أم الرشراش منذ النكبة حتى اليوم بقلم: سهيل مخول – البقيعة

 

 

 

إيلات أو أيلة أو أم الرشراش أو المرشرش وبالعبرية אֵילַת، أسماء لنفس المكان الذي كان خاضعاً لمصر في ضمن الدولة العثمانية منذ سنة 1516 حتى سنة 1906 وفي تلك السنة أُخرجت أم الرشراش من أراضي مصر، وتبعت الى جنوب الشام العثماني، أما بعد الحرب العالمية الثانية، خضعت للإنتداب البريطاني كسائر فلسطين، وبعد أن احتلتها قوة إسرائيلية بقيادة اسحاق رابين خلال عملية “عوفدا”  يوم  10 آذار 1949 اصبحت تابعة لاسرائيل ، وبذلك تكون آخر حملة قامت بها القوات الإسرائيلية خلال الحرب لقيام دولة اسرائيل (حرب النكبة) ، رُفع علم دولة اسرائيل، الذي رسم على شاشه بيضاء بواسطة حبر غارق، في ساحة مركز الشرطة البريطانية في أم رشراش وأعلن عن الموقع فيما بعد كموقع تاريخي وما زال يحمل اسم أم رشراش حتى اليوم.

تعود تسميتها، أم الرشراش نسبة إلى إحدى القبائل العربية التي كانت تقيم بها، كما تشير دراسات مصرية إلي أن قرية أم الرشراش كانت تدعى في الماضي (قرية الحجاج) حيث كان الحجاج المصريون المتجهون إلى الجزيرة العربية يستريحون فيها، ما زالت مسالك الطرق التي كان يسلكها الحجاج ظاهرة بالقرب من ام الرشراش.

سنة 1950 كانت المحاولة الأولى للاستيطان اليهودي في أم الرشراش، وأطلق على لمستوطنة  اسم ايلات، وكانت محاولة كي تصبح كيبوتس. ثم اخذت مساراً مختلفاً، اقيم فيها مجلساً محلياً سنة 1952. وفي سنة 1956 افتتح الشارع من متسبي رمون الى ايلات وافتتح الميناء الجديد، وأصبحت ايلات المنفذ البحري الوحيد لاسرائيل على البحر الأحمر. بعد العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، فتحت مضايق تيران أمام الملاحة الاسرائيلية من ايلات لأفريقيا وللشرق الأقصى عن طريق البحر الأحمر. في سنة 1958 تم فتح مصانع النحاس في تمنع واقفلت سنة 1976 وفتحت من جديد سنة 1980 ثم اقفلت نهائياً سنة ، 1985عمل في هذه المصانع عدد كبير من سكان ايلات، من الجدير بالذكر بانه تم استخراج النحاس من تمنع قبل أكثر من خمسة الاف سنة.

في سنة 1959 أصبح عدد سكان ايلات 6000 نسمة وبالرغم من ذلك أعلن عنها بأنها مدينة، بعد حرب النكسة سنة 1967، وبعد احتلال سيناء اصبحت ايلات معبراً هاماً الى سيناء مما جعلها تزدهر اقتصادياً وسياحياً. نتيجة احتلال سيناء اغلقت قناة السويس. تم تركيب خط أنابيب للنفط من ميناء ايلات الى ميناء اشكلون (عسقلان) لكي يقصر الطريق لأوروبا، افتتح هذا الخط سنة 1669، كانت تصل حاملات البترول من ايران وغيرها، الى ميناء ايلات، تفرغ النفط في خزانات للنفط قرب الميناء ومن هناك كان يُضخ الى اشكلون ومنها الى حاملات للنفط لكي تنقله الى اوروبا. بعد الحرب سنة 1973 حصل ركود اقتصادي في ايلات. في نفس السنة أقيمت لجنة من أجل انعاش المدينة اقتصادياً، واصبح مطار ايلات مطاراً دولياً، وافتتح مطار عفدا كمطار مدني، سنة 1979 تمت معاهدة السلام بين مصر واسرائيل، نتيجة لذلك زادت اهمية ايلات السياحية، يمر بها كل سنة ما يقارب ثلاثة ملايين زائر.

وفي سنة 1985 أعلن عنها مدينة ذات سوق حُرة (بدون ضرائب مثل القيمة المضافة)،  وكان عدد سكانها تقريباً 20 الف نسمة اعتماد سكانها على فرع السياحة.عدد سكانها اليوم 65 ألف نسمة، تعتبرمدينة سياحية من الدرجة الأولى. وقد زاد تحسنها الاقتصادي بعد اتفاقية السلام بين اسرائيل والمملكة الاردنية الهاشمية وبعد فتح معبر الحدود بين العقبة وايلات سنة 1994،بنيت فنادق جديدة واصبح عدد الغرف في الفنادق يفوق 12 ألف غرفة، تعقد في ايلات عشرات المؤتمرات الدولية التي تسقطب الزوار،ومئات المؤتمرات المحلية، في سنة 2004 افتتح في ايلات فرع من جامعة بئر السبع. مطار ايلات الجديد أصبح في مراحل متقدمة من البناء ومقرر افتتاحه السنة القادمة 2019.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .