نظم نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 18.01.2018 أمسية ثقافية خاصة، موضوعها الشيخ ظاهر العمر الزيداني، وقد شارك فيها بروفيسور محمود يزبك، الكاتب حسين ياسين والكاتب قاسم بدارنة.
كانت البداية لمسة وفاء للمربية الفلسطينية الفاضلة، هند طاهر الحسيني.
افتتح بعدها الأمسية رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة، فرحب بالحضور والمشاركين. ثم شجع على قراءة رواية “الصوفي والقصر” عن دار الشروق -عمان للروائي د. أحمد رفيق عوض، قارئا نصا منها. ثم هنأ الروائيين الفلسطينيين ابراهيم نصر الله، وليد الشرفا، عاطف أبو سيف وحسين ياسين بوصول رواياتهم للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية لعام 2018 متمنيا بأن تكون من نصيب روائي فلسطيني.
تلا بعدها أمسيات النادي المقبلة داعيا لحضورها.
تولى عرافة الأمسية د. جوني منصور مشاركا بتقديم لمحة عن شخصية وإنجازات الشيخ ظاهر العمر إبّان حكمه في البلاد.
أما فقرة المداخلات فاستهلّها بروفيسور محمود يزبك صاحب كتيّب “الشيخ ظاهر العمر الزيداني- العصر الذهبي لفلسطين في العصر الحديث” حيث وضع هذه المادة كمساهمة بسيطة لإعطاء هذه الشخصية الفذّة حقها.
وعن أهمية الزيداني قال ب. يزبك إنه ترك حضارة تم إنشاؤها في الجليل وما زالت ماثلة أمام أعيننا. تميز هذا الحاكم بسياسة الانفتاح والتسامح، جاد بسخاء من أجل إعمار البلاد، إذ تنازل عن الضرائب واستثمر الأموال من أجل هذا إعمار المدينة الفلسطينية والمجتمع. فالمدن الفلسطينية من صفد مرورا بقرى الجليل حتى يافا مدينة بوجودها كمجتمع مدني للشيخ الزيداني.
وكأمثلة على ذلك عرض ب. يزبك صورا محوسبة مرفقة بشرح عن فترة سماها العصر الذهبي- عصر ظاهر العمر في القرن الثامن عشر، لأبنية وعمران في دير حنا، عرابة، الناصرة وحيفا وغيرها كالمساجد، الكنائس، القلاع، السرايا، الأسواق والأسوار في طبريا وفي عكا التي قهرت نابليون.
تلاه الكاتب حسين ياسين، ابن بلدة عرابة وبلديّات ظاهر العمر الذي استهل مداخلته بأهزوجة زجلية شعبية، تناول بعدها شخصية ظاهر العمر التاريخية، ظهور الزيادنة، العصر الذهبي للزيادنة في فلسطين ومراحل حياته من عرابة البطوف إلى طبرية وثم عكا حتى نهاية حكم الزيادنة ومعه مات المشروع العربي التحرري حسب قوله.
أما الكاتب قاسم بدارنه فتحدث بدوره عن حيثيّة إصدار كتابه البحثيّ “ظاهر العمر، جذور وتحديات”، وأرفق مداخلته بعارضة أشارت الى المصار والمراجع التي اعتمد عليها، ومنها على سبيل المثال فؤاد البستاني، إميل توما، مصطفى مراد الدباغ، ميخائيل نقولا الصباغ، فرانسوا فولني، فيليب حتّي، ، جوفاني ماريتي، محمود يزبك وغيرهم وتناول علاقة ظاهر العمر بالقبائل البدوية، الدول الأوروبية، بالمسيحيين واليهود وبعضّا من انجازاته.
هذا ورافقت الأمسية لوحات لظاهر العمر بريشة الفنان النصراوي المهندس زياد ظاهر، ولوحة أخرى بريشة طبيب تل الزعتر د. يوسف عراقي الذي كتب على صفحة النادي “…لهذه اللوحة قصة بدأت مع قراءتي لكتاب المرحوم المحامي توفيق معمر عن “ظاهر العمر ” ويومها تحدثنا سويا عن ظاهر العمر ودوره في بناء حيفا وخطر لي فكرة إنجاز هذه اللوحة عن حيفا في زمن ظاهر العمر… وها هي اللوحة اليوم تحضر في أمسية عن ظاهر العمر شكرا لجهودك وباقي الأخوة والأخوات في تكريم هذه الشخصية التاريخية وجعلكم نادي حيفا مركزا للإشعاع الثقافي في الداخل الفلسطيني وشكري الخاص للأخ العزيز الفنان ظافر الشوربجي الذي ساهم بإنجاز صورة حقيقية عن اللوحة، وهكذا حيفا تجمعنا أينما كنا”.
اختتمت الأمسية بطرفة عن ظاهر العمر ومكانته أشرك الحضور بها السيد مفيد نقارة (أبو فؤاد).
وبالتوقيع والتقاط الصور ويشار أن الأمسية برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني في حيفا. أمسيتنا القادمة يوم الخميس 25.01.1018 مع إشهار رواية “تشرين” للكاتبة تغريد الأحمد بمشاركة د. منير توما، د. محمد هيبي وعرافة الشاعر أنور خير.