بمبادرة الأستاذ الدكتور هادي شكيب قاسم من قرية الرامة أقيمت أمسية ثقافية يوم الخميس 15/06/2017 في قاعة الهيثم وذلك بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيس ثانوية الرامة الشاملة وتخريج الفوج الأول عام 1956 ودور المرحوم المربي الشيخ شكيب نسيب قاسم في تأسيس المدرسة الثانوية الشاملة والنهضة العلمية الثقافية في الرامة وخارجها وأيضا إصدار كتاب سيرة تاريخية لشخصيات راماوية وأثرها على المجتمع في الرامة وخارجها .
اشترك في الأمسية جمهور غفير من الرامة وخارجها ومن نساء ورجال وشخصيات قيادية ورجال دين ورجال علم ووفد من الكلية الأكاديمية العربية للتربية برئاسة المحامي زكي كمال يقارب أكثر من ثلاثمائة شخص وبحضور السادة المحترمين حيث ألقيت كلمات من قبل:
- المحامي زكي كمال رئيس الكلية الأكاديمية العربية للتربية في إسرائيل – حيفا.
2.السيد شوقي أبو لطيف رئيس مجلس محلي الرامة.
- قدس الأب الخوري جورج حنا كاهن رعية الرامة الأرثوذكسية.
4.الأستاذ ماجد عفيف قاسم مدير المدرسة الثانوية الشاملة – الرامة.
- الشيخ الدكتور فايز عزام مفتش التراث الدرزي سابقا.
6.الشاعر صالح فارس من حرفيش.
7.الشيخ الأستاذ سلمان غانم من حرفيش
- الأستاذ حسن منصور- الذي القي كلمة الخريجين
حيث شددوا وأشادوا بالدور الذي قام به المربي الشيخ شكيب نسيب قاسم في تأسيس أول ثانوية في المنطقة الذي يعتبر مشروع ثقافي وعلمي ساهم ويساهم ليس فقط في تطوير أبناء الرامة ورقيها على اختلاف طوائفهم وفئاتهم وإنما أيضا لخدمة المجتمع العربي بأكمله. هذا المشروع الذي بادر إليه المربي الشيخ شكيب نسيب قاسم والى جانبه عدد من أولياء الأمور من طوائف أخرى خير دليل وشاهد على ذلك.
تجدر اشارة ان الشيخ المربي المرحوم شكيب نسيب قاسم يعتبر من أوائل المثقفين في قرية الرامة والطائفة ألمعروفية العربية حيث عمل طيلة حياته من اجل خدمة أهل الرامة والقرى المجاورة، ومن خلال عمله في مجال التربية والتعليم مدة 36 عاما” حصل على شهادات تقدير بفضل خدماته وإعماله من أهمها :عمله الكبير في إقامة أول مدرسة ثانوية في المنطقة. إذ يمكن القول إن سيرة حياته خالدة سطرّت بأحرف تاريخية لامعة وتكللت بأعمال كثيرة قدمت للإنسان أفضل ما يصبو إليه من علم ومعرفة بإقامة أول مشروع تربوي حضاري وثقافي ساهم في بناء الإنسان الراماوي والعربي وجعله سفير للعلم في كل أقطار الأرض. هذا العمل المثير للإعجاب يتمثل بتأسيس أول ثانوية في منطقة الجليل.
تمّيزالشيخ شكيب بالصفات الحميدة التي قلمّا تمّيز بها الرجال فكان نعم الإنسان والمعّلم والمربي والشيخ الفاضل. كان متواضعا” محبا” للعلم والمعرفة، متسامحا” ووقورا”، أحب الناس فأحبوه. عكف على قراءة كتب الدين، الفلسفة والتاريخ.
وفي عام 1952 التقى الأستاذ شكيب نسيب قاسم مع المرحوم اوكيان وتحدثا عن مستقبل ابنته جورجيت اوكيان وأخيه عادل حيث انهيا الصف الثامن في تلك السنة ولم يكن يعرفا أين سيكملا تعليمهما الثانوي وعندها دوّن الشيخ شكيب في مذكراته ما يلي:
” راودتني فكرة تأسيس ثانوية في الرامة واتفقنا على دعوة أولياء أمور كافة طلاب الصف الثامن وفعلا قمنا بالمهمة واجتمعنا في بيت الأستاذ لبيب جاكي حنا واتفقنا على توجيه رسالة إلى وزارة المعارف موقعة من قبل كافة أولياء الأمور المجتمعين وهم بدورهم أوكلوا مهمة متابعة الموضوع من اجل افتتاح صف تاسع في الرامة لثلاثة أشخاص: الشيخ شكيب نسيب قاسم والسيد ناصر راجي حنا والسيد حبيب اوكيان وقد عرفنا باسم لجنة الصفوف الثانوية. وفعلا أنجزنا المهمة بنجاح كبير” .
عند خروجه للتقاعد في 31/8/1985، تلّقى رسالة من رئيس مجلس محلي الرامة آنذاك السيد الياس قسيس، حيث هنّأه بمناسبة خروجه للتقاعد وعّبر له عن شكره وتقديره لما قام به في سبيل خدمة القرية وشعبه وجهوده وإخلاصه وتفانيه في رسالة التعليم وخاصة عمله كمدرّس وأحد مؤسسي المدرسة الثانوية في الرامة وفي يوم المعلم الذي أقيم في المدرسة الثانوية بتاريخ 23/06/1984 ألقى الشيخ شكيب كلمة أمام أهل الرامة، عرض وشرح من خلالها كيفية تأسيس المدرسة الثانوية. كذلك أول من نادي بتنظيم الطائفة الدرزية في إسرائيل وعمل رئيسا” للجنة الوقف الدرزي في الرامة في سنوات الستين من القرن الماضي. أيضا” كان وكيل الوقف الدرزي في الرامة بين الأعوام 1999- 2007 حتى وفاته، حيث عمل على شراء بيت الشعب حاليا”.
من هنا هذه الأمسية جاءت لتعيد النصاب إلى أصحابه ولكشف الدرر الثمينة في أوراق التاريخ القديمة وإعادة لمنارة الجليل نورها ولهذا الصرح الشامخ عزته وكرامته.