التقى ظهر اليوم الكاتب د. سميح غنادري ابن قرية الرامة ومدينة الناصرة ، مجموعة من اهالي البقيعة وذلك من خلال ندوة، احتضنتها قاعة الاخوة في البقيعة المرج مستوحاه مما خطه قلمه في كتابه القيم “المهد العربي” (المسيحية المشرقية على مدى ألفي عام)، حيث تطرق المحاضر د. غنادري الى ظهور المسيحية مؤكدا انها ليست اكثر من دين وليست قومية وان الاسلام هو كذلك دين، تجمعهم قومية عربية واحدة لشعب واحد على مختلف اماكن جغرافية سكناه وعقائده ومناهجه المذهبية في هذا الشرق الذي شكّل دفيئة مشتركة لنشوء المعتقدات، مارا على بعض الايات التي تحدثت عن المسيح وعن مريم العذراء وعن المسيحيين بشكل عام ..
في حين نشأت وترعرعت المسيحية كنبتة اصيلة، في هذه الدفيئة وهي ليست مستورة من الغرب كما يزعم البعض، فالمسيح ولد في بيت لحم وليس في روما او واشنطن او غيرها من الدول الغربية. والناصرة هي مدينة البشارة وليس اية مدينة غربية مؤكدا ان المسيحيين في هذا الشرق عربا أقحاحا وأنهم تنصروا في أوطانهم وهم ملح الارض، رغم ما يعانون كما يعاني غيرهم أيضا من ملاحقة وقتل وتهجير على ايدي قوى ظلامية اذا كان في العراق او في سوريا او ما يجري في مصر وغيرها من احداث مؤسفة مدعومة من الغرب وبرضى، واحيانا، بدعم ومباركة من اسرائيل.
ويؤكد مراسلنا ان من يعتقد ان مثل هذه المحاضرات تحمل طابعا طائفيا يفاجأ بان الامر عكس ذلك تماما حيث اكد المحاضر على لحمة الشعب الواحد على مختلف العصور بمصير المشترك بمسيحيه ومسلميه ودروزه. ورغم بعض الشوائب هنا وهناك، فلهم تاريخ شامل الجميع في صنعه وحضارة واحدة وتراث مشترك، وقاوموا سويا المحتلين بغض النظر اذا كانوا صليبين او عثمانيين مؤكدين على انتمائهم الوطني والعيش الكريم بتسامح ومحبة .
تجدر الاشارة الى انه قد افتتح اللقاء مرحبا بالمحاضر والحضور، كمال حاج رئيس لجنة نادي الجيل الذهبي وان في نهاية المحاضرة ومن خلال مداخلة مختصرة اشار رئيس المجلس الدكتور سويد سويد ان البقيعة بسكانها الاصليين من دروز ومسيحيين ومسلمين ويهود هي احدى النماذج لمثل هذا التعايش المشترك القائم على الوعي والانتماء لبلدهم ومجمل المجتمع. كما ان تخلل المحاضرة مداخلات واسئلة اجاب عليها المحاضر.