من خلالها
صور الموت
تتكدس على حطام
النفوس الحزينة
فأطويها في أسى
ويظل رجع أنينها
يخترق صمت السرائر
فتذوب حروفك في حيائها
وتعلن انتحار الضمائر
وأنتظر صفحتك القادمة
بوجل !!
فيتراءى طيفك
خلف أهداب الكلمات
وأعلّل النفسَ
فلعل حروفَكَ
تحمل أكداسا من المحبة
وتحفلُ بتحقيق الامنيات !!!