مع ” حبات مطر ” كاظم ابراهيم مواسي

كتب: شاكر فريد حسن

الصديق العتيق كاظم ابراهيم مواسي شاعر وكاتب أثبت حضوره ووجوده في المشهد الأدبي والثقافي في البلاد، والى جانب الشعر يكتب المقالة الاجتبادية. وبين يدي الأن كتابه ” حبات مطر ” الذي صدر قبل سنوات خلت، ويحوي بين طياته مقالات وخواطر اجتماعية، سبق وأن نشرت في الصحافة المحلية: بانوراما، الاتحاد، الأخبار ، والميدان المحتجبة.

يقول كاظم: ” هذه المقالات والخواطر ليست من شأنها أن تضيف للمثقفين الكبار، ولكنها تضم مواضيع تحفز الشباب وهواة الثقافة على التفكير الانساني. وقد لا يتفق معي بعض القراء في نظري للامور ، فهذا ليس مهمًا، لأنني لا أدعي بأرائي امتلاك الصواب الوحيد، وما يعنيني هو التحفيز على التفكير “.

وفي كتابه يتناول كاظم العديد من العناوين والموضوعات، منها: فهم الآخر، اليمين واليسار، زماننا ليس زمن الأنبياء، الاحترام، الانتباه للكلام، حدود المعرفة الشخصية، عاداتنا الى أين؟، الانتماء، الحلال والحرام الاجتماعيين، الانبطاحية، مجتمعاتنا والتعايش، والاشاعة التي تلقى آذانًا صاغية عندنا، والتعامل مع الشعب الآخر .

ويأتي كاظم على النرجسية والنفاق الاجتماعي ومسألة الحرية. ويتساءل هل تلتقي الأخلاق بالتقدم؟؟!!

ويخلص الى القول أن ” التربويين يقفون حائرين، فمن جهة يريدون للأولاد التقدم والرخاء، ومن الجهة الأخرى يريدون ان يتمتعوا بالأخلاق الحميدة والقيم العليا، وتكون الاشكاليات حين لا يستطيع الواحد منا أن يتقدم بالطرق الشريفة والنبيلة لأن الأقوياء يرفعون شعار الغاية تبرر الوسيلة، فيدوسون على القيم والأخلاق من أجل أهدافهم ويظل الشرفاء يصرخون… ويصفقون للكلام الجميل وللأخلاق الحميدة”.

وبخصوص النفاق الاجتماعي السائد، يقول كاظم: ” لو نزعنا جرثومة الخوف وبكتيريا المصلحة الشخصية، ووصفنا كل واحد بوصفته الحقيقة الصادقة، لكان بإمكاننا ان نكون مجتمعًا سليمًا معافيًا، وعندئذ لن نجد بيننا من يجرؤ على الخطأ “.

ومجمل القول، أن ” حبات مطر ” لكاظم ابراهيم مواسي هو كتاب ماتع، وملذ، وهادف، لما يطرحه من مسائل وقضايا سجالية، وكم نحتاج الى مناقشة القضايا التي يطرحها، في زمن غاب فيه الجدل والسجال الحضاري البناء، وحلت بدلًا من ذلك المهاترات والتجريحات والمناكفات التي لا تقدم ولا تؤخر، بل تسيء لمجتمعنا.

وأخيرًا تحية محبة للصديق كاظم مواسي، وتمنياتي له بالمزيد من العطاء والابداع الجاد الهادف الخلاق الذي يخدم المجتمع والفكر الانساني وثقافتنا التنويرية.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .