لأننا في الوطن واحد، وفي الشتات واحد، وفي الهمّ واحد، لا يزال نادي حيفا الثقافي بنشاطه وأمسياته الأسبوعية يدأب على تكثيف حضور إخواننا المبدعين والأدباء الفلسطينيين في كل مكان بكل ما أوتي من إصرار في حمل الرسالة .
فكان لقاؤنا يوم الخميس 01.03.18 في أمسية تكريم للأديب الفلسطيني د.أسعد الأسعد، ابن مدينة القدس.
كانت البداية أُنسًا ب”لمسة وفاء” لطيب الذكر الأديب إميل حبيبي، عبر شريط قصير مصور.
افتتح بعدها الأمسية رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة، فرحب بالحضور والمشاركين خاصا بالذكر السيد نقولا عقل –صاحب مكتبة دار الرعاة في رام الله .
ثم دعا لأمسيات النادي القادمة مستعرضا تفاصيلها بعد أن حثّ أهل القلم على دعم وتشجيع بعضهم البعض.
تولت عرافة الأمسية الكاتبة المقدسية نادية حرحش، فكان لها تقديم عذب جميل لصاحب الأمسية وسيرته الأدبية.
أما في باب المشاركات فقدمت د. علا عويضة مداخلة مثرية عن رواية “ذاكرة الملح” لد. أسعد فأشارت إلى غنى الرواية بالتفاصيل الظاهرة والخفية، ثم تناولت عنوان الرواية بشكل مفصل حيث مركب من مكوّنين، مكوّن وجودي ومكوّن معنوي. دلالتان من بيئتين فنيتين مختلفتين.
بين الذاكرة والنسيان، بين الغياب والحضور، سنوات تعج بالأحداث والوجع الفلسطيني. وقد أضاء الكاتب دور المرأة الفلسطينية.
وأضافت، إن فقدان الذاكرة لدى الأسعد هو بداية لحياة جديدة، أما عودة الذاكرة فهي عودة الأنا واسترجاع الهوية.
الملح في الرواية اكتسب أبعادا عدة، فهو لنكهة الطعام، للتجفيف، لحفظ الطعام.. فكثف الدلالة المعنوية للرواية لكن هدفها واحد ألا وهو الحفاظ على الشيء وهو التمسك بالأرض والحق.
وتتابع، يؤكد كاتبنا أن ذاكرتنا ذاكرة ملح لا تفقد جوهرها، ذاكرتنا الجمعية ما زالت تعيش فينا ولا نزال نناضل من أجلها.
وختمت، إن أسعد الأسعد كاتب ملتزم بقضايا وطنه، مجبول بتراث الوطن.. وذاكرتنا هي الملح الباقي أبدا .
تلاها الكاتب سعيد نفاع في مداخلة له عن كتاب ” هناك في سمرقند” وقد استهلها بالتعبير عن تقديره لنشاط نادي حيفا الثقافي ورسالته السامية التي تخطت الزمان والمكان فبات النادي قدوة يحتذى بها.
يرى نفّاع أن كاتبنا في هذه الرواية يمسك القارئ من تلابيب عقله ويضعنا مواجهة مع مسؤوليتنا أمام الفكرة وأحداث حياتنا.
في هذه الرواية يأخذنا الكاتب في رحلة جغرافية تاريخية نعود فيها عارفين.
تحدث نفاع عن الذروة التي يبلغها الأسعد في السياق من خلال قراءته لنصوص من الرواية.
تناول طروحات في قضايا أشغلتنا وتشغلنا وتستفز الدماغ. حملت روايته رسالة ووصلت. يمضي العابرون وتبقى حكاياتهم وتبقى سمرقند أما أهل البلاد فلا يرحلون.
كانت بعدها فقرة التكريم، فدُعي إلى المنصة السيد نقولا عقل ليتسلّم درع شكر وتقدير على سخائه المتواصل في إمداد النادي بالإصدارات ودعم المبدعين. أما الدرع فقد قدمه له كل من الأستاذ حنا أبو حنا، المحامي حسن عبادي، المحامي فؤاد نقارة والسيد جريس خوري – ممثلا عن المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني.
دعي بعده صاحب الأمسية الكاتب أسعد الأسعد فقدموا له درع تكريم يليق به. قدم بعد ذلك كلمته عبر فيها عن تجربته في الكتابة حيث بدأ مسيرته في كتابة الشعر ثم توجه إلى الرواية.
وبالتوقيع والصور للتذكار كان الختام. لقاؤنا يوم الخميس 08.03.2018 في أمسية مع إبداعات الكاتب قاسم توفيق، بمشاركة د. كلارا سروجي شجراوي، د. رباب سرحان، د. لينا الشيخ حشمة، المحامي حسن عبادي وعرافة الكاتب حسين ياسين.