“مشروع نساء على درب العودة” في جولة في حيفا مع ذكرى سقوطها

 

بمناسبة الذكرى السبعين على سقوط حيفا، نظمت حركة شباب حيفا، بالاشتراك مع شبكة “الـ التعريف” وجمعية “كيان”- تنظيم نِسوي، يوم السبت الفائت، جولة تعليمية إلى حيفا شارك بها مئات الناشطين والناشطات من حيفا وخارجها.

وقام بإرشاد الجولة التي بدأت من مسجد الجرينة، وانتهت في ساحة الحناطير، الباحث والمحاضر الحيفاوي المعروف د. جوني منصور.

وشملت الجولة على عدة محطات منها حمام الباشا، وادي الصليب، عمود فيصل، جامع الاستقلال ووقوفا عند بيت ابراهيم كنفاني والد غسان كنفاني وغيرها من المواقع التي تؤكد على احقيّة شعبنا في المكان والمساعي الإسرائيلية في طمس رواية شعب من خلال عمليات التضليل والتشويه المكانيّة.

واختتمت الجولة بمراسيم رمزية تخليدًا لشهداء شعبنا الفلسطيني عام الـ 48، حيث شملت على أضاءت شموع وقراءة لأسماء الشهداء من حيفا ، وانتهت بالوقوف دقيقة حداد وغناء نشيد موطني.

وبرز بشكل واضح في الجولة مشاركة من كافة الأجيال، لا سيما الصغيرة، والتي تؤكد على أنّ رواية النكبة سيحملها الجيل القادم ولن تختفي مع الجيل الذي عايشها وتضرر منها بشكل مباشر.

وكانت حيفا قد سقطت بيومي 22 و 23 أبريل/نيسان في عام 1948. وحسب قرار التقسيم الذي صدر في الأمم المتحدة سنة 1947، تقرر أن تكون حيفا من نصيب الدولة اليهودية، عليه هُجر غالبية أهلها بعام النكبة وبقي بها ثلاثة آلاف عربي فلسطيني من أصل 75 ألفا.

وأشار الباحث د. منصور إلى أنّ منظمة الهاغانا الصهيونية قد حضرت للسيطرة على المدينة، لعدة أسباب، أولا لوجود الميناء فيها، ثانيًا وجود سكك الحديدية، وثالثًا بسبب المنطقة الصناعية.

وأوضح خلال الجولة أنّ حيفا سقطت ضمن الخطة العامة لمواجهة فلسطين المعروفة بخطة 2 و”خطة المقص”. وفق الخطة، بدأوا بقصف المدينة من منطقة الـ “هدار الأعلى” تجاه الأسفل، بشكل مقص يضيق الخناق على العرب مما دفعهم إلى الرحيلِ والنزوح نحو الميناء، وكان قد سبق هذه العملية عمليات قصف على الأحياء العربية ومدافع صوتية.

وفي تعقيبٍ لعدي منصور، من حركة شباب حيفا قال: الجولة مهمة جدًا لعدة أسباب، أهمها ربط الإنسان بالمكان، وربط الأحداث بالمكان. الجولة ساعدتنا باستحضار وتخيّل النكبة والتهجير امام اعيننا، الأمر الذي لا يمكن لمحاضرة نظرية أن تقوم به، فأنت لا تستقي المعلومات فقط إنما تحاول تخيلها وبناء إطار لها.

وأضاف: مما ساعد على استحضار النكبة، بالإضافة إلى الرواية، بقايا المكان والتهجير، فالمباني لا زالت تشهد، والمبنى الجغرافي للمدنية لا زال يُشّكِل علامة مهمة وفارقة للحضور الفلسطيني فيها.

وقال منصور: التفاعل الذي ابداه المشاركون أكد على مدى الرغبة في السماع أكثر، ليس من باب الإحياء للذكرى فقط، إنما من باب ترسيخ الرواية، فأثار النكبة لم يعانيها الكبار فقط، إنما لها اسقاطاتها على الأجيال الصغيرة ايضًا.

واختتم بالقول: حيفا كانت مركز تجاري وثقافي مهم جدًا للفلسطيني، حيث وصلت بين داخل الشام للساحل، هكذا كانت وهكذا نرغب أن تكون، عليه جولتنا هذه لم تكن الأولى ولن تكن الأخيرة.

بدورها قالت راوية لوسيا، من جمعية “كيان”: الجولة تأتي ضمن مشروع نساء على درب العودة، وهو مشروع مشترك مع جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، نهدف من خلال المشروع إلى تعريف وتثقيف نسائنا بأحداث النكبة، التي قد تكون معروفة إلا أنّ مستوى المعرفة عام جدًا، عليه ما نقوم به هو تزويدهّن بالمعلومات بشكل مفصل وعيني أكثر، بطريقة تقربهم الحدث وتبسطه من خلال لقاء المهجرين والجيل الأول الذي عانى النكبة.

وأوضحت لوسيا: زيادة معرفة نسائنا وتثقيفهّن بأحداث النكبة، بتفاصيلها المؤلمة، يحافظ على نقل رواية النكبة إلى الأجيال القادمة، دون تحريف أو دون التشويهات التي تدخلها إسرائيل بكافة مؤسساتها لنفوس طلابنا.

واختتمت بالقول: المشروع لا يقتصر على التثقيف للنساء فقط، إنما هو أوسع وأشمل، ويهدف إلى خلق كوادر قيادية من نسائنا في الحقل، عليه تعريفهن بالنكبة بتفاصيلها هو خطوة مهمة جدًا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .