بحضور العشرات من الأدباء والكتاب، ومدرسي الإعلام، والصحافيين والمهتمين، عرّض مركز “إعلام”، مساء يوم الخميس، في أمسية خاصة في سينمانا-الناصرة، ستة أفلام قصيرة ضمن مشروع “أعلام فلسطين” المموّل من قبل مؤسسة التعاون.

تتطرّق الأفلام إلى محطات من حياة 6 إعلاميين وأدباء فلسطينيين، ساهموا في تحديد معالم الخطاب الإعلامي الفلسطيني، وتنوّعت الأفلام ما بين الدرامية والدوكو-درامية، وكانت جزءًا من إنتاجات مشروع عمل على تعزيز الهوية لطلاب المدارس الثانوية.

ونُفّذ المشروع للمرة الثانية على التوالي، حيث قام “إعلام” سابقًا بإنتاج أفلام عن حياة كل من الأدباء والصحفيين إميل حبيبي، راشد حسين، المصورة كريمة عبود، سميرة عزام، عيسى العيسى وسميح القاسم، الذين كان لهم الفضل في رسم حدود وسقف خطابنا الفلسطيني.

الدورة الحاليّة

أما الأفلام في الدورة الحاليّة فتتطرّق إلى كل من الصحفي إبراهيم الشنطي وهو صحفي فلسطيني ولد في مدينة يافا، وكان قد أصدر في شهر شباط سنة 1934 جريدة الدفاع وركز فيها على مهاجمة الاستعمار البريطاني، وعدَّه أصل البلاء الذي تعاني منه فلسطين، أما الصهيونية فهي الفرع.

اعتقل الشنطي على أثر إعلان الاضراب العام في فلسطين سنة 1936، وبعد خروجه استقر في القاهرة بعد نكبة فلسطين سنة 1948، وأصدر مع أسعد داغر جريدة القاهرة سنة 1953. وقد استمرت في الصدور حتى سنة 1957، حين عاد إلى القدس ليتابع الكتابة في جريدة الدفاع، التي كانت قد عادت إلى الصدور في القدس منذ سنة 1950.

إضافةً إلى الكاتب والأديب المعروف، سلمان ناطور، وهو كاتب وروائي فلسطيني من عرب 48، ولد في دالية الكرمل، ودرس الفلسفة العامة وعمل في الصحافة منذ العام 1968 وحتى 1990 حيث حرر الملحق الثقافي في جريدة الاتحاد الحيفاوية ومجلة الجديد الثقافية.

وحاضر ناطور في مواضيع الثقافة الفلسطينية، وحرّر مجلة “قضايا إسرائيل” التي تصدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية في رام الله. كما أدار معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية الإسرائيلية الموجود في حيفا وشارك في تأسيس وإدارة عدد من المؤسسات العربية، منها مؤسسة “إعلام”، مطلقة الأفلام.

تتناول الأفلام أيضًا محطات من حياة الأديبة، مي زيادة، وهي شاعرة وأديبة فلسطينية، ولدت في الناصرة عام 1886، اسمها الأصلي كان ماري إلياس زيادة، وكانت قد اختارت لنفسها اسم مي فيما بعد.

اتقنت زيادة ست لغات، وكان لها ديوان باللغة الفرنسية. وفي العام 1907، انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة، وهناك عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته، عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها. وفيما بعد، تابعت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة.

كذلك تتناول الأفلام حياة الأديبة، فدوى طوقان، وهي شقيقة الشاعر المرحوم إبراهيم طوقان . ولدت طوقان في مدينة نابلس بين عامي 1919-1920 في فصل الشتاء، وتلقت دراستها في نابلس، ولم تتح لها الظروف إتمام تعليمها الجامعي في الخارج فأكبت تسد هذا النقص بالدراسة الشخصية، وكان ابراهيم طوقان شقيقها، يتعدها بعنايته بالإضافة إلى دروس خاصة في اللغة الإنجليزية التي ما انفكت تطالع آثارها بجد واستمرار.

تعرفت طوقان الى عالم الشعر عن طريق أخيها الشاعر ابراهيم طوقان، وعالج شعرها الموضوعات الشخصية والجماعية، ولاحقًا القومية.

وتحكي الأفلام ايضًا حياة الصحفي، اكرم زعيتر ، وهو أديب وسياسي قومي عربي ولد في مدينة نابلس عام 1909.

زاول زعيتر في بداية حياته مهنة التعليم في ثانويات فلسطين، وعلى إثر الثورة عام 1929 في فلسطين وحملة المندوب البريطاني على الثوار العرب استقال من مهنة التدريس ليتفرغ للعمل في الحقل الوطني، فتولى رئاسة تحرير جريدة (مرآة الشرق) في القدس، وبعد ثلاثة أشهر من عمله في الصحافة قبض عليه وأودع السجن نتيجة لانخراطه في العمل الوطني، وحوكم بالإبعاد مدة سنة إلى نابلس، وهناك قاد المظاهرات الوطنية خاصة يوم إعدام الشهداء الثلاثة: فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير، ولدى عودته إلى القدس مرة أخرى تولى تحرير جريدة الحياة التي قامت بدور هام في تحريك أحداث عام 1931، لكن جرى اعتقال زعيتر وأُغلقت جريدة الحياة، وتم إبعاده مرة أخرى إلى مدينة نابلس حيث تولى التدريس في كلية النجاح، وألف مع نخبة من الأحرار جمعية العناية بالمساجين العرب. وفي تلك الفترة أسس مع عدد من رفاقه حزب الاستقلال العربي في فلسطين. وكان ينشر مقالاته الوطنية على صفحات جريدتي (الدفاع) و(الجامعة الإسلامية) اليافاوية.

وأخيرًا تتطرّق الأفلام إلى حياة، القيادي البارز والكبير توفيق زياد، والذي ولد في مدينة الناصرة في السابع من أيار عام 1929. تعلم القيادي زياد في المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وبرزت لديه موهبة الشعر، ثم ذهب إلى موسكو ليدرس الأدب السوفييتي.

شارك طيلة السنوات التي عاشها في حياة الفلسطينيين السياسية في إسرائيل، وناضل من أجل حقوق شعبه، وشغل منصب رئيس بلدية الناصرة ثلاث فترات انتخابية (1975 – 1994)، وكان عضو كنيست في ست دورات عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومن ثم عن القائمة الجديدة للحزب الشيوعي وفيما بعد عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.

بقي أنّ نشير إلى أنّ الأفلام المذكورة أخرجها نخبة من المخرجين المعروفين وهم المخرج عصام بلان، والمخرج عدي عدوان، والمخرج بلال يوسف والمخرجة ريما العيسى، وقد عرف البرنامج الإحتفالي الناشطة سجى ابو فنة من مركز “إعلام”، كما وقدّم عضو إدارتها الشاعر سامي مهنا كلمة ترحيبية. ƒ__ƒ_ __½___- __¡_ƒ__

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .