استمر فضيلة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في البلاد في زيارة العمل الى الولايات المتحدة حيث عقد يوم أمس الجمعة سلسلة لقاءات في العاصمة الامريكية واشنطن واجتمع مع كبار المسؤولين الضالعين بشؤون الشرق الأوسط والسياسة الخارجية في الولايات المتحدة.
الشيخ طريف اجتمع في البيت الأبيض مع فيكتوريا كوتس – المستشارة الخاصة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وعضوة مجلس الامن القومي الامريكي (NSC ) والمختصة بالتقييمات الاستراتيجية وبحث معها أوضاع الأقليات الدينية في الشرق الأوسط في ظل التغييرات التي تحدث في السنوات الأخيرة وأعرب عن قلقه الشديد إزاء ما يتعرض له أبناء الطائفة الدرزية في قرى جبل السماق في منطقة إدلب وعن الخطر المحدق بهم وطالب الإدارة الامريكية أخذ الإجراءات اللازمة لدرء الخطر. الشيخ طريف تحدث الى كوتس عن ضرورة حفظ مصالح جميع الأقليات في سوريا في أي اتفاق أمريكي – روسي حول إنهاء الازمة في سوريا. المستشارة كوتس صرحت بأنها تتفهم قلق الشيخ تجاه أبناء طائفته وأن الحفاظ على سلامة الأقليات مصلحة إنسانية من الدرجة الأولى لضمان الاستقرار في المنطقة وعليه سترفع توصيات بهذا الشأن لمجلس الامن القومي وستطرح الموضوع على جدول أعمال زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس لمنطقة الشرق الأوسط.
واجتمع أيضا فضيلة الشيخ في مبنى الخارجية الامريكية مع نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد والذي يمثل الولايات المتحدة في محادثات جنيف حول انهاء حالة الحرب في سوريا والرحلة الانتقالية وطالبه بأن تتطرق المفاوضات الى مستقبل أبناء الطائفة الدرزية في سوريا وضمان سلامتها خاصة وأن قسم من منطقة شمال غرب سوريا والمحاذية للحدود التركية، لا يزال تحت سيطرة الجماعات الإرهابية التكفيرية وطالبه أيضا بالعمل لدى السلطات التركية أن تعمل على توفير الحماية للقرى الدرزية في تلك المنطقة. الشيخ طريف طالب أيضا بضمان وصول المساعدات الإنسانية الدولية لكافة مناطق سوريا بما في ذلك منطقة جبل العرب (الدروز) وقرى جبل الشيخ في فترة الشتاء بالذات لحماية ووقاية السكان. ساترفيلد أوضح أنه يقدر موقف وسعي الشيخ طريف وانه قلق بنفسه إزاء التطورات الأخيرة على مقربة الحدود التركية وانه سيعمل على بحث الموضوع بشكل مستعجل مع نظرائه الروس خلال اجتماعهم القريب. وأضاف ساترفيلد أن المنطقة تشهد فترة حرجة للغاية تتعدى أبعادها حدود سوريا وتهدد الاستقرار في لبنان أيضا وعلية يجب التنسيق التام بين الدول العاملة في المنطقة.
موازاة للمذكور أعلاه ونظرا للانباء الواردة حول التوغل التركي ، التقى الشيخ موفق طريف على وجه السرعة بنائب السفير الروسي في الولايات المتحدة ديمتري زهيرنوف وبالمستشار السياسي في السفارة طارحا المواضيع التي تم بحثها مع المسؤولين الأمريكيين. نائب السفير لخص اللقاء بأن وحدة سوريا وحماية جميع الطوائف هناك مصلحة عليا تضمن استقرار المنطقة وأنه سينقل طرح الشيخ طريف الى العاصمة الروسية موسكو.
هذا ويرافق الشيخ طريف في الزيارة السفير بهيج منصور – وهو من كبار موظفي الخارجية الإسرائيلية.
وكان الشيح موفق طريف قد اجتمع مساء أول أمس الخميس في مبنى الكونغرس مع عضوة الكونغرس اليانه روس-لاتينن. الشيخ طريف طالبها ان تطرح أوضاع الأقليات في سوريا على طاولة بحث مجلس الشيوخ بهدف إيصال صوت المضطهدين في الشرق الأوسط وتجنيد الرأي العام الأمريكي.