شاكر فريد حسن
رحلت عن دنيانا، ابنة البقيعة، المربية الفاضلة والمناضلة العريقة والنقابية العنيدة لميس توفيق عبدو ، التي غيبها واختطفها الموت اثر نوبة قلبية حادة أثناء رحلة استجمام.. رحلت في الأول من أيلول، اليوم الذي اعتادت أن تعود فيه الى طلابها في مدرسة البقيعة، التي عملت فيها ردحًا طويلًا من الزمن، حيث تخرجت على يديها أجيال عديدة ، ربتها على الصدق وحب الوطن والأرض والانتماء والهوية، ولاقت الاحترام والتقدير من الجميع لدورها التعليمي والتربوي المتميز .’
ترجلت فارسة الميادين، تاركة وراءها مسيرة طويلة من النضال، ووجعًا وألمًا كبيرين في نفوس وقلوب من عرفها، وعز عليها فراقها ورحيلها.
لميس عبدو انسانة وطنية غيورة على شعبها وقضاياه، وشيوعية أصيلة، ومبدئية صاحبة أصالة وقيم وفكر تقدمي حر، ونقابية مناضلة ومكافحة، عرفت بمواقفها السياسية والفكرية والنقابية الشجاعة.
وداعًا يا أخت الرجال، يا من ضربت مثلًا رائعًا في الوفاء والاخلاص لرسالة التربية والتعليم، والتضحية للوطن.
وداعًا يا من سجلت بشموخ مثال المرأة الفلسطينية المكافحة في مسيرة النضال الوطني والنقابي.
وداعًا يا من كرست حياتك في خدمة طلابك وقضايا شعبك ووطنك ومجتمعك، وتركت بصمات واضحة ذات فخر واعتزاز في كل الميادين، وكنت صادقة ولم تغلبي يومًا مصالحك الشخصية على مصالح شعبك ووطنك.
لميس عبدو امرأة مناضلة وحديدية لم تعد معنا على هذه الأرض، لكن ذكراها ستبقى في قلوب كل من أحبها وصادف ابتسامتها، ونضالاتها سيخلدها التاريخ كرمز لنضال وتضحيات المرأة الصلبة الجريئة التي لم تتخل يومًا عن أفكارها ومبادئها.
لميس عبدو .. وداعًا ، وسلامًا لروحك وذكراك العطرة.