موقع الوديان
كتبت المحامية جميلة هردل واكيم, مديرة جمعية مواطنين من أجل البيئة:
الأغنية لبنانية ولكن الصور من عنا: من شفاعمرو, عرعرة, البقيعة – عشرات السكان أرسلوها الينا خلال أيام العيد _ الأضحى 2017 _ وكما في كل صيف فإن الحر والجفاف يساهم في ازدياد حرائق النفايات التي بات الكثير منا يعتبرها جزءا طبيعيا من المنظر العام, مع أنها من أخطر الآفات البيئية وأشدها ضررا على صحة الانسان.
صور مماثلة تصلنا يوميا من عشرات القرى والمدن العربية التي يعاني فيها السكان من تقصير السلطات المحلية بمعالجة وإخلاء النفايات التي تتجمع في مكبات غير قانونية في ضواحي القرى والمدن, في المحيط المفتوح , في الكسارات الخالية أو بالقرب من تجمعات سكنية ومؤسسات تعليمية, هذه المواقع تتسبب بأضرار كبيرة وجمة لصحة السكان على المدى القريب والبعيد. بالإضافة إلى المواد السامة المنبعثة عن حرق النفايات فان السكان يعانون من الروائح الكريهة , الباعوض والحشرات .
مخاطر النفايات تتضاعف في حالتين أساسيتين: الأولى عندما تتواجد مجمعات النفايات بالقرب من الشرائح السكانية الضعيفة كالأطفال. الحالة الثانية هي عندما يتم حرق هذه النفايات. مثال واضح وقاس لتجسيد هذا الموضوع موجود في البلدات المذكورة وفي عشرات القرى والمدن العربية مثل قلنسوة, الطيبة, جلجولية, جديدة المكر وغيرها.
في الأشهر الأخيرة قامت جمعية مواطنين من أجل البيئة بإرسال انذارات لعدة سلطات محلية وللأسف معظمها تتجاهل توجهات الجمعية وتوجهات السكان ومعاناتهم. بلدية شفاعمرو وعدت بمعالجة مشكلة النفايات في حي وادي الصقيع وقرب المسلخ البلدي ولكن الوضع يسوء من يوم لآخر وكذلك الأمر في عرعرة. في البقيعة, قام المجلس المحلي بتنظيف مكب النفايات قبل سنة ونصف في أعقاب دعوى قضائية قدمتها الجمعية ولكن في الفترة الأخيرة عادت النفايات لتملأ المنطقة لدرجة أن أصحاب الأراضي المجاورة لا يستطيعون الوصول الى كروم الزيتون.
المحامية جميلة هردل واكيم, مديرة جمعية مواطنين من أجل البيئة: “الشكاوى حول مشاكل النفايات, مكبات النفايات غير القانونية وحرق النفايات هي أكثر الشكاوى التي تصلنا ولذلك سنبدأ قريبا بمشروع جديد سنحاول من خلاله معالجة المشكلة بشكل عيني في عدة مناطق/بلدات في الجليل والمثلث وبالأخص في القرى العربية لمساعدة السكان لاستنفاذ حقهم في العيش في بيئة صحية. المشروع سيشمل مسحا جغرافيا, توجهات للسلطات,إجراءات قانونية مدنية وورشات عمل توعوية مع السكان وبمرافقة ناشطين معنيين بتغيير الوضع في بلدتهم”.
